جلسَ عند رأسها ممسكاً بكفّها الشاحب ..
الذي رسمت عليه الثمانون عاماً عطش أرضٍ فقدت أملها بقطرة مطر ..
ينظر لها بقلبه النابض حرقة وحسرة ..
تلتفت إليه قائلة :
من أنت ؟ ومن تكون ؟
تمسك يدي بدفئ ، وتحدثني بصوت حنون ..
أحاول قدر ما اوتيت من ذاكرة أن أتعرف على ملامحك التي تشاركت معي في كل شيء ..
نعم لا أعرفك ..
لكنّ كفّكَ أشعرتني أنَّك الاقرب الى قلبي ..
سكت طويلاً ثم إنساب دمعه على فجر لحيته ليخبرها أنه زوجها ..
نعم هو زوجها الذي لم يفارقها يوماً ..
حتى وهي مصابة بمرض الزهايمر الذي أفقدها ذاكرتها ..
يجلس بقربها ويلبي كل ما تحتاجه وكأنها طفلته المدللة ..
هذا هو :
كــــــــــــــــــــــــــــــفُّ الـــــــــوفـــــــــــــــــــــــاء ..