بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
الاخوة والاخوات المشرفين والقراء والاعضاء في منتدى الكفيل المبارك عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة محمد بن ابي بكر رحمة الله تعالى عليه .
بالرغم من ابوة آدم (ع) لجميع البشر وبالرغم من ابوة مولانا النبي وامامنا علي (ع) لهذه الامة الا ان هناك ابوة ليست بعامة ولا للجميع بل هي ابوة خاصة لبعض الافراد ناشئة من قوة المحبة والمودة والعلاقة الايمانية بين الكبير والصغير وهذا ما نلاحظه في شهيد ولاية علي بن ابي طالب (ع) محمد بن ابي بكر - رحمه الله - فقد كان ابنا للامام علي (ع) ولكن ليس من نطفته وصلبه بل من صلب ونطفة ابي بكر ولكن رغم ذلك فقد اطلق عليه امير المؤمنين (ع) بانه ابني الذي ليس من صلبي لقوة العلاقة والمحبة في قلب وفؤاد امير المؤمنين (ع) لمحمد بن ابي بكر - رضوان الله تعالى عليه - .
>>> ولادته ونسبه رحمه الله :
هو محمد بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي ، [1] ولد في شهر ذي القعدة سنة حجة الوداع ، [2] وقد ورد أنه ولد بذي الحليفة أو بالشجرة ، وذلك عندما توّجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة للحج .[3] .
أمّه أسماء بنت عميس ، وكانت زوجة جعفر بن أبي طالب ، وبعد استشهاده تزوجت من أبي بكر ، ثم تزوجها الإمام علي عليه السلام بعد وفاة أبي بكر ، فنشأ محمد تحت رعاية الإمام علي عليه السلام ، وتربى في كنفه . [4]فأصبح محمد ربيبه وخريجه ، وجارياً عنده مجرى أولاده ، رضع الولاء والتشيع من زمن الصبا ، واستقاه من أمه ومربيه ، فلم يكن يعرف أباً له غير علي (ع) ، ولا يعتقد لأحد فضيلة غيره .
>>> عقيدته رحمه الله :
وكان يرى الخلافة للإمام علي عليه السلام بعد النبي (ص) وقد بايعه بعد مقتل عثمان ، وبناء عليه كان يرفض خلافة أبيه . له مكانة مرموقة عند الإمام علي وأولاده عليهم السلام ، كما أنهم كانوا يبجلونه .
وقد أورد الشيخ الطبرسي في كتابه الاحتجاج أبيات بهذه المناسبة نقلاً عن محمد بن أبي بكر يعلن فيه توليه للأئمة الأطهار (ع) وبرائته من أبيه :
يا أبانا ! قد وجدنا ما صلح خاب من أنت أبـوه ، وافتضح .
إنّما أنقذني منك الّـذي أنقذ الدرّ من الماء الملح .
يا بني الزهراء أنتم عدّتي وبكم في الحشر ميزاني رجح .
وإذا صـحّ ولائـي فيـكم لا أُبالي أيّ كلـب قـد نبـح [5] .
>>> منزلته عند اهل البيت (ع) :
قال أبو الحسن موسى الكاظم (ع) : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ، ثم ينادي : أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله رسول الله (ص) ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني ) . [6] .
>>> استشهاده رحمه الله :
استشهد في مصر سنة 38 هـ . على يد معاوية بن حديج وهو عطشان . [7] ذكر ابن عبد البر : إن عليا بن أَبِي طالب ولى فِي هَذهِ السنة مالك بن الحارث الأشتر النخعي مصر ، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها ، سم فِي زبد وعسل ، قدم بين يديه فأكل منه فمات ، فولى علي عليه السلام محمد بن أبي بكر ، فسار إِليه عمرو بن العاص فاقتتلوا ، [8] فانهزم محمد ودخل خربة ، فأخرج منها وقتل ، وأحرق في جوف حمار ميت . [9] .
قيل لعلي (ع) عندما نعاه : لقد جزعتَ على محمّد بن أبي بكر جزعاً شديداً يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً ، وكان لبنيّ أخاً ، وكنت له والداً ، أعدّه ولداً ) . [10] .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
[1] ابن الأثير ، أسد الغابة ، ج 3 ، ص 310 .
[2] التستري ، قاموس الرجال ، ج 9 ، ص 18 > ابن الأثير ، أسد الغابة ، ج 5 ، ص 97 .
[3] ابن عبد البر، الاستيعاب ، ج 3 ، ص 1366 > البلاذري ، أنساب الأشرف ، ج 1، ص 538.
[4] التستري ، مجالس المؤمنين ، ج 1 ، ج 473 > البلاذري ، أنساب الأشراف ، ج 1، ص 538.
[5] الطبرسي ، الاحتجاج ، ج 1 ، ص 271.
[6] بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج ٢٢ ، الصفحة ٣٤٢ .
[7] الطوسي ، رجال الطوسي ، ص 49 ؛ التستري ، قاموس الرجال ، ج 9 ، ص 18 > الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 241 > ابن الأثير ، أسد الغابة ، ج 5 ، ص 97 .
[8] ابن عبد البر ، الاستيعاب ، ج 3 ، ص 1366.
[9] ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5 ، ص 97 .
[10] الغارات ج ۱ ، ص ۳۰۱ .
تعليق