السؤال :
هناك من يقول : إنّ الأنبياء في ثقافتهم وإمكاناتهم الفكريّة يكونون في مستوى عصرهم ؛ فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
أوّلاً : إنّ هذا الكلام باطل ومردود ، لأن إبراهيم عليه السلام كان أعظم من النبي موسى وعيسى عليهما السلام ، ومن سائر الأنبياء ما عدا نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله .. ؛ فهل انحطت الإمكانات الفكريّة ، وثقافات المجتمعات بعد عصر إبراهيم عليه السلام ، ثمّ عادت إلى الارتفاع في عهد نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله ؟ ..
وثانياً : لو كان هذا الكلام صحيحاً ، فاللازم أن يكون جميع الأنبياء عليهم السلام الذين يكونون في عصر واحد ، في مستوى واحد .. ، مع أنّنا نعلم أنّ لوطاً عليه السلام الذي كان في عصر إبراهيم عليه السلام لم يكن في مستوى إبراهيم عليه السلام ، فانّ إبراهيم كان من أولي العزم ، وكان أعظم من جميع الأنبياء ، ومنهم لوط ، باستثناء نبيّنا الأكرم صلّى الله عليه وآله ..
وثالثاً : هل إن هذا الكلام يعني : أنّ النبي محمّداً صلّى الله عليه وآله في ثقافته ، وفي مستواه الفكري أدنى من الناس في هذا العصر ؟!!..
وهل قياس المستويات هذه قد تمّ عبر أجهزة دقيقة الملاحظة ، عرفت مدى النشاط الفكري ، وحجم المعلومات التي يملكها الأنبياء عبر العصور ، ثمّ طلعت علينا بهذه النتيجة ؟..
رابعاً : إنّ الأنبياء إنّما يستمدون معارفهم ، وعلومهم وثقافاتهم من الله خالق الكون والحياة ، والمطلع على أسرار كلّ المخلوقات والمهيمن على مسيرها ، والواقف على مسارها .. ؛ فهل يستمدّ مثقفوا هذا العصر من مصدر أوثق وأوسع ثقافة ، وأعمق فكراً ، وأصحّ رأياً من مصدر معارف الأنبياء عليهم السلام وعلومهم.
وأمّا إذا كان الحديث عن القابليّات ، فليس ثمة ما يثبت أنّ استعداد وقابليّة البشر للفهم وللوعي ، ولتلقّي المعارف قد اختلف عمّا كان عليه عبر العصور ، بل قد نجد في الآيات ما يشير إلى عكس ذلك ..
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) .
فهل أثاروها بالجهل أم بالمعارف ، وبسلطان العلم ، وبدقّة الممارسة ؟
خامساً : إن آدم عليه السلام الذي كان يعرف من اسم الله الأعظم خمسة عشر حرفاً ، لم يكن لديه مجتمع حتّى يقال : إنّ ثقافته كانت في مستوى مجتمعه ، أو كانت أدنى أو أرفع.
سادساً : إنّ ثقافة المعلّم ومستواه الفكري لا يقاس بثقافة ومستوى تلامذته ، فانّ حامل الشهادات العالية يدرّس من هو أقلّ منه ثقافة. وأضعف فكراً ..
سابعاً : ولو كان المقصود هو الزيادة إنّما تكون للأنبياء على من هو أوسع الناس ثقافةً وأقواهم فكراً في الأمّة بأسرها ، فلا بدّ أن يزيد نبي تلك الأمّة عليه.
فإنّه يقال : إنّنا إذا قبلنا بضرورة الزيادة ، فقد تكون كنسبة ثقافة دكتور يعلم تلامذة في الصفوف الابتدائيّة ، أو كنسبة ثقافة مرجع إلى ثقافة تلامذته الذين انتهوا للتوّ من دراسة مرحلة السطوح ..
وقد تكون النسبة أزيد من ذلك ، وليس ثمة ما يحدّد نسبة هذه الزيادة ، فإنّها رهن بالقابليّات وبالفيض الإلهي عليهم صلوات الله وسلامه عليهم.
ثامناً : هل يمكن اعتبار الإمام صاحب الأمر أوسع ثقافة ، وأرقى فكراً من الإمام علي عليه السلام ، ومن النبي صلّى الله عليه وآله ..
نبّئونا بعلم إن كنتم صادقين.
والحمد لله رب العالمين.
هناك من يقول : إنّ الأنبياء في ثقافتهم وإمكاناتهم الفكريّة يكونون في مستوى عصرهم ؛ فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
أوّلاً : إنّ هذا الكلام باطل ومردود ، لأن إبراهيم عليه السلام كان أعظم من النبي موسى وعيسى عليهما السلام ، ومن سائر الأنبياء ما عدا نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله .. ؛ فهل انحطت الإمكانات الفكريّة ، وثقافات المجتمعات بعد عصر إبراهيم عليه السلام ، ثمّ عادت إلى الارتفاع في عهد نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله ؟ ..
وثانياً : لو كان هذا الكلام صحيحاً ، فاللازم أن يكون جميع الأنبياء عليهم السلام الذين يكونون في عصر واحد ، في مستوى واحد .. ، مع أنّنا نعلم أنّ لوطاً عليه السلام الذي كان في عصر إبراهيم عليه السلام لم يكن في مستوى إبراهيم عليه السلام ، فانّ إبراهيم كان من أولي العزم ، وكان أعظم من جميع الأنبياء ، ومنهم لوط ، باستثناء نبيّنا الأكرم صلّى الله عليه وآله ..
وثالثاً : هل إن هذا الكلام يعني : أنّ النبي محمّداً صلّى الله عليه وآله في ثقافته ، وفي مستواه الفكري أدنى من الناس في هذا العصر ؟!!..
وهل قياس المستويات هذه قد تمّ عبر أجهزة دقيقة الملاحظة ، عرفت مدى النشاط الفكري ، وحجم المعلومات التي يملكها الأنبياء عبر العصور ، ثمّ طلعت علينا بهذه النتيجة ؟..
رابعاً : إنّ الأنبياء إنّما يستمدون معارفهم ، وعلومهم وثقافاتهم من الله خالق الكون والحياة ، والمطلع على أسرار كلّ المخلوقات والمهيمن على مسيرها ، والواقف على مسارها .. ؛ فهل يستمدّ مثقفوا هذا العصر من مصدر أوثق وأوسع ثقافة ، وأعمق فكراً ، وأصحّ رأياً من مصدر معارف الأنبياء عليهم السلام وعلومهم.
وأمّا إذا كان الحديث عن القابليّات ، فليس ثمة ما يثبت أنّ استعداد وقابليّة البشر للفهم وللوعي ، ولتلقّي المعارف قد اختلف عمّا كان عليه عبر العصور ، بل قد نجد في الآيات ما يشير إلى عكس ذلك ..
قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) .
فهل أثاروها بالجهل أم بالمعارف ، وبسلطان العلم ، وبدقّة الممارسة ؟
خامساً : إن آدم عليه السلام الذي كان يعرف من اسم الله الأعظم خمسة عشر حرفاً ، لم يكن لديه مجتمع حتّى يقال : إنّ ثقافته كانت في مستوى مجتمعه ، أو كانت أدنى أو أرفع.
سادساً : إنّ ثقافة المعلّم ومستواه الفكري لا يقاس بثقافة ومستوى تلامذته ، فانّ حامل الشهادات العالية يدرّس من هو أقلّ منه ثقافة. وأضعف فكراً ..
سابعاً : ولو كان المقصود هو الزيادة إنّما تكون للأنبياء على من هو أوسع الناس ثقافةً وأقواهم فكراً في الأمّة بأسرها ، فلا بدّ أن يزيد نبي تلك الأمّة عليه.
فإنّه يقال : إنّنا إذا قبلنا بضرورة الزيادة ، فقد تكون كنسبة ثقافة دكتور يعلم تلامذة في الصفوف الابتدائيّة ، أو كنسبة ثقافة مرجع إلى ثقافة تلامذته الذين انتهوا للتوّ من دراسة مرحلة السطوح ..
وقد تكون النسبة أزيد من ذلك ، وليس ثمة ما يحدّد نسبة هذه الزيادة ، فإنّها رهن بالقابليّات وبالفيض الإلهي عليهم صلوات الله وسلامه عليهم.
ثامناً : هل يمكن اعتبار الإمام صاحب الأمر أوسع ثقافة ، وأرقى فكراً من الإمام علي عليه السلام ، ومن النبي صلّى الله عليه وآله ..
نبّئونا بعلم إن كنتم صادقين.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق