لا وحقّ المـُنتجَب بالوصية
روى الشيخ المفيد، بأسانيده المـُفصّلة إلى عبد الواحد بن زيد أنّه قال: كنت حاجّاً إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف، إذ رأيت جاريتين واقفتين عند الركن اليماني، إحداهما تقول لأُختها: لا وحقّ المـُنتجَب بالوصية، والحاكم بالسويّة، والعادل في القضيّة، العالي البيَّنة، الصحيح النيّة، بعل فاطمة المرضيّة، ما كان كذا وكذا.
قال عبد الواحد: وكنت أسمع. فقلت: يا جارية، مَن المنعوت بهذه الصفة؟!
قال عبد الواحد: وكنت أسمع. فقلت: يا جارية، مَن المنعوت بهذه الصفة؟!
فقالت: ذلك - والله - علم الأعلام، وباب الأحكام، قسيم الجنّة والنّار، وقاتل الكفّار والفجّار، وربّاني الأمّة، ورئيس الأئمّة، ذاك أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، الهَزْبر الغالب، أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام .
فقلت: من أين تعرفين عليّاً؟!
فقلت: من أين تعرفين عليّاً؟!
قالت: وكيف لا أعرف مَن قُتل أبي بين يديه، ولقد دخل على أمِّي ذات يوم فقال لها: كيف أصبحت يا أمّ الأيتام؟
فقالت له أمِّي: بخير يا أمير المؤمنين.
فقالت له أمِّي: بخير يا أمير المؤمنين.
ثمّ أخرجتني وأُختي هذه إليه وكان أصابني من الجدري ما ذهب به - والله - بصري، فلمـّا نظر إليّ تأوّه، ثمّ طفق يقول:
ما إن تأوّهت من شيء رُزيت به
كما تأوّهت للأيتام في الصغر
كما تأوّهت للأيتام في الصغر
قد مات والدهم مَن كان يكفلهم
في النائبات وفي الأسفار والحَضر
في النائبات وفي الأسفار والحَضر
ثمّ أمرَّ بيده المباركة على وجهي، فانفتحت عيناي من يومي وساعتي، فو الله - يا عمّ - إنِّي لأنظر إلى الجمل الشارد في اللّيلة الظلماء، كلّ ذلك ببركة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهالسلام . ثمّ أعطانا شيئاً من بيت الله، وطيّب قلوبنا ورجع.
القطرة من بحار مناقب النبي والعترة.
قال عبد الواحد: فلمـّا سمعت هذا القول عمدت إلى دينار، كان من نفقتي، فأعطيتها وقلت: خُذي - يا جارية - هذا واستعيني به على وقتك.
فقالت: إليك عنّي - يا رجل - فقد خلفنا خير سلف - تعني عليّاً عليه السلام - لخير خلف، نحن - والله - اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، فولّت وطفقت تقول:
ما نيطَ حبُّ عليٍّ في خناق فتى
ما نيطَ حبُّ عليٍّ في خناق فتى
إلاّ له شهدت بالنعمة النِّعم
ولا له قدم زلّ الزمان بها
إلاّ له أثبتت من بعدها قدم
ما سرّني أن أكون من غير شيعته
لو أنّ لي ما حوته العُرب والعَجم .
تعليق