بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعتقد أنّ الجنّة والنّار مخلوقتان موجودتان الآن.قال الشيخ المفيد .: «إنَّ الجنّة والنّارَ في هذا الوَقتِ مخلوقَتان وبذلك جاءتِ الاَخبارُ، وعليه إجماعُ أَهل الشّرعِ والآثار»(1)
وإنّ الآيات القرآنيّة هي الاَخرى تشهد بالوجودِ الفِعليّ لِلجنَّة والنار إذ يقول:(وَلَقدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِندَ سِدْرَةِ المنُتَهى * عِندَها جَنَّةُ المأْوى)(1)
ويصرّح في موضعِ آخر: بأنَّ الجنّة مهيَّئَةٌ للمؤمنين، وإن النّار للكافِرين، إذ يقول حولَ الجنّةِ:(أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)(2)
ويقولُ حَولَ النّار:(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)(3)ومَعَ ذلك فلا نعرِفُ مكانَ الجَنَّةِ والنّار على وَجهِ الدّقةِ واليقينِ، وإن كان المُستفاد من بعض الآيات هو أن الجَنّة موجودةٌ في القِسم الاَعلى كما يقولُ سبحانه:(وَفي السَّماءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ)(4)
وقد تضافرت الروايات الواردة عن ائمة اهل البيت ان الجنة والنار مخلوقتان واليكم مارواه الشيخ الصدوق في
الأمالي والتوحيد عن الهَرِوي ، قال : قلت : للرضا ـ عليه السَّلام ـ : يابن
رسول الله ، أخبرني عن الجنّة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال : نعم ، وإنّ
رسول الله قد دخل الجنة ورأى النار ، لما عرج به إلى السماء. قال : فقلت له :
فإنّ قوماً يقولون إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين . فقال ـ عليه السَّلام ـ : ما أُولئك
منّا ولا نحن منهم ، من أنْكر خلق الجنة والنار ، فقد كذّب النبي ـ صلى الله عليه
وآله وسلم ـ وكذّبنا .4
المصادر
1. أوائل المقالات ص 141.
2. النجم | 13 ـ 15.
3. آل عمران | 133.
4. آل عمران | 131.
5. الذاريات | 22.
6. حق اليقين : للسيّد شبر ، ج 2، ص 204.
6. حق اليقين : للسيّد شبر ، ج 2، ص 204.
تعليق