تويت
اللهم صل على محمد وال محمد
ما معنى (تَنِيا) في قوله تعالى: (وَلَا تَنِیَا فِی ذِكۡرِي)؟ وما هو أصل المفردة؟
الجواب: المفردة جاءت مرة واحدة في القرآن الكريم، وإن أصلها في اللغة هو من الاسم (وَنِي)، يقال: وَنَى يَنِي ونىً، وهو بمعنى الضعف والفتور والإعياء والعجز، لذلك يقال: توانى في الأمر، أي فتر وضعف وتوقف عن العمل والحركة، وبمعنى آخر هو التقصير في العمل، ومنها: الميناء، وهو مرفأ السفن، مأخوذ من توقّف السفن عن الحركة، ومنها: الأناة، وهي فتور وضعف عن القيام والقعود والمشي.
إن مقطع الآية ورد خطابا من الله تعالى إلى النبي موسى وأخيه هارون في سياق مواجهة فرعون وغطرسته، إذ خاطبهما بصيغة المثنى (تنيا)، فالألف ألف الاثنين دخل على الفعل المضارع (تَني)، لأن بداية الآية هو خطاب إلى الإثنين (إذهب انت وأخوك بآياتي).. والوَنِي تتضمن معاني: الضَعف والفتور والإعياء والكلال والتعب والعجز.
ويفهم من خطاب المثنى (تنيا) عدة أمور:
الأول: الخطاب موجه الى الإثنين على المعية، أي أن لا يفترا معا عن تبليغ الرسالة على الرغم من شدة بطش فرعون.
الثاني: الخطاب الإلهي موجه إلى النبي موسى (اذهب أنت)، ولم يكن هارون موجودا في لحظة الخطاب، ولابد أن يبلغ أخاه بعدم الوَنِي في مهمتهم الرسالية.
الثالث: إن الخطاب جاء لزيادة في الحث والتشجيع على العمل وتبليغ الرسالة من دون أن يفترا ويضعفا، وهو درس تربوي لكل المؤمنين العاملين في مواجهة الطواغيت في تلك الأزمان والزمن الراهن.
الرابع: إن الخطاب جاء بعد شيء من الفتور والإعياء من أحدهما أو كلاهما جراء صعوبة المهمة وطول المعاناة، وهو ما لا يتعارض مع عصمة الأنبياء وقداستهم.
الخامس: الخطاب الإلهي حصر عدم الوَني في كلمة (ذكري) وليس لمطلق الذكر، أي ذكر الله وآلائه ورحمته وحسابه وغضبه وعقابه.
السادس: الأصل في الفعل (ولا تَنِيان) لكونه مثنى، لكن حذف النون لوجود (لا) الناهية الجازمة، مثل: (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، والأصل: ولا تقربون، حُذف النون بسبب الجزم، ويضاف الألف لأن الخطاب للجمع وهو واو الجماعة.
...............
منقول
ما معنى (تَنِيا) في قوله تعالى: (وَلَا تَنِیَا فِی ذِكۡرِي)؟ وما هو أصل المفردة؟
الجواب: المفردة جاءت مرة واحدة في القرآن الكريم، وإن أصلها في اللغة هو من الاسم (وَنِي)، يقال: وَنَى يَنِي ونىً، وهو بمعنى الضعف والفتور والإعياء والعجز، لذلك يقال: توانى في الأمر، أي فتر وضعف وتوقف عن العمل والحركة، وبمعنى آخر هو التقصير في العمل، ومنها: الميناء، وهو مرفأ السفن، مأخوذ من توقّف السفن عن الحركة، ومنها: الأناة، وهي فتور وضعف عن القيام والقعود والمشي.
إن مقطع الآية ورد خطابا من الله تعالى إلى النبي موسى وأخيه هارون في سياق مواجهة فرعون وغطرسته، إذ خاطبهما بصيغة المثنى (تنيا)، فالألف ألف الاثنين دخل على الفعل المضارع (تَني)، لأن بداية الآية هو خطاب إلى الإثنين (إذهب انت وأخوك بآياتي).. والوَنِي تتضمن معاني: الضَعف والفتور والإعياء والكلال والتعب والعجز.
ويفهم من خطاب المثنى (تنيا) عدة أمور:
الأول: الخطاب موجه الى الإثنين على المعية، أي أن لا يفترا معا عن تبليغ الرسالة على الرغم من شدة بطش فرعون.
الثاني: الخطاب الإلهي موجه إلى النبي موسى (اذهب أنت)، ولم يكن هارون موجودا في لحظة الخطاب، ولابد أن يبلغ أخاه بعدم الوَنِي في مهمتهم الرسالية.
الثالث: إن الخطاب جاء لزيادة في الحث والتشجيع على العمل وتبليغ الرسالة من دون أن يفترا ويضعفا، وهو درس تربوي لكل المؤمنين العاملين في مواجهة الطواغيت في تلك الأزمان والزمن الراهن.
الرابع: إن الخطاب جاء بعد شيء من الفتور والإعياء من أحدهما أو كلاهما جراء صعوبة المهمة وطول المعاناة، وهو ما لا يتعارض مع عصمة الأنبياء وقداستهم.
الخامس: الخطاب الإلهي حصر عدم الوَني في كلمة (ذكري) وليس لمطلق الذكر، أي ذكر الله وآلائه ورحمته وحسابه وغضبه وعقابه.
السادس: الأصل في الفعل (ولا تَنِيان) لكونه مثنى، لكن حذف النون لوجود (لا) الناهية الجازمة، مثل: (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، والأصل: ولا تقربون، حُذف النون بسبب الجزم، ويضاف الألف لأن الخطاب للجمع وهو واو الجماعة.
...............
منقول
تعليق