ما فائدة علم الغيب للرسول والائمة اذا كانوا مكلفين بالعمل بالظاهر ولا يقيموا الحد الا بعد الجريمة
الجواب:
أولاً: هل توجد مفروغية بان علم الامام للغيب شامل لكل الموارد حتى هذه القضايا الجزئية التي يفعلها مطلق العباد، ام انها خارجة عن ذلك بناءاً على الفرض ان الامام لا يعلم بعض القضايا، فهنا اختلاف بين الاعلام..
ثانياً: لا ملازمة بين كون الامام يعلم الغيب وعدم الحكم بالظاهر اذ المطلوب منه العمل وفق الاحكام المكلف بها شرعا، وقد كلفه الله الرجوع الى الايمان والشهود.
ثالثاً: العمل بالغيب يأتي من باب تكريم الله لاولياءه المقربين ولا يلزم منه المخالفة لشرع الله في العمل بمقتضاه او توظيفه في امر القضاء.
رابعاً: ولعله يتهم الامام في مقام المرافعة والقضاء بالكذب والافتراء والعدوانية واستغلال السلطة من خلال حكمه وفق علمه بالغيب من قبل اعداءه او الناس الذين يقيم عليهم الحد والعقوبة، واما بحضور الشهود والاخذ بالبينات الظاهرة فلا يتحقق ذلك ولا طرايق اليه، اذ لا مدخلية للامام به.
خامساً: ثم من قال العمل بالظاهر يخالف ما عليه الامام (عليه السلام) من علم الغيب حتى يحتاج الى ذلك العلم، فاذا كشف الحق بالاسباب الطبيعية فلا حاجة للرجوع الى اسباب الغيب،اذ ان الله زود الامام بعلم الغيب ليدرك به ما لا يدرك بالاسباب والطرق المعروفة.
سادساً: ان الامام في محل الاسوة الحسنة والقدوة الصالحة والذي يتعلم منه الاخرون طرق المرافعة وطلب الدليل وتوجيهه واستنباط الحقائق في حال المرافعة والقضاء، وعليه لابد من الحكم بالظاهر لانهم لا يتمكنون بعده الا من هذا السبيل.
سابعاً: من القائل ان العلم بالغيب غير مفيد في موارد اخرى كثيرة حتى يتسنى لنا نفي فائدته في حال عدم الاستفادة منه في القضاء، فهذا تجني وقول غير مناسب في امر كهذا مع علمنا بتحقق فوائد جمة منه في ميادين اخرى.
ودمتم في رعاية الله
مركز الابحاث العقائدية
تعليق