بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
الاخوة والاخوات المؤمنين والمؤمنات مشرفين واعضاء وزوار منتدى الكفيل المبارك اسعد الله ايامنا وايامكم بذكرى ولادة السيدة الطاهرة سكينة بنت الامام الحسين (ع) .
سيرة السيدة سكينة (ع) :
اسمها - على المشهور - أميمة ، وقيل : آمنة ، ولقّبت بسكينة (1) ، أبوها الإمام أبو عبد الله الحسين (ع) سبط رسول الله (ص) ، وسيد شباب أهل الجنة ، والإمام إن قام وإن قعد .
وأمها - بالاتفاق - الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية (2) ، المرأة الوفية للحسين (ع) ، والتي لم تبق بعد واقعة الطف إلا عاماً - على الأغلب - ثم ماتت حزناً وكمداً على زوجها وإمامها ، وقد هبّ لخطبتها أجلاء العرب وشيوخهم ، فكانت تقول لبني هاشم :
والله لا أبتغي صهراً بصهركم = = حتى أوسد بين الرمل والطين (3) .
وكانت في ذلك العام الذي عاشته بعد الحسين باكية حزينة ، حتى أنها اقتلعت سقف بيتها وبقيت تحت حرارة الشمس ، ولما كانت تسألها زينب (ع) عن فعلها هذا ، تقول : كيف أستظل بظل وبعيني رأيت جسد الحسين تصهره رمضاء كربلاء (4) .
ترعرعت سكينة (ع) في حجر هذه الأم ، وتغذّت من فكر الحسين ، وارتشفت من أخلاقه وعلمه وقداسته ، حتى أن الحسين (ع) كان شغفاً بها وبأمها ، لما وجده فيهما من الإخلاص والإيمان والفضيلة ، وقد قال فيهما ، - على ما رواه البعض - :
لعمري إنني أحب داراً = = = = تكون بها سكـينة والرباب
أحبهما وأبذل جلّ مالي = = = = وليس لعاتب عندي عتاب(5) .
وكان هذا الحب قد أوجد روابط الإيمان والتعلّق بالله تعالى في نفس سكينة ، حتى بلغت من التقوى والانقطاع مبلغاً جعلت الحسين (ع) يعرض عن زواجها لمّا خُطبت ، لأنها لا تصلح إلا للانقطاع والتبتل ، حيث قال (ع) : ( أما سكينة فغلب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح للرجال ) . (6) .
وقد ذكر جميع المؤرخين أنها (ع) كانت قد خرجت مع أبيها الحسين (ع) إلى كربلاء ورأت بأم عينها مقتل أبيها وأعمامها وإخوتها ، وكانت صابرة محتسبة ، كما أنها آخرمن ودعت الحسين (ع) في حملته الأخيرة والتي نادى فيها : ( يا سكينة يا فاطمة يا زينب (يا أم كلثوم) عليكنّ مني السلام ) ، فنادته سكينة : يا أبه استسلمت للموت ؟ فقال : ( كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين ) ، فقالت : يا أبه ردّنا إلى حرم جدنا ، فقال (ع) : ( هيهات لو ترك القطا لنام ) ، فتصارخن النساء ، ثم أقبل على أخته زينب ، وقال لها : ( أوصيك يا أخية بنفسك خيراً ، وإني بارز إلى هؤلاء القوم ) . فأقبلت سكينة وهي صارخة ، وكان يحبها حباً شديداً ، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها ، وقال :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي == منك البكاء إذا الحمام دهاني .
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة == ما دام مني الروح في جثماني .
وإذا قتلت فأنت أولى بالذي == تأتينه يا خيرة النسوان . (7) .
وبعد مقتل الحسين(ع) تحمّلت مرارة السبي من أرض الطف إلى الكوفة ، ومنها إلى الشام ، ولشدة ما كانت عليه من الصون والحجاب ، لما دخلوا الشام قالت لسهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله (ص) : قل لصاحب هذا الرأس - أي حامل رأس الحسين - أن يقدم الرأس أمامنا حتى ينشغل الناس بالنظر إليه ، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله (ص) . (8).
رجعت مع الإمام زين العابدين ونساء العترة إلى المدينة المنورة ، وبقيت فيها عابدة زاهدة ، كان قد غمرها الحزن على أبيها وأهلها حتى أدركتها الوفاة ، في يوم الخميس (5 ربيع الأول سنة 117هـ) ، ودفنت في المدينة . (9).
فالسلام على مولاتنا سكينة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية بين يدي الله سبحانه وتعالى .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
1 - أعيان الشيعة 3 : 491 ، نقله عن الكثير من المؤرخين ، والأغاني لأبي الفجر الأصفهاني 14 : 166.
2 - نفس المهموم : 528.
3 - الأغاني 14 : 160 ، نقله عنه في نفس المهموم : 528.
4 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير 4 : 88.
5 - مقاتل الطالبيين : 90.
6 - إسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) : 21.
7 - منتخب الطريحي : 316 ، ونفس المهموم : 346.
8 - بحار الأنوار 10: 223.
9 - أعيان الشيعة 3 : 492 ، ونفس المهموم : 530.
الاخوة والاخوات المؤمنين والمؤمنات مشرفين واعضاء وزوار منتدى الكفيل المبارك اسعد الله ايامنا وايامكم بذكرى ولادة السيدة الطاهرة سكينة بنت الامام الحسين (ع) .
سيرة السيدة سكينة (ع) :
اسمها - على المشهور - أميمة ، وقيل : آمنة ، ولقّبت بسكينة (1) ، أبوها الإمام أبو عبد الله الحسين (ع) سبط رسول الله (ص) ، وسيد شباب أهل الجنة ، والإمام إن قام وإن قعد .
وأمها - بالاتفاق - الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية (2) ، المرأة الوفية للحسين (ع) ، والتي لم تبق بعد واقعة الطف إلا عاماً - على الأغلب - ثم ماتت حزناً وكمداً على زوجها وإمامها ، وقد هبّ لخطبتها أجلاء العرب وشيوخهم ، فكانت تقول لبني هاشم :
والله لا أبتغي صهراً بصهركم = = حتى أوسد بين الرمل والطين (3) .
وكانت في ذلك العام الذي عاشته بعد الحسين باكية حزينة ، حتى أنها اقتلعت سقف بيتها وبقيت تحت حرارة الشمس ، ولما كانت تسألها زينب (ع) عن فعلها هذا ، تقول : كيف أستظل بظل وبعيني رأيت جسد الحسين تصهره رمضاء كربلاء (4) .
ترعرعت سكينة (ع) في حجر هذه الأم ، وتغذّت من فكر الحسين ، وارتشفت من أخلاقه وعلمه وقداسته ، حتى أن الحسين (ع) كان شغفاً بها وبأمها ، لما وجده فيهما من الإخلاص والإيمان والفضيلة ، وقد قال فيهما ، - على ما رواه البعض - :
لعمري إنني أحب داراً = = = = تكون بها سكـينة والرباب
أحبهما وأبذل جلّ مالي = = = = وليس لعاتب عندي عتاب(5) .
وكان هذا الحب قد أوجد روابط الإيمان والتعلّق بالله تعالى في نفس سكينة ، حتى بلغت من التقوى والانقطاع مبلغاً جعلت الحسين (ع) يعرض عن زواجها لمّا خُطبت ، لأنها لا تصلح إلا للانقطاع والتبتل ، حيث قال (ع) : ( أما سكينة فغلب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح للرجال ) . (6) .
وقد ذكر جميع المؤرخين أنها (ع) كانت قد خرجت مع أبيها الحسين (ع) إلى كربلاء ورأت بأم عينها مقتل أبيها وأعمامها وإخوتها ، وكانت صابرة محتسبة ، كما أنها آخرمن ودعت الحسين (ع) في حملته الأخيرة والتي نادى فيها : ( يا سكينة يا فاطمة يا زينب (يا أم كلثوم) عليكنّ مني السلام ) ، فنادته سكينة : يا أبه استسلمت للموت ؟ فقال : ( كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين ) ، فقالت : يا أبه ردّنا إلى حرم جدنا ، فقال (ع) : ( هيهات لو ترك القطا لنام ) ، فتصارخن النساء ، ثم أقبل على أخته زينب ، وقال لها : ( أوصيك يا أخية بنفسك خيراً ، وإني بارز إلى هؤلاء القوم ) . فأقبلت سكينة وهي صارخة ، وكان يحبها حباً شديداً ، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها ، وقال :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي == منك البكاء إذا الحمام دهاني .
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة == ما دام مني الروح في جثماني .
وإذا قتلت فأنت أولى بالذي == تأتينه يا خيرة النسوان . (7) .
وبعد مقتل الحسين(ع) تحمّلت مرارة السبي من أرض الطف إلى الكوفة ، ومنها إلى الشام ، ولشدة ما كانت عليه من الصون والحجاب ، لما دخلوا الشام قالت لسهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله (ص) : قل لصاحب هذا الرأس - أي حامل رأس الحسين - أن يقدم الرأس أمامنا حتى ينشغل الناس بالنظر إليه ، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله (ص) . (8).
رجعت مع الإمام زين العابدين ونساء العترة إلى المدينة المنورة ، وبقيت فيها عابدة زاهدة ، كان قد غمرها الحزن على أبيها وأهلها حتى أدركتها الوفاة ، في يوم الخميس (5 ربيع الأول سنة 117هـ) ، ودفنت في المدينة . (9).
فالسلام على مولاتنا سكينة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية بين يدي الله سبحانه وتعالى .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
1 - أعيان الشيعة 3 : 491 ، نقله عن الكثير من المؤرخين ، والأغاني لأبي الفجر الأصفهاني 14 : 166.
2 - نفس المهموم : 528.
3 - الأغاني 14 : 160 ، نقله عنه في نفس المهموم : 528.
4 - الكامل في التاريخ ، لابن الأثير 4 : 88.
5 - مقاتل الطالبيين : 90.
6 - إسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) : 21.
7 - منتخب الطريحي : 316 ، ونفس المهموم : 346.
8 - بحار الأنوار 10: 223.
9 - أعيان الشيعة 3 : 492 ، ونفس المهموم : 530.
تعليق