استجابة دعاء الإمام موسى الكاظم |
هناك عدّة موارد استجاب الله تعالى فيها دعاء الإمام الكاظم ، نذكر بعضها : 1ـ قال عبد الله بن صالح : حدّثنا صاحب الفضل بن الربيع ، قال : كنت ذات ليلة في فراشي ، مع بعض جواري ، فلمّا كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة ، فراعني ذلك ، فقالت الجارية : لعلّ هذا من الهواء ، فلم يمض إلاّ يسير حتّى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح ، وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ . فقال : أجب الرشيد ، ولم يسلّم عليّ ، فيئست من نفسي ، وقلت : هذا مسرور ، ويدخل بلا إذن ولم يسلّم ، ما هو إلاّ القتل ؛ فقالت الجارية لمّا رأت تحيّري : ثق بالله عزّ وجلّ وانهض ، فنهضت ولبست ثيابي ، وخرجت معه حتّى أتيت الدار ، فسلّمت على أمير المؤمنين ـ وهو في مرقده ـ فردّ عليّ السلام ، فسقطت . فقال : تداخلك رعب ! قلت : نعم يا أمير المؤمنين . فتركني ساعة حتّى سكنت ، ثمّ قال : صر إلى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمّد ، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم ، واخلع عليه خمس خلع ، واحمله على ثلاثة مراكب ، وخيّره بين المقام معنا ، أو الرحيل عنّا إلى أي بلاد أحب . فقلت له : يا أمير المؤمنين ! تأمر بإطلاق موسى بن جعفر ؟! قال : نعم ، فكررت ثلاث مرّات ، فقال : نعم ، ويلك ! أتريد أن أنكث العهد ؟! فقلت : يا أمير المؤمنين ! وما العهد ؟! قال : بينا أنا في مرقدي هذا ، إذ ساورني أسد ، ما رأيت من الأسود أعظم منه ، فقعد على صدري ، وقبض على حلقي ، وقال لي : حبست موسى بن جعفر ظالماً له . فقلت : وأنا أطلقه ، وأهب له ، وأخلع عليه ، فأخذ عليّ عهد الله عزّ وجلّ وميثاقه ، وقام عن صدري ، وقد كادت نفسي أن تخرج ، فقال : فخرجت من عنده ، ووافيت موسى بن جعفر وهو في حبسه ، فرأيته قائماً يصلّي ، فجلست حتّى سلّم ، ثمّ أبلغته سلام أمير المؤمنين ، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره ، وإنّي قد أحضرت ما وصله به . فقال : ( إن كنت أمرت بشيء غير هذا ، فأفعله ) . فقلت : لا ، وحق جدّك رسول الله ، ما أمرت إلاّ بهذا . فقال : ( لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال ، إذا كانت فيه حقوق الأمّة ) . فقلت : ناشدتك الله أن لا تردّه فيغتاظ ، فقال : ( اعمل به ما أحببت ) . وأخذت بيده ، وأخرجته من السجن ، ثمّ قلت له : يا ابن رسول الله ، أخبرني ما السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل ، فقد وجب حقّي عليك لبشارتي إيّاك ، ولما أجراه الله تعالى من هذا الأمر ؟ فقال ( : ( رأيت النبي ليلة الأربعاء في النوم ، فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم ، فقلت : نعم يا رسول الله محبوس مظلوم ، فكرّر عليّ ثلاثاً ، ثمّ قال : ( لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) الأنبياء : 111 . أصبح غداً صائماً ، واتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ في كل ركعة : الحمد واثنتي عشرة قل هو الله أحد ، فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد . ثمّ قل : يا سابق الفوت ، يا سامع كل صوت ، ويا محي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسألك باسمك العظيم الأعظم ، أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك ، وعلى أهل بيته الطاهرين ، وأن تعجّل لي الفرج ممّا أنا فيه ، ففعلت فكان الذي رأيت ) . 2ـ نقل صاحب كتاب نثر الدرر : أنّ الإمام موسى الكاظم ذكر له ، أنّ الهادي قد هم بك ، قال لأهل بيته ومن يليه : ( ما تشيرون به عليّ من الرأي ؟ ) . فقالوا : نرى أن تتباعد عنه ، وأن تغيّب شخصك عنه ، فإنّه لا يؤمن عليك من شرّه ، فتبسّم ، ثمّ قال : زعمت سخينة أن ستغلب ** ربّها وليغلبن مغالب الغلاب . ثمّ رفع يده إلى السماء ، فقال : ( الهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ، وأرهف لي شبا حدّه ، وداف لي قواتل سمومه ، ولم تنم عنّي عين حراسته ، فلمّا رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمّات الحوائج ، صرفت ذلك عنّي بحولك وقوّتك ، لا بحلوي وقوّتي ، وألقيته في الحفيرة التي احتفرها لي ، خائباً ممّا أمله في دنياه ، متباعداً عمّا يرجوه في أخراه .فلك الحمد على قدر ما عممتني فيه نعمك ، وما توليتني من جودك وكرمك ، اللّهم فخذه بقوّتك ، وافلل حدّه عنّي بقدرتك ، واجعل له شغلاً فيما يليه ، وعجزاً به عما ينويه . اللَّهُمَّ واعدني عليه عدوة حاضرة ، تكون من غيظي شفاءً ، ومن حنقي عليه وفاءً ، وصل اللّهم دعائي بالإجابة ، وانظم شايتي بالتغيير ، وعرفه عمّا قليل ما وعدت به من الإجابة لعبيدك المضطرين ، إنّك ذو الفضل العظيم ، والمن الجسيم ) . ثمّ إنّ أهل بيته انصرفوا عنه ، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ، اجتمعوا لقراءة الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت الهادي . 3ـ روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير قال : حدّثني أبو جعفر الشامي ، قال : حدّثني رجل بالشام يقال له هلقام ، قال : أتيت أبا إبراهيم ، فقلت له : جعلت فداك علّمني دعاء جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز . فقال : ( قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس : سبحان الله العظيم وبحمده ، استغفر الله ، وأسأله من فضله   . قال هلقام : لقد كنت من أسوء أهل بيتي حالاً ، فما علمت حتّى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أنّ بيني وبينه قرابة ، وإنّي اليوم من أيسر أهل بيتي ، وما ذلك إلاّ بما علّمني مولاي العبد الصالح . 4ـ قال داود بن زربي : سمعت أبا الحسن الأوّل يقول : ( اللّهم إنّي أسألك العافية ، وأسألك جميل العافية ، وأسألك شكر العافية ، وأسألك شكر شكر العافية . وكان النبي يدعو ويقول : أسألك تمام العافية ) ، ثمّ قال : ( تمام العافية الفوز بالجنّة، والنجاة من النار ) . ولا ريب أنّ الدعاء من قلب العبد الصالح المؤمن ، التقي ، الورع ، يستجاب من الله العزيز القدير ، وجاء ذلك في القرآن الكريم : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر : 60 .موقع الميزان |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
استجابة دعاء الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام
تقليص
X
-
استجابة دعاء الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام
التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 01-04-2019, 07:55 AM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
الأخت الفاضلة صدى المهدي . عظم الله لنا ولكِ الأجر بذكرى إستشهاد الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) . وأحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على كتابة ونشر هذا الموضوع الذي يدل على فضل ومنزلة الإمام عند الله تعالى . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .
- اقتباس
- تعليق
تعليق