بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولُ إمامنا باب الحوائج موسى بن جعفر "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" في وصيّتهِ لهشام بن الحكم
( يا هشام .. قليلُ العَمَل مِن العاقل مَقبولٌ مُضاعف ، وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهل مردود )
[تحف العقول ]
:
عبارةٌ مهمّـة ودقيقة وجديرة بالتّفكّر.. الإمام يقول: [(قليلُ العَمَل مِن العاقل مَقبولٌ مُضاعف)]
'
.. العاقلُ المقصود في هذهِ الوصيّة هو الَّذي يعيشُ هذا المعنى الوارد في زيارة إمام زمانِنا صلوات الله عليه، حين نُخاطبهُ "عليه السّلام": [(أشهدُ أنَّ بولايَتكَ تُقبلُ الأعمال، وتُزكّى الأفعال، وتُضاعَفُ الحسناتْ، وتُمحى السَّيّئات)]
.معنى تُزكّى الأفعال: أي تُضاعَف، لأنّ الزّكاةَ في حقيقتها نمـاء.. '
فالعاقلُ الّذي يتحدّث عنه الإمام الكاظم "عليه السّلام" في وصيّتهِ: هو الَّذي ينضبطُ تفكيرهُ وإدراكهُ في التَّوجُّهِ الخالصِ والكاملِ لوجهِ الله، ووجهُ الله هو : (إمامُزمانِنا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه) '
قد تكون هناك معانٍ متعدّة لكلمة (العاقل) .. العاقل في الُّلغةِ ، في العُرفِ ، في العلوم المختلفة، لكن العاقل هُنا في حديث الإمام الكاظم "عليه السّلام" هو هذا الَّذي يعيشُ حقيقةً هذا المضمون
أنْ يكون قلبهُ مُعنوناً بهذا العنوان، ومَصْبوغاً بهذهِ الصّبغة الموجودة في هذه العبــــارة: [( أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقْبلُ الأعمال وتُزكّى الأفعال وتُضاعفُ الحَسَنَاتْ وتُمْحَى السَّيِّئَات)].
"
أمّا قول الإمام "عليه السَّلام": [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)] !!!
فقطعاً ليس المراد مِن أهْل الهوى هنا هو (المعنى الشَّائع للهوى) في أذهان النّاس، فإنّ الشّائع في أذهان النّاس حِين تُذكر مُفردة (الهوى) أنّ (الهوى) يعني الشَّهوات المعروفة.. فينصرف الذّهن مُباشرةً إلى شهوات الأكل والشّرب، شُرْب الخُمْر وأمثال ذلك، والشَّهوات الجنسيَّة..!
'
بينما الإمام صلواتُ الله عليهالسلام لا يقصد هذه الشّهوات..
بدليل أنّ الوصيّة هُنـا لو تأمّلناها جيّداً تتحدّث عن (كثيــرِ العَمَــل) فتقول: [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)]
فهل أنَّ الَّذين ينغمسون في الشّهوات المادّية كشرب الخمر والمسكر، ويُمارسون المنكرات .. هل هؤلاء أساساً يعملون عَمَــلاً كثيراً وطاعات كثيرة..؟!
ولذلك ليس المراد مِن أهل الهوى في الوصيّة هم الّذين يأتون بهذه الفواحش !
المقصود من الهوى في قول الإمام
[( وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)] هو :
الهوى الَّذي يتعارضُ مع هوى المعصوم.
فهناك هوىً يأتي مُوافقاً لهوى المعصوم
كما قال أميرالمؤمنين "صلوات الله عليه" في إحدى خُطَبهِ في نهجِالبلاغة لمّا نصره الله تعالى الله على أصحاب الجمل، قــال له بعضُ أصحابه: ( وددتُ أنَّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصركَ الله به على أعدائك. فقال الأمير عليه السّلام: أهوى أخيك معنا - يعني هل هوى أخيك مع ما نحنُ عليه -؟ فقال نعم، قــال الإمام: فقد شهدنا..) فهذا الهوى موافق لهوى المعصوم..
وهُناك هَــوىً يأتي مُعارضاً لِمَا يُريدهُ المعصوم صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، وهو الهوى الّذي يعيشهُ الشِّيعي فيميلُ بقلبهِ وبعقلهِ إلى فِكْــرٍ بَعيــدٍ عن أهل البيت، وهو يعتقد أنَّ هذا الفكْر هو فِكْرُ أهل البيت!'
فالمرادُ مِن أهلِ الهوى في كلمات الإمام الكاظم "عليه السّلام" هُم الَّذين يَرتعون في وادٍ آخر مُخالف لِما يُريده المَعصوم، وكذلك يرتعون في الجَهْل أيضاً.. لأنّ الإمام عليه السّلام يقول في نفس العبارة: [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مَردود)]
والمراد مِن الجَهْل هُنـا هو جهْلُ الجاهلية، وهو الجهْل بمعرفة الإمام الحجّة صلوات الله عليه، لأنّ أهل البيت صلواتُ الله عليهم يقولون: [(مَنْ لَم يَعرف إمامَ زمانهِ ماتَ مِيتةً جاهليّة)] '
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولُ إمامنا باب الحوائج موسى بن جعفر "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" في وصيّتهِ لهشام بن الحكم
( يا هشام .. قليلُ العَمَل مِن العاقل مَقبولٌ مُضاعف ، وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهل مردود )
[تحف العقول ]
:
عبارةٌ مهمّـة ودقيقة وجديرة بالتّفكّر.. الإمام يقول: [(قليلُ العَمَل مِن العاقل مَقبولٌ مُضاعف)]
'
.. العاقلُ المقصود في هذهِ الوصيّة هو الَّذي يعيشُ هذا المعنى الوارد في زيارة إمام زمانِنا صلوات الله عليه، حين نُخاطبهُ "عليه السّلام": [(أشهدُ أنَّ بولايَتكَ تُقبلُ الأعمال، وتُزكّى الأفعال، وتُضاعَفُ الحسناتْ، وتُمحى السَّيّئات)]
.معنى تُزكّى الأفعال: أي تُضاعَف، لأنّ الزّكاةَ في حقيقتها نمـاء.. '
فالعاقلُ الّذي يتحدّث عنه الإمام الكاظم "عليه السّلام" في وصيّتهِ: هو الَّذي ينضبطُ تفكيرهُ وإدراكهُ في التَّوجُّهِ الخالصِ والكاملِ لوجهِ الله، ووجهُ الله هو : (إمامُزمانِنا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه) '
قد تكون هناك معانٍ متعدّة لكلمة (العاقل) .. العاقل في الُّلغةِ ، في العُرفِ ، في العلوم المختلفة، لكن العاقل هُنا في حديث الإمام الكاظم "عليه السّلام" هو هذا الَّذي يعيشُ حقيقةً هذا المضمون
أنْ يكون قلبهُ مُعنوناً بهذا العنوان، ومَصْبوغاً بهذهِ الصّبغة الموجودة في هذه العبــــارة: [( أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقْبلُ الأعمال وتُزكّى الأفعال وتُضاعفُ الحَسَنَاتْ وتُمْحَى السَّيِّئَات)].
"
أمّا قول الإمام "عليه السَّلام": [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)] !!!
فقطعاً ليس المراد مِن أهْل الهوى هنا هو (المعنى الشَّائع للهوى) في أذهان النّاس، فإنّ الشّائع في أذهان النّاس حِين تُذكر مُفردة (الهوى) أنّ (الهوى) يعني الشَّهوات المعروفة.. فينصرف الذّهن مُباشرةً إلى شهوات الأكل والشّرب، شُرْب الخُمْر وأمثال ذلك، والشَّهوات الجنسيَّة..!
'
بينما الإمام صلواتُ الله عليهالسلام لا يقصد هذه الشّهوات..
بدليل أنّ الوصيّة هُنـا لو تأمّلناها جيّداً تتحدّث عن (كثيــرِ العَمَــل) فتقول: [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)]
فهل أنَّ الَّذين ينغمسون في الشّهوات المادّية كشرب الخمر والمسكر، ويُمارسون المنكرات .. هل هؤلاء أساساً يعملون عَمَــلاً كثيراً وطاعات كثيرة..؟!
ولذلك ليس المراد مِن أهل الهوى في الوصيّة هم الّذين يأتون بهذه الفواحش !
المقصود من الهوى في قول الإمام
[( وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مردود)] هو :
الهوى الَّذي يتعارضُ مع هوى المعصوم.
فهناك هوىً يأتي مُوافقاً لهوى المعصوم
كما قال أميرالمؤمنين "صلوات الله عليه" في إحدى خُطَبهِ في نهجِالبلاغة لمّا نصره الله تعالى الله على أصحاب الجمل، قــال له بعضُ أصحابه: ( وددتُ أنَّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصركَ الله به على أعدائك. فقال الأمير عليه السّلام: أهوى أخيك معنا - يعني هل هوى أخيك مع ما نحنُ عليه -؟ فقال نعم، قــال الإمام: فقد شهدنا..) فهذا الهوى موافق لهوى المعصوم..
وهُناك هَــوىً يأتي مُعارضاً لِمَا يُريدهُ المعصوم صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، وهو الهوى الّذي يعيشهُ الشِّيعي فيميلُ بقلبهِ وبعقلهِ إلى فِكْــرٍ بَعيــدٍ عن أهل البيت، وهو يعتقد أنَّ هذا الفكْر هو فِكْرُ أهل البيت!'
فالمرادُ مِن أهلِ الهوى في كلمات الإمام الكاظم "عليه السّلام" هُم الَّذين يَرتعون في وادٍ آخر مُخالف لِما يُريده المَعصوم، وكذلك يرتعون في الجَهْل أيضاً.. لأنّ الإمام عليه السّلام يقول في نفس العبارة: [(وكثيرُ العَمَل مِن أهل الهوى والجهْل مَردود)]
والمراد مِن الجَهْل هُنـا هو جهْلُ الجاهلية، وهو الجهْل بمعرفة الإمام الحجّة صلوات الله عليه، لأنّ أهل البيت صلواتُ الله عليهم يقولون: [(مَنْ لَم يَعرف إمامَ زمانهِ ماتَ مِيتةً جاهليّة)] '
تعليق