من مميزات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أصحابه:
بمقدار ما تكون قوة القائد في القاعدة، تكون مرونته في التحرك، وقدرته على تحريك القاعدة بدقة وشمول. لأنه هو الذي ينعكس على القاعدة، التزاماً بتنفيذ تعاليمه، بتضحية ونشاط. فمدى قوة القائد في قاعدته، مقياس لذاتياته من جهة، ولإمتداداته ـ الوقتية، والتاريخية ـ من جهة أخرى.
وإذا أردنا أن نرسم خطوطاً بيانية لقوة القادة في قواعدهم، برز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كأعظم قائد في التاريخ. فلا يعرف التاريخ قائداً تكون كلمة مصدر قناعات، وحجة تنهار دونها الأدلة والبراهين.
الثانية: ترجمة القائد في القاعدةوإذا أردنا أن نرسم خطوطاً بيانية لقوة القادة في قواعدهم، برز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كأعظم قائد في التاريخ. فلا يعرف التاريخ قائداً تكون كلمة مصدر قناعات، وحجة تنهار دونها الأدلة والبراهين.
فترة نشاط كل فرد، عدة آلاف من الأيام، لا تقل عن ثلاثة ولا تزيد على عشرة ـ غالباً ـ. فإذا بددها في المفردات... والمتفرقات... لا يستطيع استثمارها. ويستغل بعضها المركزون، ويضيع بعضها في المتاهات. تماماً كمن ينثر القمح في البحر، تأكل الحيتان بعضها، ويفسد بعضها في طيات الوحول... أو كمن ينثر دراهمه من الجو، يعثر الأطفال على بعضها، وبعضها يدفن في التراب... وإذا ركز نشاط عمره على هدف معين، أصبح كياناً ضخماً، يلفت الأنظار.
والإنسان يمل متابعة هدف واحد، بكل نشاطهم، طوال ساعات يومه، عبر سنوات نشاطه كلها. فلا بد له من هدف رئيس يكرس له وفر نشاطه، وهدف جانبي يمنحه فضل نشاطه. والأفضل ـ عندئذٍ ـ أن يكون له خطان: خط فكري، لا يحيد عنه، مهما تجاوبت المغريات على جانبي الطريق. وخط تربوي، لا يتوانى عنه، مهما فاجأته سلبيات الأفراد. شريطة: أن ينطلق الخطان من موقع واحد، وفي اتجاه هدف واحد، بحيث يدعم أحدهما الآخر، فيكون الخط الفكري صيغة نظرية للخط التربوي، والخط التربوي صيغة بشرية للخط الفكري.
والعبقري، ليس هو الذي يتمتع بمواهب متفوقة... متعددة الألوان... وإنما الذي يحسن اختيار قضية، تلخص اهتمامات الناس. وينجح في تركيز اهتماماته في خطين: فكري وتربوي، ينتهيان إلى تلك القضية. ليمتلك الناس فكرياً ومسلكياً، ويجعل منهم تياراً متوثباً، يرتمي فيه المتردون غير آسفين.
وإذا أردنا أن نأخذ بهذا المقياس، نجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم القادة ـ على الإطلاق ـ: فقد نجح في تبني جميع قضايا الإنسان، ومضى في خطين: خط فكري انتهى إلى تشريع دين، وخط تربوي انتهى إلى تكوين أمة، حتى بلغ تياره ـ من القوة ـ أن أنعكس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل فرد من المسلمين، ولو من خلال بعض أفكاره... وتصرفاته...
الثالثة: توظيف القاعدة في الخطوالإنسان يمل متابعة هدف واحد، بكل نشاطهم، طوال ساعات يومه، عبر سنوات نشاطه كلها. فلا بد له من هدف رئيس يكرس له وفر نشاطه، وهدف جانبي يمنحه فضل نشاطه. والأفضل ـ عندئذٍ ـ أن يكون له خطان: خط فكري، لا يحيد عنه، مهما تجاوبت المغريات على جانبي الطريق. وخط تربوي، لا يتوانى عنه، مهما فاجأته سلبيات الأفراد. شريطة: أن ينطلق الخطان من موقع واحد، وفي اتجاه هدف واحد، بحيث يدعم أحدهما الآخر، فيكون الخط الفكري صيغة نظرية للخط التربوي، والخط التربوي صيغة بشرية للخط الفكري.
والعبقري، ليس هو الذي يتمتع بمواهب متفوقة... متعددة الألوان... وإنما الذي يحسن اختيار قضية، تلخص اهتمامات الناس. وينجح في تركيز اهتماماته في خطين: فكري وتربوي، ينتهيان إلى تلك القضية. ليمتلك الناس فكرياً ومسلكياً، ويجعل منهم تياراً متوثباً، يرتمي فيه المتردون غير آسفين.
وإذا أردنا أن نأخذ بهذا المقياس، نجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم القادة ـ على الإطلاق ـ: فقد نجح في تبني جميع قضايا الإنسان، ومضى في خطين: خط فكري انتهى إلى تشريع دين، وخط تربوي انتهى إلى تكوين أمة، حتى بلغ تياره ـ من القوة ـ أن أنعكس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل فرد من المسلمين، ولو من خلال بعض أفكاره... وتصرفاته...
والقائد القوي لا يكتفي بمجرد انتماء قاعدته إليه، لأن مجرد انتمائها إليه لا يوجه طاقاتها إلى الهدف بالزخم المطلوب لتحقيقه، فلا بد من تفريغ القاعدة ـ بكل نوازعها ـ في الخط المنتهي إلى الهدف.
وإذا استعرضنا النوازع المحركة للإنسان، تبرزت في طليعتها نازعتان، هما: (نازعة البأس، ونازعة الرحمة).
ونازعة البأس هي: التي تلخص سلبيات الإنسان الدافعة إلى العنفوان، والتمرد، والبطش، والتدمير...
ونازعة الرحمة هي: التي تلخص إيجابيات الإنسان الدافعة إلى التواضع، والانقياد، والتسالم، والتآلف...
وإذا استطاعت القيادة تفريغ نازعتي: (الهدم، والبناء) في اتجاه هدفها، فقد وظفت القاعدة ـ بكل طاقاتها ـ في الخط. وخاصة ـ وأن القيادة إذا أهملت توجيه هاتين النازعتين، وتولاهما الفرد، فمن الممكن أن يخطئ استخدامهما، فيضع البأس موضع الرحمة، والرحمة موضع البأس. واحتمال الخطأ يمنعه من استنفادهما، فتهدر الطاقة، ويتعقد هو بكبحها. وإذا تم تقنينهما، وكملت مبرراتهما، فلا يتردد الفرد في التعبير عن بأسه بشدة، لتحديد الانحراف بأقصى القوى... وعن رحمته بفتوة، ملافاة السقطات بأقصى العواطف... فيساهم في إصلاح المجتمع، بلا تناقص مع المنهج العام الذي تضعه القيادة.
وقد بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضبط نازعتي: (البأس، والرحمة) في قاعدته، مبلغاً مثالياً، حتى كان المسلمون يقاتلون آبائهم... وإخوانهم... من الكفار، ويتعاطفون مع من لا يعرفونهم من المسلمين...
(وَالَّذِينَ مَعَهُ) لا أصحابه، ففيمن صحبه من آمن بلسانه دون قلبه (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) الذين يمثلون جبهة المنحرفين والهدامين، (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) من المسلمين.
آية الله السيد حسن الشيرازي
جزء من مقالة
وإذا استعرضنا النوازع المحركة للإنسان، تبرزت في طليعتها نازعتان، هما: (نازعة البأس، ونازعة الرحمة).
ونازعة البأس هي: التي تلخص سلبيات الإنسان الدافعة إلى العنفوان، والتمرد، والبطش، والتدمير...
ونازعة الرحمة هي: التي تلخص إيجابيات الإنسان الدافعة إلى التواضع، والانقياد، والتسالم، والتآلف...
وإذا استطاعت القيادة تفريغ نازعتي: (الهدم، والبناء) في اتجاه هدفها، فقد وظفت القاعدة ـ بكل طاقاتها ـ في الخط. وخاصة ـ وأن القيادة إذا أهملت توجيه هاتين النازعتين، وتولاهما الفرد، فمن الممكن أن يخطئ استخدامهما، فيضع البأس موضع الرحمة، والرحمة موضع البأس. واحتمال الخطأ يمنعه من استنفادهما، فتهدر الطاقة، ويتعقد هو بكبحها. وإذا تم تقنينهما، وكملت مبرراتهما، فلا يتردد الفرد في التعبير عن بأسه بشدة، لتحديد الانحراف بأقصى القوى... وعن رحمته بفتوة، ملافاة السقطات بأقصى العواطف... فيساهم في إصلاح المجتمع، بلا تناقص مع المنهج العام الذي تضعه القيادة.
وقد بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضبط نازعتي: (البأس، والرحمة) في قاعدته، مبلغاً مثالياً، حتى كان المسلمون يقاتلون آبائهم... وإخوانهم... من الكفار، ويتعاطفون مع من لا يعرفونهم من المسلمين...
(وَالَّذِينَ مَعَهُ) لا أصحابه، ففيمن صحبه من آمن بلسانه دون قلبه (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) الذين يمثلون جبهة المنحرفين والهدامين، (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) من المسلمين.
آية الله السيد حسن الشيرازي
جزء من مقالة
تعليق