إلـى سـيـد الـشـهـداء الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)
صـاغَ فـي الـقـلـبِ مـن نِـداهُ انـتـصــارا *** لـصـدى الـطـفِّ يـرشــــــدُ الأبـصـارا
عـمـرُه كـربـلا تـزيـــــــــــــــــدُ اتّـقــاداً *** كـلّـمـا أوقـدَ الـمــــــــــدى الإعـصـارا
كـان يـتـلـو الـخُـطـى نـوافـــــــلَ عـشـقٍ *** فـأفــــــــــــــــــاقـتْ بـدربِـه الأنـهـارا
ويـقـودُ الأطـوادَ نـحـوَ رمـــــــــــــــــالٍ *** كـلُّ طـودٍ هـوى تـــــــــــــفـتّـحَ غـارا
وبـوحـي الـطـفـوفِ نـــــــاجــى رسـولاً *** ولـفـجـرِ الـظـمـــــا يـفـيـضُ انـهـمـارا
راحَ يـدعـو إلـى الـطـوافِ ســـمــــــــاءً *** وبـ (لاء) الإبـــــــاء يُـعـلـي الـشـعـارا
كـلّـمـا خـفَّ لـلـجـيــــــــــــادِ صـــهــيـلٌ *** هـبَّ عـصــــــــــفٌ يـمـدُّهـا الإنـكـارا
أيَّ لـفـحٍ يـذوُّبُ الـشـمـــــــــسَ نـفــــحـاً *** فـالـمـجــــــراتُ فـي الـمـدارِ سُـكـارى
أيَّ جـرحٍ لـه اسـتـراحـتْ جــــــــــــراحٌ *** تـضـربٌ الــريـحُ فـوقَـهـا الأوتــــــارا
لـم يـزلْ صـوتُـه يـروّي عـصــــــــــوراً *** وإلـى الآنَ لـم يــــــــــــــــروِّ غُـبــارا
أيَّ ذئـبٍ عـلـى ظـلالِ قـمـيــــــــــــــصٍ *** غـيَّـض الـقـدُّ بـالإخـــــــــــــاءِ بـئــارا
وبـعـذبِ الـصَّـبـا لـروحِ دمـــــــــــــــــاءٍ *** يـرجـعُ الـرمـحُ لـلـمـدى الإبــصـــارا
لـم يـنـادمْ صـدى الـغـلـيـلِ مـيـــــــــــاهـاً *** تـرسـلُ الـريـحُ خـيـلَـهـا سـمَّـــــــــارا
هـزجـتْ لـحـنَـهـا الـسـنـابـكُ زهـــــــــواً *** بـضـلـوعٍ تـهـيّـأتْ مـــــــــــــضـمـارا
كـيـفَ يـرسـو عـلـى الـهـيــــاجِ شــــراعٌ *** ويـجـافـي جـفــــــــــــافُـهـا الأمـطـارا
أو مـا جـئـتَ تـغـرسُ الـفـجـــــرَ فـيـــهـا *** فـأتـتْ فـيـكَ تـغـرسُ الأظــــــــفـارا ؟
أو مـا جـئـتَ تـخـلـعُ الـطـمــــرَ عـنـــهـا *** فـغـدتْ مـنـكَ تـسـلــــــــــبُ الأطـمـارا
أو مـا جـئـتَ نـفـــــــــــحـةً وعـلـى كـفـيــــــــــــــكَ أفـيـاءٌ تـحـمـــــــــلُ الإخـضـرارا ؟
أولـسـتَ الـضـيـاءَ فـيــــــــــهـا سـمـاءً ؟ *** أولـسـتَ الـمـقـيـلَ عــنـهـا عِـثـــــــــارا
أولـسـتَ الـضـفـافَ حـلـمَ سـفـيـــــــــــنٍ *** أولـسـتَ الـربـيـعَ يــزجــــــــــي ثـمـارا
أولـسـتَ الـمـلاذَ حـيـث رحـابِ الأمـنـيـــــــــــــــاتِ الـلاتـي مـلـــــــــــــــــلـنَ انـتـظـارا
مـلـكَ الـروحُ بـالـهـديــــــــــــلِ طــيـوراً *** هـجـرتْ فـي كـمـونِـهــا الأوكـــــــــارا
حـبـسـتْ أنـفـسـاً بـظـلِّ خـلــــــــــــــــودٍ *** فـغـدتْ فـي سـمـــــــــــــــــائـهِ أحـرارا
غـرسـتْ رحـلـةَ الأضــــــــالـعِ عــشـقـاً *** وأدَ الـدربُ فـي خُـطــــــــــاهـا الـبـوارا
حـمـلـتْ جـبـهـةَ الـريـاحِ شـــــــــــراعـاً *** ألـهـبـتْ فـي صـورِ الـصـدى الـمـنـقـارا
ومـشـتْ خـلـفـهـا الـتـراتـيــــــلُ نـشـوى *** وشـدتْ فـي بـريـــــــــــــــــقـهـا الآثـارا
يـا جـبـيـنَ الـضـيـاءِ أوقـدْ ســـــــمــائـي *** فـالـهـوى يـوثـقُ الـفـؤادَ الـمــــــــــسـارا
يـا شـراعَ الـنـفـوسِ أدركْ قـيــــــــــادي *** كـلّـمـا أضـمـرَ الـطـريــــــــــقُ ازورارا
يـا حـسـيـنَ الـجـراحِ هـذا بـيـــــــــــانـي *** بـيـن كـفـيـكَ يـنـســـــــــــــــلُ الأسـفـارا
فـعـلـيـكَ الـسـلامُ مـــــــــــــــلءَ نـزيـفٍ *** شـهـقَ أضـلاعِـنـا تـشــــــبُّ احـتـضـارا
مـحـمـد طـاهـر الـصـفـار
تعليق