بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
ان مسألة الولاية التكوينية -
وهي التصرف في الكون على وجه خارق للعادة - من المسائل التي ذكرها القران الكريم في الكثير والعديد من آياته الشريفة ، وذكرها النبي محمد (ص) في مواقفه اللطيفة .
فقد ورد في القران قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَ لَظ°كِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . ( البقرة 260) .
وقد ورد في الاحاديث القدسية عن النبي محمد (ص) انه قال في الحديث القدسي الشريف : ( يا أحمد ! لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما ) .
وورد ايضا في حديث الكساء : ( ...... فَهَبَطَ الاَمِينُ جَبْرائِيلُ وَقالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، العَلِيُّ الاَعْلى يُقْرِؤكَ السَّلامُ وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالاِكْرامِ وَيَقُولَ لَكَ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي إِنِّي ما خَلَقْتُ سَّماء مَبْنِيَّةً وَلا أَرْضا مَدْحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمْساً مُضِيئَةً وَلا فَلَكا يَدُورُ وَلا بَحْراً يَجْرِي وَلا فُلْكا يَسْرِي إِلاّ لاَجْلِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ . وَقَدْ أَذِنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكُمْ فَهَلْ تَأْذَنَ لِي يا رَسُولَ الله ؟
فَقالَ رَسُولُ اللهِ : عَلَيْكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحْيِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ جَبرائِيلَ مَعَنا تَحْتَ الكِساءِ ...... ) . وحديث الكساء ثابت قطعا بالروايات المستفيضة على اقل التقادير .
وفي متن حديث الكساء ما يدل صراحة على الولاية التكوينية لمولاتنا فاطمة الزهراء (ع) على الكواكب وحركة دورانها وعلى كل شيء .
نعم ان اهل البيت (ع) هم قطب عالم الامكان ومركزه وهم الامان لاهل الارض فلولاهم لساخت الارض باهلها .
وروي ان من كرامتها (ع) وعظمتها عند الله . لمّا مُنعت حقّها , اخذت بعضادتي حجرة رسول الله (ص ) , وقالت : (( ليست ناقة صالح عند الله بأعظم منّي )) . ثمّ رفعت جنب قناعها إلى السّماء وهمّت أن تدعو , فارتفعت جدران المسجد عن الأرض وتَدلّ العذاب , فجاء أمير المؤمنين (ع) فمسك يدها الشّريفة وقال : (( يا بنت الصّفوة وبقيّة النّبوة وشمس الرّسالة ومعدن الرّحمة , إنّ أباك رحمة للعالمين , فلا تكوني عليهم نقمة , أقسمت عليك بالرّؤوف الرّحيم أن ترجعي )) . فعادت إلى مصلاها (ع) . المنتخب للطريحي > الصفحة 15 .
تعليق