السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
التربية الدينيّة في مرحلة المراهقة:التربية هي تعهّد نمو الشيء مرحلة بعد مرحلة حتى يبلغ تمام نموّه وكماله. والتربية الدينيّة السليمة فقط يمكنها أن تُنجي المراهق من اللامبالاة والضياع والحيرة التي تفرضها مرحلة المراهقة، وأن تُقدِّم فلسفةً واضحةً لحياته، وأجوبةً شافيةً عن أسئلته الأساس وتُرشده إلى كيفية تلبية احتياجاته العاطفيّة بالطرق الصحيحة والشرعية.
فهو في ظلِّ هذه التربية، يعثر على مكانته الأصليّة في عالم الخَلق، ويطّلع على شخصيّته الحقيقية ويعتزّ بها، ولا يخضع لذُلِّ الذنوب والمعاصي.
بالإضافة إلى أنّ إحراز الإيمان الدينيّ، يُساعد المراهق على الوصول إلى السكينة الروحيّة التي هي من احتياجات هذه المرحلة وضروريّاتها، ويُسكِّن من اضطراباته.
ويقع أساس التربية الدينيّة والأخلاقيّة للمراهقين على عاتق الأسرة. فلا بدّ للأسرة من أن تهتمّ بتثبيت العقائد الصحيحة في ذهن المراهق قبل أن يمتلئ بالعقائد المنحرفة والباطلة إذ يقول الإمام الصادق عليه السلام:بادروا أحداثَكُم بالحديث قبل أن يسبِقكم إليهم المرجئة.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:لمّا نزلت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا قال النّاس: كيف نقي أنفسنا وأهلينا. قال أي الرسول صلى الله عليه واله وسلم: إعملوا الخير وذكّروا به أهليكم، وأدّبوهم على طاعة الله.
(وظائف الوالدين التربويّة والدينيّة):
إنّ المراهق يطوي بالتدريج سنّ الطفولة الهادئ، ويفد إلى سنّ المراهقة المنفعل، ويمرّ بمجموعة من التغييرات النفسيّة والعضويّة وهو بذلك يشعر على أثرها أنّه ينتقل بسرعة إلى مكانة ومركز اجتماعيّ جديد، ولأنّ أسرته هي أقرب خليّة اجتماعيّة إليه فهو يتوقّع وينتظر منها أن تحسن معاملته وتتفهّم أحواله وظروفه الجديدة.
من هنا تقع على عاتق الوالدين المسؤوليّة الأكبر إن لم نقل الكاملة في رعاية المراهق وتربيته في هذه المرحلة الحسّاسة من عمره. ولأنّ مرحلة الأحداث من أكثر المراحل العمرية تقبّلاً للتربية فقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بهذه المرحلة العمرية،
فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير.
ويمكن أن نلخّص أهمّ وظائف الوالدين في هذه المرحلة بالتالي:
تعريف المراهق على شموليّة الدين
لا ينبغي للأمّ والأب أن يتركا ابنهما المراهق وحيداً في ما يتعلّق بمعالجة المسائل الفِكريّة الخاصّة بمرحلة المراهقة، وإيجاد الأجوبة على الأسئلة الأساس، بل ينبغي لهما أن يساعداه بأسلوب منطقيّ على معالجة مسائله.
وعندما يكون الأب والأمّ نفسهما من أهل الإيمان والعلم، فهما يُنوّران ذِهن ولدهما بالمعارف الضروريّة من خلال تعريفه على العقائد السليمة، والمعارف الحقّة والتباحث معه ومناقشته بشأنها. فإن كانا لا يملكان المقدرة واللياقة الكافيتين للقيام بهذا العمل، فمن الأفضل أن يُوكلا هذه المهمّة إلى شخصٍ يكون موضعَ ثقةٍ وعارفاً بالمسائل الفكريّة والاعتقاديّة؛ لينهل منه الابنُ المراهق الأجوبةَ الشافية على أسئلته. ولا ينبغي أن يُترك الأبناء من دون الإجابة على أسئلتهم المحقّة.
إنّ النضوج العقلي للمراهق يدفعه إلى التفكير بجدّيّة في العالم المحيط به؛ بقصد تحصيل المعرفة التي هو بأمسّ الحاجة إليها. فتفكير المراهق ليس محصوراً بأمور الدنيا، بل يشمل المسائل الدينيّة التي تلحّ على عقله، وتطلب منه تفسيراً واقعياً عن التوحيد والخالق والغاية من خلق الإنسان، وأصل النشأة الإنسانيّة وكيفيّتها، وقضايا البعث والحساب والجنّة والنار، وغيرها من المباحث الدينيّة.
(تعريف المراهق على شموليّة الدين)
إنّ وظيفة المربّين التربويّين في هذا المجال تكمن في تعريف الشابّ على معارف الدّين الأصيلة، وأن يضعوا في متناوله المعارف اللازمة في مجالي أصول الدّين وفروعه. وينبغي على الشاب اغتنام هذه الفرصة، وتعميق اطّلاعاته عن الدين، ومطالعة الكتب المعتبرة في معرفة الدِّين، والتدبّر في القرآن ومعارفه.
من وصايا الإمام علي عليه السلام إلى ولده محمد أنّه قال له:تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء.
وقد جمع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أولاده وإخوانه ذات يوم وقال لهم:إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين فتعلّموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه؛ فليكتبه وليضعه في بيته.
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام :لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلا غادياً في حالين؛ إمّا عالماً أو متعلّماً.
ومن الأمور المهمّة في هذه المرحلة العمرية أن يقوم الأهل بتعويد أولادهم الأحداث على تلاوة القرآن والأنس به، فإنّ القرآن يختلط بدمه ولحمه، ويترك أثراً في كافّة وجوده. وهذا هو معنى كلام الإمام الصادق عليه السلام:من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه. فمن المهمّ أن يكون القرآن في هذه الفترة العاصفة من عمر الأبناء؛ ملاذاً لهم في فترات الضيق والمشاكل التي سوف تعترض حياتهم الجديدة.
ولا بدّ للشابّ المؤمن أن يتعلّم العلوم العصريّة إلى جانب العلوم الدينية، وأن لا يكون أمّيّاً بها. فتعلّم العلوم العصريّة، إضافة إلى أنّه يساعد على تفتّح الاستعدادات، يساعد أيضاً على تنمية القوى العقليّة، وتجزئة القضايا وتحليلها بنحوٍ أفضل، ويمنع الشَّاب من السُّقوط في وادي الجهل والخرافات. يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم:من تعلّم في شبابه كان بمنزلة الرَّسم في الحجر.
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
التربية الدينيّة في مرحلة المراهقة:التربية هي تعهّد نمو الشيء مرحلة بعد مرحلة حتى يبلغ تمام نموّه وكماله. والتربية الدينيّة السليمة فقط يمكنها أن تُنجي المراهق من اللامبالاة والضياع والحيرة التي تفرضها مرحلة المراهقة، وأن تُقدِّم فلسفةً واضحةً لحياته، وأجوبةً شافيةً عن أسئلته الأساس وتُرشده إلى كيفية تلبية احتياجاته العاطفيّة بالطرق الصحيحة والشرعية.
فهو في ظلِّ هذه التربية، يعثر على مكانته الأصليّة في عالم الخَلق، ويطّلع على شخصيّته الحقيقية ويعتزّ بها، ولا يخضع لذُلِّ الذنوب والمعاصي.
بالإضافة إلى أنّ إحراز الإيمان الدينيّ، يُساعد المراهق على الوصول إلى السكينة الروحيّة التي هي من احتياجات هذه المرحلة وضروريّاتها، ويُسكِّن من اضطراباته.
ويقع أساس التربية الدينيّة والأخلاقيّة للمراهقين على عاتق الأسرة. فلا بدّ للأسرة من أن تهتمّ بتثبيت العقائد الصحيحة في ذهن المراهق قبل أن يمتلئ بالعقائد المنحرفة والباطلة إذ يقول الإمام الصادق عليه السلام:بادروا أحداثَكُم بالحديث قبل أن يسبِقكم إليهم المرجئة.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:لمّا نزلت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا قال النّاس: كيف نقي أنفسنا وأهلينا. قال أي الرسول صلى الله عليه واله وسلم: إعملوا الخير وذكّروا به أهليكم، وأدّبوهم على طاعة الله.
(وظائف الوالدين التربويّة والدينيّة):
إنّ المراهق يطوي بالتدريج سنّ الطفولة الهادئ، ويفد إلى سنّ المراهقة المنفعل، ويمرّ بمجموعة من التغييرات النفسيّة والعضويّة وهو بذلك يشعر على أثرها أنّه ينتقل بسرعة إلى مكانة ومركز اجتماعيّ جديد، ولأنّ أسرته هي أقرب خليّة اجتماعيّة إليه فهو يتوقّع وينتظر منها أن تحسن معاملته وتتفهّم أحواله وظروفه الجديدة.
من هنا تقع على عاتق الوالدين المسؤوليّة الأكبر إن لم نقل الكاملة في رعاية المراهق وتربيته في هذه المرحلة الحسّاسة من عمره. ولأنّ مرحلة الأحداث من أكثر المراحل العمرية تقبّلاً للتربية فقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بهذه المرحلة العمرية،
فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير.
ويمكن أن نلخّص أهمّ وظائف الوالدين في هذه المرحلة بالتالي:
تعريف المراهق على شموليّة الدين
لا ينبغي للأمّ والأب أن يتركا ابنهما المراهق وحيداً في ما يتعلّق بمعالجة المسائل الفِكريّة الخاصّة بمرحلة المراهقة، وإيجاد الأجوبة على الأسئلة الأساس، بل ينبغي لهما أن يساعداه بأسلوب منطقيّ على معالجة مسائله.
وعندما يكون الأب والأمّ نفسهما من أهل الإيمان والعلم، فهما يُنوّران ذِهن ولدهما بالمعارف الضروريّة من خلال تعريفه على العقائد السليمة، والمعارف الحقّة والتباحث معه ومناقشته بشأنها. فإن كانا لا يملكان المقدرة واللياقة الكافيتين للقيام بهذا العمل، فمن الأفضل أن يُوكلا هذه المهمّة إلى شخصٍ يكون موضعَ ثقةٍ وعارفاً بالمسائل الفكريّة والاعتقاديّة؛ لينهل منه الابنُ المراهق الأجوبةَ الشافية على أسئلته. ولا ينبغي أن يُترك الأبناء من دون الإجابة على أسئلتهم المحقّة.
إنّ النضوج العقلي للمراهق يدفعه إلى التفكير بجدّيّة في العالم المحيط به؛ بقصد تحصيل المعرفة التي هو بأمسّ الحاجة إليها. فتفكير المراهق ليس محصوراً بأمور الدنيا، بل يشمل المسائل الدينيّة التي تلحّ على عقله، وتطلب منه تفسيراً واقعياً عن التوحيد والخالق والغاية من خلق الإنسان، وأصل النشأة الإنسانيّة وكيفيّتها، وقضايا البعث والحساب والجنّة والنار، وغيرها من المباحث الدينيّة.
(تعريف المراهق على شموليّة الدين)
إنّ وظيفة المربّين التربويّين في هذا المجال تكمن في تعريف الشابّ على معارف الدّين الأصيلة، وأن يضعوا في متناوله المعارف اللازمة في مجالي أصول الدّين وفروعه. وينبغي على الشاب اغتنام هذه الفرصة، وتعميق اطّلاعاته عن الدين، ومطالعة الكتب المعتبرة في معرفة الدِّين، والتدبّر في القرآن ومعارفه.
من وصايا الإمام علي عليه السلام إلى ولده محمد أنّه قال له:تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء.
وقد جمع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أولاده وإخوانه ذات يوم وقال لهم:إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين فتعلّموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه؛ فليكتبه وليضعه في بيته.
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام :لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلا غادياً في حالين؛ إمّا عالماً أو متعلّماً.
ومن الأمور المهمّة في هذه المرحلة العمرية أن يقوم الأهل بتعويد أولادهم الأحداث على تلاوة القرآن والأنس به، فإنّ القرآن يختلط بدمه ولحمه، ويترك أثراً في كافّة وجوده. وهذا هو معنى كلام الإمام الصادق عليه السلام:من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه. فمن المهمّ أن يكون القرآن في هذه الفترة العاصفة من عمر الأبناء؛ ملاذاً لهم في فترات الضيق والمشاكل التي سوف تعترض حياتهم الجديدة.
ولا بدّ للشابّ المؤمن أن يتعلّم العلوم العصريّة إلى جانب العلوم الدينية، وأن لا يكون أمّيّاً بها. فتعلّم العلوم العصريّة، إضافة إلى أنّه يساعد على تفتّح الاستعدادات، يساعد أيضاً على تنمية القوى العقليّة، وتجزئة القضايا وتحليلها بنحوٍ أفضل، ويمنع الشَّاب من السُّقوط في وادي الجهل والخرافات. يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم:من تعلّم في شبابه كان بمنزلة الرَّسم في الحجر.
تعليق