التاريخ يعيد نفسه : داعش يتبع نهج اجداده بني امية وبني العباس في الفكر الدموي .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
بعض الاجداد عندما يموت يترك لأحفاده ارثا من الاموال الذي قضى طول حياته في طلبه وغنيمته ، وبعضهم الاخر يورث احفاده العلم فيسيرون في طلبه وتحصيله على نهج جدهم .
وبعض الاجداد لا يورث الدينار ولا يورث العلم بل يورث القتل والشر والافساد لأحفاده وهم ايضا يرثون اطباع اجدادهم وبكل جدارة .
فمثلا داعش هذه المجموعة الارهابية الخطيرة لم تقتل الابرياء بالصدفة بل توارثت هذه الحالة السلبية اللادينية واللاإنسانية جيلا بعد جيل من اجدادهم الى ان وصلت اليهم ، ولو رجعنا بالزمن الى الوراء لوجدنا ان الارهاب الدموي والقتل كان من سياسة بني امية وبني العباس وبنفس الطريقة الوحشية الغادرة فالتاريخ يعيد نفسه والرجال هم اتباع الرجال - ان صح وصفهم بالرجال - فداعش احفاد بني امية وبني العباس وخير دليل على ذلك هو ما اخبرتنا به صفحات تاريخهم الاسود وكالتالي :
روي عن عبد الله البزاز النّيسابوري ، قال: (( كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطّائي معاملة ، فدخلت في بعض الأيّام فبلغه قدومي ، فاستحضرني للوقت وعليّ ثياب السّفر لم أغيّرها ، وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظّهر ، فلمّا دخلت عليه ، رأيته في بيت يجري فيه الماء ، فسلّمت عليه وجلست ، فأتى بطشت وإبريق فغسّل يده وأمرني فغسلت يدي ، واُحضرت المائدة وذهب عنّي ، فقلت : إنّي صائم وإنّي في شهر رمضان . ثمّ ذكرت فأمسكت يدي ، فقال حميد : مالك لا تأكل ؟ فقلت : أيّها الأمير ، هذا شهر رمضان ولست بمريض ولا بي علّة توجب الإفطار ، وإنّي لصحيح البدن . ثمّ دمعت عيناه وبكى ، فقلت له ـ بعدما فرغ من طعامه ـ : ما يبكيك أيّها الأمير ؟ فقال : أنفذ إليّ هارون الرّشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب الأمير ، فلمّا دخلت عليه ، رأيت بين يديه خادماً واقفاً ، فلمّا قمت بين يديه ، أذِن لي بالانصراف ، فلم ألبث في منزلي حتّى عاد إليّ الرّسول وقال : أجب الأمير . فقلت في نفسي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون . وأخاف على نفسي أن يكون قد عزم على قتلي ، وإنّه لمّا رآني ، استحى منّي فعدت إلى بين يديه ، فرفع رأسه وقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ قلت بالنّفس والمال والأهل والولد . فتبسّم ضاحكاً ، ثمّ قال : أذنت لك بالإنصراف .
فلمّا دخلت منزلي ، لم ألبث أن عاد إليّ الرّسول ، فقال : أجب أمير المؤمنين . فحضرت بين يديه وهو على حاله ، فرفع رأسه وقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ فقلت : بالنّفس والمال والأهل والولد والدّين . فضحك ثمّ قال : خُذ هذا السّيف ، وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم .
قال : فتناول الخادم السّيف وناولنيه ، وجاء إلى بيت بابه مُغلق ففتحه ، فإذا فيه بئر في وسطه ، وثلاث بيوت أبوابها مُغلقة ، ففتح باب بيت منها ، فإذا فيه عشرون نفساً عليهم الشّعور والذّوائب ، شيوخ وكهول وشبّان مقيّدون ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء . ـ وكانوا كلّهم علويين من ولد عليّ وفاطمة (عليهم السّلام) ـ فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد فاضرب عُنقه ، حتّى أتيت على آخرهم ، فرمى بأجسامهم ورؤوسهم في البئر .
ثمّ فتح باب آخر ، فإذا فيه أيضاً عشرون نفساً من العلويين من ولد عليّ وفاطمة مقيّدون ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء . فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد ، فاضرب عُنقه ويرمي به في تلك البئر ، حتّى اتيت على أخرهم .
ثمّ فتح باب البيت الثّالث ، فإذا فيه مثلهم عشرون نفساً من ولد عليّ وفاطمة مقيّدون ، عليهم الشّعور والدّوائب ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء أيضاً . أتيت على تسعة عشر نفساً منهم ، وبقي شيخ منهم عليه شعر ، فقال لي : تبّاً لك يا ميشوم ، أيّ عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدّنا رسول الله ، وقد قتلت من أولاده ستّين نفساً من ولد عليّ وفاطمة (عليها السّلام) ؟! ثمّ قال : فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي ، فنظر إليّ الخادم فزجرني ، فاتيت على ذلك الشّيخ أيضاً فقتلته ورميت به في تلك البئر ، فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستّين نفساً من ولد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فما ينفعني صومي ولا صلاتي ، وأنا لا أشكّ إنّي مُخلد في النّار )) . (1) .
بربكم ايها القراء الكرام اي فرق بين ما فعله بنو امية وبنو العباس وبين داعش حينما قتلوا الالاف الشباب على نهج اجدادهم وبالطرق الاجرامية الوحشية ورموا بجثثهم في الانهار وفي الطرق والشوراع ؟؟؟
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
*****************
(1) كذا في عيون أخبار الرّضا ، ص 12 ،،، وفي البحار ج ٤۸ ، ص ۱۷٦ ـ ۱۷۸.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
بعض الاجداد عندما يموت يترك لأحفاده ارثا من الاموال الذي قضى طول حياته في طلبه وغنيمته ، وبعضهم الاخر يورث احفاده العلم فيسيرون في طلبه وتحصيله على نهج جدهم .
وبعض الاجداد لا يورث الدينار ولا يورث العلم بل يورث القتل والشر والافساد لأحفاده وهم ايضا يرثون اطباع اجدادهم وبكل جدارة .
فمثلا داعش هذه المجموعة الارهابية الخطيرة لم تقتل الابرياء بالصدفة بل توارثت هذه الحالة السلبية اللادينية واللاإنسانية جيلا بعد جيل من اجدادهم الى ان وصلت اليهم ، ولو رجعنا بالزمن الى الوراء لوجدنا ان الارهاب الدموي والقتل كان من سياسة بني امية وبني العباس وبنفس الطريقة الوحشية الغادرة فالتاريخ يعيد نفسه والرجال هم اتباع الرجال - ان صح وصفهم بالرجال - فداعش احفاد بني امية وبني العباس وخير دليل على ذلك هو ما اخبرتنا به صفحات تاريخهم الاسود وكالتالي :
روي عن عبد الله البزاز النّيسابوري ، قال: (( كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطّائي معاملة ، فدخلت في بعض الأيّام فبلغه قدومي ، فاستحضرني للوقت وعليّ ثياب السّفر لم أغيّرها ، وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظّهر ، فلمّا دخلت عليه ، رأيته في بيت يجري فيه الماء ، فسلّمت عليه وجلست ، فأتى بطشت وإبريق فغسّل يده وأمرني فغسلت يدي ، واُحضرت المائدة وذهب عنّي ، فقلت : إنّي صائم وإنّي في شهر رمضان . ثمّ ذكرت فأمسكت يدي ، فقال حميد : مالك لا تأكل ؟ فقلت : أيّها الأمير ، هذا شهر رمضان ولست بمريض ولا بي علّة توجب الإفطار ، وإنّي لصحيح البدن . ثمّ دمعت عيناه وبكى ، فقلت له ـ بعدما فرغ من طعامه ـ : ما يبكيك أيّها الأمير ؟ فقال : أنفذ إليّ هارون الرّشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب الأمير ، فلمّا دخلت عليه ، رأيت بين يديه خادماً واقفاً ، فلمّا قمت بين يديه ، أذِن لي بالانصراف ، فلم ألبث في منزلي حتّى عاد إليّ الرّسول وقال : أجب الأمير . فقلت في نفسي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون . وأخاف على نفسي أن يكون قد عزم على قتلي ، وإنّه لمّا رآني ، استحى منّي فعدت إلى بين يديه ، فرفع رأسه وقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ قلت بالنّفس والمال والأهل والولد . فتبسّم ضاحكاً ، ثمّ قال : أذنت لك بالإنصراف .
فلمّا دخلت منزلي ، لم ألبث أن عاد إليّ الرّسول ، فقال : أجب أمير المؤمنين . فحضرت بين يديه وهو على حاله ، فرفع رأسه وقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ فقلت : بالنّفس والمال والأهل والولد والدّين . فضحك ثمّ قال : خُذ هذا السّيف ، وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم .
قال : فتناول الخادم السّيف وناولنيه ، وجاء إلى بيت بابه مُغلق ففتحه ، فإذا فيه بئر في وسطه ، وثلاث بيوت أبوابها مُغلقة ، ففتح باب بيت منها ، فإذا فيه عشرون نفساً عليهم الشّعور والذّوائب ، شيوخ وكهول وشبّان مقيّدون ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء . ـ وكانوا كلّهم علويين من ولد عليّ وفاطمة (عليهم السّلام) ـ فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد فاضرب عُنقه ، حتّى أتيت على آخرهم ، فرمى بأجسامهم ورؤوسهم في البئر .
ثمّ فتح باب آخر ، فإذا فيه أيضاً عشرون نفساً من العلويين من ولد عليّ وفاطمة مقيّدون ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء . فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد ، فاضرب عُنقه ويرمي به في تلك البئر ، حتّى اتيت على أخرهم .
ثمّ فتح باب البيت الثّالث ، فإذا فيه مثلهم عشرون نفساً من ولد عليّ وفاطمة مقيّدون ، عليهم الشّعور والدّوائب ، فقال لي : إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء أيضاً . أتيت على تسعة عشر نفساً منهم ، وبقي شيخ منهم عليه شعر ، فقال لي : تبّاً لك يا ميشوم ، أيّ عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدّنا رسول الله ، وقد قتلت من أولاده ستّين نفساً من ولد عليّ وفاطمة (عليها السّلام) ؟! ثمّ قال : فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي ، فنظر إليّ الخادم فزجرني ، فاتيت على ذلك الشّيخ أيضاً فقتلته ورميت به في تلك البئر ، فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستّين نفساً من ولد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فما ينفعني صومي ولا صلاتي ، وأنا لا أشكّ إنّي مُخلد في النّار )) . (1) .
بربكم ايها القراء الكرام اي فرق بين ما فعله بنو امية وبنو العباس وبين داعش حينما قتلوا الالاف الشباب على نهج اجدادهم وبالطرق الاجرامية الوحشية ورموا بجثثهم في الانهار وفي الطرق والشوراع ؟؟؟
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
*****************
(1) كذا في عيون أخبار الرّضا ، ص 12 ،،، وفي البحار ج ٤۸ ، ص ۱۷٦ ـ ۱۷۸.