اليوم - 12 - من شهر شعبان طلب النبي محمد (ص) من الله تعالى الشفاعة لقومه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الشفاعة من الامور العقائدية الثابتة في الاسلام بنصوص القرآن الكريم والاحاديث الشريفة عن النبي (ص) وجميع الأئمة المعصومين (ع) ، ولا يوجد خلاف في ثبوتها لله عز وجل بين جميع المسلمين ، نعم حدث خلاف بينهم في ثبوتها لغير الله تعالى ، فذهبت الشيعة الامامية الى ثبوتها لغير الله تبارك اسمه ولكن بإذن وترخيص منه ، وذهب غيرهم الى نفي ثبوتها لغير الله سبحانه وتعالى او ثبوتها لله وللنبي (ص) لا لغيرهما كالوهابية وبعض اهل السنة والجماعة المتعصبين ، واستدلوا على نفيها بالاعتماد على ظواهر هذه الايات القرآنية وغيرها ، كقوله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُون} . (1).
وقوله تعالی : { لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } . (2) .
وقوله تعالى : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . (3) .
وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ } . (4) .
ولكن هنالك العديد من الآيات القرآنية والروايات تؤكد وقوع الشفاعة للكثير من المخلوقات في يوم القيامة .
قال تعالى : { وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } . (5)
وقال تعالى : { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . (6)
وقال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } . (7) .
وبالاضافة الى الايات القرآنية فقد جاء دور الروايات النبوية الشريفة لتؤيد وتدل على هذه العقيدة الاسلامية - الشفاعة - من خلال الروايات التي ذكرت في كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة ، وفي مصاردنا وكتبنا نحن الشيعة الامامية الاثنى عشرية والروايات هي كالتالي :
*** صحيح مسلم - كتاب الجنائز - باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 52 / 53 )
947 - حدثنا : الحسن بن عيسى ، حدثنا : ابن المبارك ، أخبرنا : سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة ، عن عائشة ، عن النبي (ص) ، قال : ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ، قال : فحدثت به شعيب بن الحبحاب ، فقال : حدثني به أنس بن مالك ، عن النبي (ص).
*** صحيح مسلم - كتاب الجنائز - باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 53 )
948 - حدثنا : هارون بن معروف ، وهارون بن سعيد الأيلي ، والوليد بن شجاع السكوني ، قال الوليد : حدثني : وقال الآخران : حدثنا : ابن وهب ، أخبرني : أبو صخر ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن عبد الله بن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان ، فقال : يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس ، قال : فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته ، فقال : تقول هم أربعون ، قال : نعم ، قال : أخرجوه فإني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ، وفي رواية ابن معروف ، عن شريك بن أبي نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس.
*** صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب تفضيل نبينا (ص) على جميع الخلائق
الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 59 )
2278 - حدثني : الحكم بن موسى أبو صالح ، حدثنا : هقل - يعني ابن زياد - عن الأوزاعي ، حدثني : أبو عمار ، حدثني : عبد الله بن فروخ ، حدثني : أبو هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .
*** أحمد بن حنبل - مسند الامام أحمد بن حنبل
مسند العشرة المبشرين بالجنة -
مسند الخلفاء الراشدين - ومن مسند علي بن أبي طالب (ر)
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 148 )
1281 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : محمد بن بكار ، حدثنا : حفص بن سليمان يعني أبا عمر القارئ ، عن كثير بن زاذان ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) : من تعلم القرآن فاستظهره وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار .
*** المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 519 / 520 )
2327 - لحامل القرآن إذا عمل به فأحل حلاله وحرم حرامه شفع في عشرة من أهل بيته يوم القيامة ، كلهم قد وجبت له النار .
*** المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 521 )
2334 - من قرأ القرآن فحفظه فاستظهره وأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد استوجب النار .
*** الصالحي الشامي - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد
جماع أبواب بعض ما يجب على الأنام من حقوقه (ع)
الباب الثامن : في كون حرمته (ص) بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازما كما كان في حال حياته . الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 439 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... { لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا ( النور : 63 ) } ولما ناظر أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عباس ثاني خلفاء بني العباس مالكا في مسجده (ع) ، قال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما ، فقال : { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ( الحجرات : 2 ) } وإن حرمته ميتا كحرمته حيا ، فاستكان لها أبو جعفر ، وقال لمالك : يا أبا عبيد الله أأستقبل القبلة وأدعوا أم استقبل رسول الله (ص) ، فقال له : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله ، فانه تقبل به شفاعتك لنفسك ، قال الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ( النساء : 64 ) }.
*** واما في الروايات الشيعية فننقل لكم هذه الرواية ونكتفي بها وهي :
قال رسول الله (ص) : (( ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي )) . (8) .
************************
الهوامش :
1 - سورة البقرة ، الآية : 48 .
2 - سورة الانعام ، الآية : 51 .
3 - سورة الزمر ، الآية : 44 .
4 - سورة البقرة ، الآية : 254 .
5 - سورة سبأ ، الآية : 23 .
6 - سورة الزخرف : الآية 86 .
7 - سورة الأنبياء ، الآيات 26 ـ 28 ، ولاحظ سورة النجم ، الآية 26 ، وسورة غافر ، الآية 7 .
8 - مجمع البيان ، ج 1 ، ص 104 ، ويقول الطبرسي : إنّ هذا الحديث مما قبلته الأُمة الإسلامية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
الشفاعة من الامور العقائدية الثابتة في الاسلام بنصوص القرآن الكريم والاحاديث الشريفة عن النبي (ص) وجميع الأئمة المعصومين (ع) ، ولا يوجد خلاف في ثبوتها لله عز وجل بين جميع المسلمين ، نعم حدث خلاف بينهم في ثبوتها لغير الله تعالى ، فذهبت الشيعة الامامية الى ثبوتها لغير الله تبارك اسمه ولكن بإذن وترخيص منه ، وذهب غيرهم الى نفي ثبوتها لغير الله سبحانه وتعالى او ثبوتها لله وللنبي (ص) لا لغيرهما كالوهابية وبعض اهل السنة والجماعة المتعصبين ، واستدلوا على نفيها بالاعتماد على ظواهر هذه الايات القرآنية وغيرها ، كقوله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُون} . (1).
وقوله تعالی : { لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } . (2) .
وقوله تعالى : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . (3) .
وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ } . (4) .
ولكن هنالك العديد من الآيات القرآنية والروايات تؤكد وقوع الشفاعة للكثير من المخلوقات في يوم القيامة .
قال تعالى : { وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } . (5)
وقال تعالى : { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } . (6)
وقال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } . (7) .
وبالاضافة الى الايات القرآنية فقد جاء دور الروايات النبوية الشريفة لتؤيد وتدل على هذه العقيدة الاسلامية - الشفاعة - من خلال الروايات التي ذكرت في كتب ومصادر علماء اهل السنة والجماعة ، وفي مصاردنا وكتبنا نحن الشيعة الامامية الاثنى عشرية والروايات هي كالتالي :
*** صحيح مسلم - كتاب الجنائز - باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 52 / 53 )
947 - حدثنا : الحسن بن عيسى ، حدثنا : ابن المبارك ، أخبرنا : سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة ، عن عائشة ، عن النبي (ص) ، قال : ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ، قال : فحدثت به شعيب بن الحبحاب ، فقال : حدثني به أنس بن مالك ، عن النبي (ص).
*** صحيح مسلم - كتاب الجنائز - باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 53 )
948 - حدثنا : هارون بن معروف ، وهارون بن سعيد الأيلي ، والوليد بن شجاع السكوني ، قال الوليد : حدثني : وقال الآخران : حدثنا : ابن وهب ، أخبرني : أبو صخر ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن عبد الله بن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان ، فقال : يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس ، قال : فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته ، فقال : تقول هم أربعون ، قال : نعم ، قال : أخرجوه فإني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ، وفي رواية ابن معروف ، عن شريك بن أبي نمر ، عن كريب ، عن ابن عباس.
*** صحيح مسلم - كتاب الفضائل - باب تفضيل نبينا (ص) على جميع الخلائق
الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 59 )
2278 - حدثني : الحكم بن موسى أبو صالح ، حدثنا : هقل - يعني ابن زياد - عن الأوزاعي ، حدثني : أبو عمار ، حدثني : عبد الله بن فروخ ، حدثني : أبو هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .
*** أحمد بن حنبل - مسند الامام أحمد بن حنبل
مسند العشرة المبشرين بالجنة -
مسند الخلفاء الراشدين - ومن مسند علي بن أبي طالب (ر)
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 148 )
1281 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : محمد بن بكار ، حدثنا : حفص بن سليمان يعني أبا عمر القارئ ، عن كثير بن زاذان ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) : من تعلم القرآن فاستظهره وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار .
*** المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 519 / 520 )
2327 - لحامل القرآن إذا عمل به فأحل حلاله وحرم حرامه شفع في عشرة من أهل بيته يوم القيامة ، كلهم قد وجبت له النار .
*** المتقي الهندي - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 521 )
2334 - من قرأ القرآن فحفظه فاستظهره وأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد استوجب النار .
*** الصالحي الشامي - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد
جماع أبواب بعض ما يجب على الأنام من حقوقه (ع)
الباب الثامن : في كون حرمته (ص) بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازما كما كان في حال حياته . الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 439 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... { لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا ( النور : 63 ) } ولما ناظر أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عباس ثاني خلفاء بني العباس مالكا في مسجده (ع) ، قال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما ، فقال : { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ( الحجرات : 2 ) } وإن حرمته ميتا كحرمته حيا ، فاستكان لها أبو جعفر ، وقال لمالك : يا أبا عبيد الله أأستقبل القبلة وأدعوا أم استقبل رسول الله (ص) ، فقال له : لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله ، فانه تقبل به شفاعتك لنفسك ، قال الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ( النساء : 64 ) }.
*** واما في الروايات الشيعية فننقل لكم هذه الرواية ونكتفي بها وهي :
قال رسول الله (ص) : (( ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي )) . (8) .
************************
الهوامش :
1 - سورة البقرة ، الآية : 48 .
2 - سورة الانعام ، الآية : 51 .
3 - سورة الزمر ، الآية : 44 .
4 - سورة البقرة ، الآية : 254 .
5 - سورة سبأ ، الآية : 23 .
6 - سورة الزخرف : الآية 86 .
7 - سورة الأنبياء ، الآيات 26 ـ 28 ، ولاحظ سورة النجم ، الآية 26 ، وسورة غافر ، الآية 7 .
8 - مجمع البيان ، ج 1 ، ص 104 ، ويقول الطبرسي : إنّ هذا الحديث مما قبلته الأُمة الإسلامية .
تعليق