السؤال: الفرق بين (أنفسنا) و(من أنفسكم)
في عنوان (تفضيل الأئمة(عليهم السلام)/تفضيل الإمام عليّ(عليه السلام))، استدللتم بآية المباهلة بقوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) (آل عمران:61)، وقلتم بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) ساوى بينه وبين الإمام عليّ(عليه السلام) في هذه الآية.
ولكننا نجد في سورة التوبة: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:28). فهل نحن من أجل هذه الآية مساوين للرسول؟
أرجو التوضيح؛ لماذا في آية المباهلة الإمام(عليه السلام) يساوي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وفي هذه الآية لا نساويه؟
الجواب:
في مقام الجواب عدّة نقاط:
الأولى: في البدء بودنا أن نلفت نظركم أنّ قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا )) بمعنى المداخلة والمساواة للأنفس لم يرد لها نظيراً في القرآن الكريم!
نعم، ما ورد في جملة من الآيات لفظ (( مِّن أَنفُسِهِم )) أو لفظ (( مِن أَنفُسِكُم )) الموهمة بالتشابه أو انطباق المعنى بينها وبين (( أَنفُسَنَا )) وجدانياً.
ونحسب أنّ هناك فرقاً بين الاثنين, بين أن يُنسب المرء لنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) والموحي بالمساواة والتطابق وهو المراد هنا, وبين أن يُنسب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) لنفوس الآخرين, حيث أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في نسبتهِ للغير يتبادر إلى الذهن المساواة في السنخية من جهة الخلق والتكوين, ولذلك يصح أن يخاطب الإنسانية جمعاء بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أنفسكم يعني بشراً مثلكم، ويعضده قوله تعالى: (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثلُكُم )) (الكهف:110), وليس معنى هذا التساوي بكافة الخصائص والملكات والرتب وإن ثبت مساواته لهم من جهة السنخية.
ولا يعزب عن العاقل، أنّ المؤمنين أنفسهم لا يمكن القول بتساويهم بعضهم مع بعض, لحتمية الإختلاف بينهم, فمنهم المطيع والعاصي، والمؤمن والمنافق، والمجاهد والمتخلّف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والمخلص والمتآمر، فكيف فرض القرآن كونهم نفس واحدة!
نعم، يكون هذا مقبولاً على ما ذهبنا إليه من التساوي في السنخية والإنضمام للآدمية, فالسنخية دليل الإنضمام كما يقولون.
إذن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مثلهم من هذه الجهة, ولكن يجب أن نعرف أنهُ مثلهم وزيادة, ولا نقصد بالزيادة الخروج عن الآدمية, وإنّما هو فوقهم من جهة الرتب والدرجات والملكات والخصائص الذي يمتنع فيها المساواة بها معهم.
وحيث يكفي أن يشير القرآن إلى آدمية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والتي يحرز فيها تحقق الإنضمام البشري والتوحّد الآدمي بين الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) والقوم الذي هو منهم، يكون قد أثبت بهذا المقدار الحجّة عليهم بأنّهم سواء معه(صلى الله عليه وآله وسلّم) من جهة الخلق، فلماذا لا يقبلوا من بشر مثلهم وليس من جنس آخر؟ ولو كان من غير سنخهم لحقّ لهم الإعتراض عليه بمقتضى إختلاف السنخية والجنس.
أمّا قوله: (( أَنفُسَنَا ))، مع وجود شخص آخر غير النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مقصود بهذا الجمع، فمعناه؛ أنّه أي الآخر كنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى من جهة الخصائص والرتب العليا والممتنعة على الغير, لبداهة الفرق بين قول القائل لأهل قرية: (أنا أخوكم)، ولقوله في أحدهم: (أنه أخي)، فالسامع يفهم في الكلمة الأولى (أخوكم) فرقاً وجدانياً واضحاً عن الكلمة الثانية (أخي), إذ يتبادر إلى الذهن أنّ كلمة (أخوكم) يراد بها الأخوّة بمعناها العام, كما في قول الله تعالى: (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) (الحجرات:10), بالمقابل يتبادر إلى الذهن أنّ المراد بكلمة (أخي) الأخوة بمعناها الخاص, يعني أخوة النسب والدم واللحم والرحم وإن كان مجازاً, نظير قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ أخي في الدنيا والآخرة)(1)، وإذا لم نفهم هذا المعنى وندرك هذا التفريق فلا يبقى أي قيمة لقوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ أخي في الدنيا والآخرة), إذ كلّ المؤمنين أخوة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) بنص القرآن باعتبار (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) والرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) داخل في مصداق الأخوة باعتبار مفهوم الإيمان.
ولا نغفل في المقام! مجيء كلمة (( أَنفُسَنَا )) بصيغة الجمع، ولا يمكن أن يكون المقصود بها نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لامتناع دعوة الإنسان نفسه, ولا نغفل أننا ذهبنا لكون المقصود بها أمير المؤمنين(عليه السلام) لقرينة خروجه بمفردهِ مع النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم) للمباهلة، ولجملة الأدلة التي سنفصل بها لاحقاً.
ومن الطبيعي القول: أنّ لا أحد يقول بأنّ قوله تعالى: (( مِن أَنفُسِكُم )), تعني المساواة بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وباقي الناس, فللرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) امتيازات خاصة لا يبلغها أحد قط, وحتى نحن عندما نقول بأنّ عليّاً مساوٍ لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إنّما نقصد مساواته(عليه السلام) له(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالملكات والمراتب العليا دون النبوّة المشَرّفَة، فهي من إختصاصاته(صلى الله عليه وآله وسلّم) دون غيره من الخلق.
فهذه الآية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:128)، موهمة للمستدل أنّه إن قال في آية المباهلة بالتساوي فيلزم هنا القول به أيضاً, وعليه فلا فضيلة للتساوي في المباهلة لتحققه للغير مع رسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في آية أخرى, أو للإستدلال بأنّه لا يراد بها التساوي وإنّما يراد بها الإشتراك بنحو ما، كالجنس أو الذكورة أو الأخوة في الدين وغير ذلك ممّا لا يعني وجود فضيلة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في آية المباهلة، لأنّ الجميع مشتركون مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) بهذه الأنماط من الروابط, فيتحقق مراده (أي المستدلّ) من عدم المساواة في آية المباهلة.
ونحن في مقام التفريق بين مثل هذه الآية وآية المباهلة الدالة على المساواة، نسوق لك الأدلة التالية في النقاط اللاحقة مضافاً للدليل المتقدم.
الثانية: الردّ بالآيات القرآنية المباركة الموجبة للتفريق بين النفس والأهل، بحيث لا تأتي كلمة أنفسنا بمعنى أهلنا أو الأقارب، أي: الختن أو الصهر وما شابه، وإنّما تعني النفس بما هي ذات المرء وحقيقته.
فقد ورد في كتاب (نفحات الأزهار) للسيد علي الميلاني في مقام الردّ على ابن تيمية: ((لكن ماذا يقول ابن تيمية في الآيات التي وقع فيها المقابلة بين (النفس) و(الأقرباء) كما في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً )) (التحريم:6), وقوله: (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم )) (الزمر:15), فكذلك آية المباهلة، غير أنّ النفس في الآيتين المذكورتين مستعملة في نفس الإنسان على وجه الحقيقة.أما في آية المباهلة فهي مستعملة - لتعذر الحقيقة - على وجه المجاز لمن نُزّل بمنزل النفس, وهو عليّ(عليه السلام) للحديث القطعي الوارد في القضية))(2).
فلو كانت النفس تعني الأهل والأقارب لاستغنى القرآن عن ذكرهم في الآيتين واكتفى بذكر (أنفسكم) أو (أنفسهم)؛ لأنّها متضمنة لهم، أي: للأهلين.
الثالثة: الأحاديث الشريفة الموجبة لتلك المساواة بين نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) المقدسة ونفس عليّ(عليه السلام) المشرفة, حيث ورد هذا المعنى في قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم):
أ - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أنت منّي وأنا منك)(3).
ب - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع: (عليّ منّي وأنا منه، لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو عليّ)(4).
ج - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي)(5).
د - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قصة البراءة: (لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي)(6)، أو: (لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه)(7).
هـ - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قصة وفد ثقيف: (لَتُسلِمنّ أو لنبعثن رجلاً مني - أو قال: مثل نفسي - ليضربّن أعناقكم وليسبين ذراريكم, وليأخذن أموالكم), قال عمر: فو الله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ, فجعلت أنصُب صدري رجاء أن يقول: هو هذا, فالتفت إلى عليّ فأخذ بيده، ثم قال: (هو هذا, هو هذا)(8).
و - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (خلقت أنا وعليّ من نور واحد)(9).
ز - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (خلق الناس من أشجار شتى، خلقت أنا وعليّ من شجرةٍ واحدة)(10).
ح - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وقد سئل عن بعض أصحابه, فقيل: فعليّ؟! قال: (إنّما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي)(11).
ط - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لمّا قتل عليّ(عليه السلام) بوم أحد أصحاب الألوية في جواب جبريل: (إنّه منّي وأنا منه), فقال جبرائيل: وأنا منكما يا رسول الله(12).
فهذه الباقة من الأحاديث الشريفة تقرر بلا أدنى ريب أنّ نفس الإمام عليّ(عليه السلام) هي نفس نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) خلقاً وأصلاً ونوعاً وتكويناً, وهي كما نعتقد كافية في مقام تقريب المراد, كي لا يلزمنا العجب والإستغراب والإستنكار أحياناً, إذ ما سمعنا أو قرأنا بأنّ آية المباهلة دالة بوضوح على أنّ خطاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) (( وأَنفُسَنَا )) مقصود به عليّ(عليه السلام)، وليس المقصود به نفس الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) المشرفة لما تقدم من الأدلّة.
وللدليل الظريف المنطقي الذي يذكره الشيعة في المقام والذي نجعله دليلاً برأسه، وهو:
الرابعة: استدلّ السيد المرتضى في كتاب (الشافي في الإمامة), بأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) في الآية هو المقصود بـ(( أَنفُسَنَا )) بما يلي: ((ونحن نعلم أنّ قوله: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) لا يجوز أن يعني بالمدعو فيه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم), لأنّه هو الداعي, ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه, وإنّما يصحّ أن يدعو غيره, كما لا يجوز أن يأمر نفسه وينهاها, وإذا كان قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )), لابد أن يكون إشارة إلى غير الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم), وجب أن يكون إشارة إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) لأنّه لا أحد يدّعي دخول غير أمير المؤمنين وغير زوجته وولديه(عليهم السلام) في المباهلة))(13).
الخامسة: من المهم أن نعلم أنّ الآية المشرفة لا تؤسس لهذه المساواة المتضمنة لها, وإنّما هي بالواقع كاشفة عنها، فنحن لا نرى في عدم ذكر الآية فقدان لهذه الخاصية الكريمة في المساواة بين نفس النبيّ الأشرف(صلى الله عليه وآله وسلّم) وبين نفس ابن عمّه ووصيّه وأخيه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام), حيث أنّ أقوال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأفعاله وكلّ ما صدر منه قبال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) دال على هذه الحقيقة, إذن الآية كاشفة عن هذا الأمر، وهي دليل على وجوده لمن لا يعتقد إلاّ بإثبات من كتاب الله تعالى.
وهذه النقاط لا يمكن أن تتحقق في مثل قوله تعالى: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم )), وبالضبط في فقرة (( مِن أَنفُسِكُم ))، فهي ليست كقوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) لما ذكرنا من النقاط.
فإن قيل: إنّ دعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) لأهل بيته لا إمتياز بها؛ لأنّ العادة عند العرب قاضية بإخراج آل الرجل للمباهلة.
قلنا: إنّ هذا منتقض من جهات:
1- لماذا لم يخرج الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أهل بيته من هو أقرب إليه من الإمام عليّ(عليه السلام), وهو عمّه العباس, حيث العباس أقرب لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في سلم الرحمية.
2- إنّ الأمر لو كان كذلك, إذن لماذا تساءل النصارى من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما علموا أنّ الذين معه أهل بيته, قائلين: لماذا لم تخرج لنا أهل الكرامة والشارة من أصحابك(14), إذ يفترض أنّهم لا يسألون مثل هذا السؤال مع كونهم عارفين إنّه العرف (عند العرب) قائم على أخرج آل الرجل في المباهلة.
3- حديث النصارى مع بعضهم قاضي بانتقاض هذه القاعدة, أو دليل على عدم وجودها, حيث قال بعضهم لبعض: ((لو كان قد أخرج أهله لكان من الصادقين... الخ)).
ومن هنا نعرف لماذا يتساوى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ(عليه السلام) في آية المباهلة ولم يتساوى الناس مع الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في آية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )).
(1) أنظر الجامع الصغير للسيوطي 2: 176 الحديث (558).
(2) نفحات الأزهار 20: 277 الآيات الدالّة على الإمامة.
(3) صحيح البخاري 3: 168 كتاب الصلح، المستدرك على الصحيحين 3: 120 فضائل عليّ بن أبي طالب.
(4) مسند أحمد 4: 164 حديث حبش بن جنادة السلولي.
(5) مسند أحمد 4: 437 حديث عمران بن حصين، سنن الترمذي 5: 296 الحديث (3796) مناقب عليّ بن أبي طالب.
(6) السنن الكبرى للنسائي 5: 129 الحديث (8462) ذكر توجيه النبيّ(ص) ببراءة مع عليّ، مسند أحمد 1: 3 مسند أبي بكر بلفظة (لا يبلغه).
(7) مسند أحمد 1: 331 مسند عبد الله بن العباس.
(8) المصنف لعبد الرزاق 11: 226 الحديث (2038) باب أصحاب النبيّ(ص).
(9) تذكرة الخواص 1: 320 حديث فيما خلق منه عليّ(ع).
(10) المستدرك على الصحيحين 2: 241 كتاب التفسير.
(11) الشافي في الإمامة 2: 256 الإستدلال بآية المباهلة.
(12) المعجم الكبير للطبراني 1: 318 الحديث (941).
(13) الشافي في الإمامة 2: 254 الإستدلال بآية المباهلة.
(14) إقبال الأعمال 2: 345 الباب السادس (فيما يتعلق بيوم المباهلة).
في عنوان (تفضيل الأئمة(عليهم السلام)/تفضيل الإمام عليّ(عليه السلام))، استدللتم بآية المباهلة بقوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) (آل عمران:61)، وقلتم بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) ساوى بينه وبين الإمام عليّ(عليه السلام) في هذه الآية.
ولكننا نجد في سورة التوبة: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:28). فهل نحن من أجل هذه الآية مساوين للرسول؟
أرجو التوضيح؛ لماذا في آية المباهلة الإمام(عليه السلام) يساوي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وفي هذه الآية لا نساويه؟
الجواب:
في مقام الجواب عدّة نقاط:
الأولى: في البدء بودنا أن نلفت نظركم أنّ قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا )) بمعنى المداخلة والمساواة للأنفس لم يرد لها نظيراً في القرآن الكريم!
نعم، ما ورد في جملة من الآيات لفظ (( مِّن أَنفُسِهِم )) أو لفظ (( مِن أَنفُسِكُم )) الموهمة بالتشابه أو انطباق المعنى بينها وبين (( أَنفُسَنَا )) وجدانياً.
ونحسب أنّ هناك فرقاً بين الاثنين, بين أن يُنسب المرء لنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) والموحي بالمساواة والتطابق وهو المراد هنا, وبين أن يُنسب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) لنفوس الآخرين, حيث أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في نسبتهِ للغير يتبادر إلى الذهن المساواة في السنخية من جهة الخلق والتكوين, ولذلك يصح أن يخاطب الإنسانية جمعاء بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أنفسكم يعني بشراً مثلكم، ويعضده قوله تعالى: (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثلُكُم )) (الكهف:110), وليس معنى هذا التساوي بكافة الخصائص والملكات والرتب وإن ثبت مساواته لهم من جهة السنخية.
ولا يعزب عن العاقل، أنّ المؤمنين أنفسهم لا يمكن القول بتساويهم بعضهم مع بعض, لحتمية الإختلاف بينهم, فمنهم المطيع والعاصي، والمؤمن والمنافق، والمجاهد والمتخلّف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والمخلص والمتآمر، فكيف فرض القرآن كونهم نفس واحدة!
نعم، يكون هذا مقبولاً على ما ذهبنا إليه من التساوي في السنخية والإنضمام للآدمية, فالسنخية دليل الإنضمام كما يقولون.
إذن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مثلهم من هذه الجهة, ولكن يجب أن نعرف أنهُ مثلهم وزيادة, ولا نقصد بالزيادة الخروج عن الآدمية, وإنّما هو فوقهم من جهة الرتب والدرجات والملكات والخصائص الذي يمتنع فيها المساواة بها معهم.
وحيث يكفي أن يشير القرآن إلى آدمية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والتي يحرز فيها تحقق الإنضمام البشري والتوحّد الآدمي بين الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) والقوم الذي هو منهم، يكون قد أثبت بهذا المقدار الحجّة عليهم بأنّهم سواء معه(صلى الله عليه وآله وسلّم) من جهة الخلق، فلماذا لا يقبلوا من بشر مثلهم وليس من جنس آخر؟ ولو كان من غير سنخهم لحقّ لهم الإعتراض عليه بمقتضى إختلاف السنخية والجنس.
أمّا قوله: (( أَنفُسَنَا ))، مع وجود شخص آخر غير النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مقصود بهذا الجمع، فمعناه؛ أنّه أي الآخر كنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى من جهة الخصائص والرتب العليا والممتنعة على الغير, لبداهة الفرق بين قول القائل لأهل قرية: (أنا أخوكم)، ولقوله في أحدهم: (أنه أخي)، فالسامع يفهم في الكلمة الأولى (أخوكم) فرقاً وجدانياً واضحاً عن الكلمة الثانية (أخي), إذ يتبادر إلى الذهن أنّ كلمة (أخوكم) يراد بها الأخوّة بمعناها العام, كما في قول الله تعالى: (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) (الحجرات:10), بالمقابل يتبادر إلى الذهن أنّ المراد بكلمة (أخي) الأخوة بمعناها الخاص, يعني أخوة النسب والدم واللحم والرحم وإن كان مجازاً, نظير قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ أخي في الدنيا والآخرة)(1)، وإذا لم نفهم هذا المعنى وندرك هذا التفريق فلا يبقى أي قيمة لقوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليّ أخي في الدنيا والآخرة), إذ كلّ المؤمنين أخوة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) بنص القرآن باعتبار (( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ )) والرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) داخل في مصداق الأخوة باعتبار مفهوم الإيمان.
ولا نغفل في المقام! مجيء كلمة (( أَنفُسَنَا )) بصيغة الجمع، ولا يمكن أن يكون المقصود بها نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لامتناع دعوة الإنسان نفسه, ولا نغفل أننا ذهبنا لكون المقصود بها أمير المؤمنين(عليه السلام) لقرينة خروجه بمفردهِ مع النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم) للمباهلة، ولجملة الأدلة التي سنفصل بها لاحقاً.
ومن الطبيعي القول: أنّ لا أحد يقول بأنّ قوله تعالى: (( مِن أَنفُسِكُم )), تعني المساواة بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وباقي الناس, فللرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) امتيازات خاصة لا يبلغها أحد قط, وحتى نحن عندما نقول بأنّ عليّاً مساوٍ لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إنّما نقصد مساواته(عليه السلام) له(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالملكات والمراتب العليا دون النبوّة المشَرّفَة، فهي من إختصاصاته(صلى الله عليه وآله وسلّم) دون غيره من الخلق.
فهذه الآية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:128)، موهمة للمستدل أنّه إن قال في آية المباهلة بالتساوي فيلزم هنا القول به أيضاً, وعليه فلا فضيلة للتساوي في المباهلة لتحققه للغير مع رسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في آية أخرى, أو للإستدلال بأنّه لا يراد بها التساوي وإنّما يراد بها الإشتراك بنحو ما، كالجنس أو الذكورة أو الأخوة في الدين وغير ذلك ممّا لا يعني وجود فضيلة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في آية المباهلة، لأنّ الجميع مشتركون مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) بهذه الأنماط من الروابط, فيتحقق مراده (أي المستدلّ) من عدم المساواة في آية المباهلة.
ونحن في مقام التفريق بين مثل هذه الآية وآية المباهلة الدالة على المساواة، نسوق لك الأدلة التالية في النقاط اللاحقة مضافاً للدليل المتقدم.
الثانية: الردّ بالآيات القرآنية المباركة الموجبة للتفريق بين النفس والأهل، بحيث لا تأتي كلمة أنفسنا بمعنى أهلنا أو الأقارب، أي: الختن أو الصهر وما شابه، وإنّما تعني النفس بما هي ذات المرء وحقيقته.
فقد ورد في كتاب (نفحات الأزهار) للسيد علي الميلاني في مقام الردّ على ابن تيمية: ((لكن ماذا يقول ابن تيمية في الآيات التي وقع فيها المقابلة بين (النفس) و(الأقرباء) كما في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً )) (التحريم:6), وقوله: (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم )) (الزمر:15), فكذلك آية المباهلة، غير أنّ النفس في الآيتين المذكورتين مستعملة في نفس الإنسان على وجه الحقيقة.أما في آية المباهلة فهي مستعملة - لتعذر الحقيقة - على وجه المجاز لمن نُزّل بمنزل النفس, وهو عليّ(عليه السلام) للحديث القطعي الوارد في القضية))(2).
فلو كانت النفس تعني الأهل والأقارب لاستغنى القرآن عن ذكرهم في الآيتين واكتفى بذكر (أنفسكم) أو (أنفسهم)؛ لأنّها متضمنة لهم، أي: للأهلين.
الثالثة: الأحاديث الشريفة الموجبة لتلك المساواة بين نفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) المقدسة ونفس عليّ(عليه السلام) المشرفة, حيث ورد هذا المعنى في قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم):
أ - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أنت منّي وأنا منك)(3).
ب - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع: (عليّ منّي وأنا منه، لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو عليّ)(4).
ج - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي)(5).
د - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قصة البراءة: (لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي)(6)، أو: (لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه)(7).
هـ - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في قصة وفد ثقيف: (لَتُسلِمنّ أو لنبعثن رجلاً مني - أو قال: مثل نفسي - ليضربّن أعناقكم وليسبين ذراريكم, وليأخذن أموالكم), قال عمر: فو الله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ, فجعلت أنصُب صدري رجاء أن يقول: هو هذا, فالتفت إلى عليّ فأخذ بيده، ثم قال: (هو هذا, هو هذا)(8).
و - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (خلقت أنا وعليّ من نور واحد)(9).
ز - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (خلق الناس من أشجار شتى، خلقت أنا وعليّ من شجرةٍ واحدة)(10).
ح - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وقد سئل عن بعض أصحابه, فقيل: فعليّ؟! قال: (إنّما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي)(11).
ط - قوله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لمّا قتل عليّ(عليه السلام) بوم أحد أصحاب الألوية في جواب جبريل: (إنّه منّي وأنا منه), فقال جبرائيل: وأنا منكما يا رسول الله(12).
فهذه الباقة من الأحاديث الشريفة تقرر بلا أدنى ريب أنّ نفس الإمام عليّ(عليه السلام) هي نفس نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) خلقاً وأصلاً ونوعاً وتكويناً, وهي كما نعتقد كافية في مقام تقريب المراد, كي لا يلزمنا العجب والإستغراب والإستنكار أحياناً, إذ ما سمعنا أو قرأنا بأنّ آية المباهلة دالة بوضوح على أنّ خطاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) (( وأَنفُسَنَا )) مقصود به عليّ(عليه السلام)، وليس المقصود به نفس الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) المشرفة لما تقدم من الأدلّة.
وللدليل الظريف المنطقي الذي يذكره الشيعة في المقام والذي نجعله دليلاً برأسه، وهو:
الرابعة: استدلّ السيد المرتضى في كتاب (الشافي في الإمامة), بأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) في الآية هو المقصود بـ(( أَنفُسَنَا )) بما يلي: ((ونحن نعلم أنّ قوله: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) لا يجوز أن يعني بالمدعو فيه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم), لأنّه هو الداعي, ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه, وإنّما يصحّ أن يدعو غيره, كما لا يجوز أن يأمر نفسه وينهاها, وإذا كان قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )), لابد أن يكون إشارة إلى غير الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم), وجب أن يكون إشارة إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) لأنّه لا أحد يدّعي دخول غير أمير المؤمنين وغير زوجته وولديه(عليهم السلام) في المباهلة))(13).
الخامسة: من المهم أن نعلم أنّ الآية المشرفة لا تؤسس لهذه المساواة المتضمنة لها, وإنّما هي بالواقع كاشفة عنها، فنحن لا نرى في عدم ذكر الآية فقدان لهذه الخاصية الكريمة في المساواة بين نفس النبيّ الأشرف(صلى الله عليه وآله وسلّم) وبين نفس ابن عمّه ووصيّه وأخيه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام), حيث أنّ أقوال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأفعاله وكلّ ما صدر منه قبال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) دال على هذه الحقيقة, إذن الآية كاشفة عن هذا الأمر، وهي دليل على وجوده لمن لا يعتقد إلاّ بإثبات من كتاب الله تعالى.
وهذه النقاط لا يمكن أن تتحقق في مثل قوله تعالى: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم )), وبالضبط في فقرة (( مِن أَنفُسِكُم ))، فهي ليست كقوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم )) لما ذكرنا من النقاط.
فإن قيل: إنّ دعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) لأهل بيته لا إمتياز بها؛ لأنّ العادة عند العرب قاضية بإخراج آل الرجل للمباهلة.
قلنا: إنّ هذا منتقض من جهات:
1- لماذا لم يخرج الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أهل بيته من هو أقرب إليه من الإمام عليّ(عليه السلام), وهو عمّه العباس, حيث العباس أقرب لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في سلم الرحمية.
2- إنّ الأمر لو كان كذلك, إذن لماذا تساءل النصارى من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما علموا أنّ الذين معه أهل بيته, قائلين: لماذا لم تخرج لنا أهل الكرامة والشارة من أصحابك(14), إذ يفترض أنّهم لا يسألون مثل هذا السؤال مع كونهم عارفين إنّه العرف (عند العرب) قائم على أخرج آل الرجل في المباهلة.
3- حديث النصارى مع بعضهم قاضي بانتقاض هذه القاعدة, أو دليل على عدم وجودها, حيث قال بعضهم لبعض: ((لو كان قد أخرج أهله لكان من الصادقين... الخ)).
ومن هنا نعرف لماذا يتساوى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ(عليه السلام) في آية المباهلة ولم يتساوى الناس مع الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في آية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )).
(1) أنظر الجامع الصغير للسيوطي 2: 176 الحديث (558).
(2) نفحات الأزهار 20: 277 الآيات الدالّة على الإمامة.
(3) صحيح البخاري 3: 168 كتاب الصلح، المستدرك على الصحيحين 3: 120 فضائل عليّ بن أبي طالب.
(4) مسند أحمد 4: 164 حديث حبش بن جنادة السلولي.
(5) مسند أحمد 4: 437 حديث عمران بن حصين، سنن الترمذي 5: 296 الحديث (3796) مناقب عليّ بن أبي طالب.
(6) السنن الكبرى للنسائي 5: 129 الحديث (8462) ذكر توجيه النبيّ(ص) ببراءة مع عليّ، مسند أحمد 1: 3 مسند أبي بكر بلفظة (لا يبلغه).
(7) مسند أحمد 1: 331 مسند عبد الله بن العباس.
(8) المصنف لعبد الرزاق 11: 226 الحديث (2038) باب أصحاب النبيّ(ص).
(9) تذكرة الخواص 1: 320 حديث فيما خلق منه عليّ(ع).
(10) المستدرك على الصحيحين 2: 241 كتاب التفسير.
(11) الشافي في الإمامة 2: 256 الإستدلال بآية المباهلة.
(12) المعجم الكبير للطبراني 1: 318 الحديث (941).
(13) الشافي في الإمامة 2: 254 الإستدلال بآية المباهلة.
(14) إقبال الأعمال 2: 345 الباب السادس (فيما يتعلق بيوم المباهلة).