السؤال: احتجاج الإمام عليّ(عليه السلام) بالآية
أُودّ أن أحصل على ردّ شافٍ على من يقول: إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )) (المائدة:55) على إمامة عليّ(عليه السلام)، فلماذا لم يحتجّ بها الإمام عليّ(عليه السلام) نفسه؟
الجواب:
نود أن نشير إلى بعض المطالب ليتّضح الجواب:
أولاً: إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) كثيرة، عقلاً ونقلاً، تكاد لا تحصى، وقد أُلّفت كتب مستقلّة في هذا المجال.
ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه، هو أنّ الإمام(عليه السلام) لم يكن مُلزماً - لا عقلاً ولا شرعاً - بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة، بل بالمقدار الذي يُلقي الحجّة على الناس، وهذا هو الذي حدث بعدما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير، وعدم رضوخ القوم لهذا الحقّ الصريح، فبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية في نفوسهم؟!
ثانياً: لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام)؟ مع أنّ المتيقّن هو: عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء، فإنّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت(عليهم السلام)، وما ظهر منها فهو غيض من فيض.
ثالثاً: ثمّ لنفرض مرّة أُخرى، أنّ الإمام(عليه السلام) لم يحتجّ بها واقعاً، فهل هذا يدلّ بالالتزام على عدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام)؟
كلاّ؛ إذ لا توجد ملازمة بين المسألتين.
رابعاً: هذه الشبهة هي في الأصل من الفخر الرازي (ت606هـ) في تفسيره للآية، (ت606هـ) إذ قال: ((فلو كانت هذه الآية دالّة على إمامته لاحتجّ بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنّه تركه للتقية؛ لأنّهم ينقلون عنه أنّه تمسّك يوم الشورى بخبر الغدير...))(1).
فنقول ردّاً عليه:
بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة(2)، وقد أشار إلى بعض الحديث بعض من مصادر أهل السُنّة(3).
(1) تفسير الرازي 12: 28 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(2) انظر: الاحتجاج للطبرسي 1: 202 (احتجاج أمير المؤمنين(عليه السلام) على القوم لمّا مات عمر)، أمالي الشيخ الطوسي: 549 (1168) (حديث المناشدة عن أبي ذرّ)، الخصال للصدوق: 580 باب السبعين.
(3) انظر: المناقب للخوارزمي: 313 (314) الفصل التاسع عشر، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 42: 431.
أُودّ أن أحصل على ردّ شافٍ على من يقول: إذا كنتم تحتجّون بآية الولاية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )) (المائدة:55) على إمامة عليّ(عليه السلام)، فلماذا لم يحتجّ بها الإمام عليّ(عليه السلام) نفسه؟
الجواب:
نود أن نشير إلى بعض المطالب ليتّضح الجواب:
أولاً: إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) كثيرة، عقلاً ونقلاً، تكاد لا تحصى، وقد أُلّفت كتب مستقلّة في هذا المجال.
ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه، هو أنّ الإمام(عليه السلام) لم يكن مُلزماً - لا عقلاً ولا شرعاً - بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة، بل بالمقدار الذي يُلقي الحجّة على الناس، وهذا هو الذي حدث بعدما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير، وعدم رضوخ القوم لهذا الحقّ الصريح، فبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية في نفوسهم؟!
ثانياً: لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام)؟ مع أنّ المتيقّن هو: عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء، فإنّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت(عليهم السلام)، وما ظهر منها فهو غيض من فيض.
ثالثاً: ثمّ لنفرض مرّة أُخرى، أنّ الإمام(عليه السلام) لم يحتجّ بها واقعاً، فهل هذا يدلّ بالالتزام على عدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام)؟
كلاّ؛ إذ لا توجد ملازمة بين المسألتين.
رابعاً: هذه الشبهة هي في الأصل من الفخر الرازي (ت606هـ) في تفسيره للآية، (ت606هـ) إذ قال: ((فلو كانت هذه الآية دالّة على إمامته لاحتجّ بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنّه تركه للتقية؛ لأنّهم ينقلون عنه أنّه تمسّك يوم الشورى بخبر الغدير...))(1).
فنقول ردّاً عليه:
بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة(2)، وقد أشار إلى بعض الحديث بعض من مصادر أهل السُنّة(3).
(1) تفسير الرازي 12: 28 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(2) انظر: الاحتجاج للطبرسي 1: 202 (احتجاج أمير المؤمنين(عليه السلام) على القوم لمّا مات عمر)، أمالي الشيخ الطوسي: 549 (1168) (حديث المناشدة عن أبي ذرّ)، الخصال للصدوق: 580 باب السبعين.
(3) انظر: المناقب للخوارزمي: 313 (314) الفصل التاسع عشر، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 42: 431.
تعليق