السؤال: هل الصلاة على محمد وآله في الدعاء تكون حاجبا بين العبد وربه؟
كيف نربط بين الأحاديث الكثيرة والمعتبرة التي تؤكد على لزوم إشتمال الدعاء وأعني أي دعاء على التوسل بمحمد وآله والصلاة على محمد وآله (صلى الله عليهم) وأن التوسل بهم والصلاة عليهم شرط من شروط النظر في الدعاء والإستجابة له في حين أنه في دعاء أبي حمزة الثمالي يرد ما يلي (الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي) ففي هذه الفقرة من دعاء أبي حمزة الثمالي يرد أن العبد لا يحتاج الى واسطه بينه و بين الخالق عز وجل
مع الشكر الجزيل
الجواب:
ان هناك فرقاً بين تضمين الدعاء بالصلاة على محمد وآله(عليهم السلام) وبين التوسل بهم فيه, فهما معنيان يختلفان وان وقعا معاً في الدعاء.
ثم إن ما نفهمه ونستظهره من اللزوم والوجوب في دخول الصلاة على محمد وآله في الدعاء الوارد في الروايات؛ أنها شرط فيه, والشرط تابع لمتعلقه ان كان واجباً فهو واجب وان كان مستحباً فهو مستحب, كما في الوضوء للصلاة الواجبة فواجب وللصلاة المستحبة فمستحب, فلا يصح أستظهار الوجوب الشرعي من ظاهر روايات تضمين الصلاة على محمد وآله في الدعاء.
واذا كان شرطاً في الدعاء خرج عن توهمه حاجباً بين العبد وربه, واعتبر في دخول الصلاة على محمد وآله في التشهد في الصلاة الواجبة, فلا يوجد مسلم يتوهم كونها تحجب صلاته الى ربه وتخدش نية القربة منه مع أنها جزء من الصلاة, فلاحظ.
وأما بالنسبة للتوسل بمحمد وآله (عليهم السلام)، فانا قد نعتبره شرطاً من ناحية دلالة بعض الروايات, فالكلام فيه الكلام في الصلاة, ولكنه من ناحية أخرى قد يختلف عن الصلاة على محمد وآله لدخول شبهة عدم جواز الاستعانة بهم وجعلهم الوسيلة الى الله, وتفصيل الجواب على هذه الشبهة ليس محله هنا وتجده على موقعنا تحت العنوان: (الاسئلة العقائدية/ التوسل والاستغاثة)، ومجمله أن الله أمرنا أن نجعلهم الوسيلة اليه.
ولنقصر الكلام هنا على مدخلية وتأثير التوسل بمحمد وآله في الدعاء: فقد ورد في الروايات أن معاصي العباد تحجب دعاءهم عن القبول, فالذنوب مانعة من تأثير الدعاء, وان كان المقتضي لقبول الدعاء موجود وهو القرب الآلهي, والطلب من دون التشفع باحد كاف (( ادعوني استجب لكم )) ولكن لوجود المانع وهي الذنوب فلا يؤثر الدعاء ويكون التوسل بهم في الدعاء رافعاً لهذا المانع.
فقد أمرنا الله ان نتسلح ونتشفع ونتخذ هؤلاء وسيلة عندما نخلو اليه في دعواتنا فانا عندما نرفع الدعاء اليه عز وجل مباشرة نزينة ونحسنة بتوسيط هؤلاء ذوي المقام المحمود عنده، فهو كدخولك على مدير الشركة لحاجة وانت تلبس أحسن ما عندك وتتعطر وتتكلم بتهذيب وتعرفه منبتك واصلك الصالح, فانك تستخدم كل الوسائل المتاحة المسموح بها والمتعارفة لتقنعه, وهذا المثل العرفي يقرب لك المعنى, وأن كان مع الفارق.
ومنه نفهم مراد الامام (عليه السلام) من قوله في دعاء أبي حمزة: (الحمد لله الذي أناديه كما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري) من أن الله لم يجعل بينه وبين عباده حجاباً وبوابين يمنعون العبد من الخلوة بربه لدعائه, ولكن للعبد أن يتوسل بما شاء ليرضي ربه، وأفضل ما يستخدمه في التوسل هو التشفع بالمرضيين عند ربه, فقول الامام: (بغير شفيع فيقضي حاجتي) ينبهك على أن مقصود الإمام التفريق بين جبار السماء وبين جبابرة الارض, فلا نحتاج الى شفيع للخلوة مع الله على العكس منه في الملوك والرؤساء, والمقصود بالشفيع في الدعاء هو المعنى اللغوي أي ما يمثل الحاجب والوزير لا المعنى الاصطلاحي المأخوذ من المفهوم القرآني للشفاعة, فهو ثابت نستدل عليه بالقرآن والسنة, والرسول (صلى الله عليه وآله) أفضل الشفعاء فكيف ينفي ذلك الامام (عليه السلام)؟!
وبعبارة أخرى: ان دعاء الإمام (عليه السلام) لله تعالى مباشرة تتوفر فيه الشروط لعدم وجود مانع المعصية, وأما نحن المخطئون العصاة البعيدون عن المقام الالهي فاننا نحتاج في دعائنا لربنا وخلوتنا معه ان ندعو بشرطه وشروطه والتوسل بأولياء الله تعالى وأحبائه من شروط الاجابة تخفيفاً من تأثير ذلك المانع والحاجب وابتعاداً عنه.
وبالتالي فإن التشفع بمحمد وآله مقرب لله تعالى وليس بحاجب وهو رحمة رحم الله تعالى بها عباده المؤمنين الخاطئين الذين أبعدتهم الذنوب عن الحضرة الالهية، وقد أشار تعالى إلى ذلك في القرآن الكريم حين قال عز وجل: (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ))[النساء:64] فاشترط تعالى هنا ضم المجيء الى النبي (صلى الله عليه وآله) والاستغفار في حضرته وطلب الشفاعة منه باستغفاره له معه, وحينئذ قرر تعالى قبول تلك التوبة فتاب الله عليه ورحمه, فهذا هو طريق الرحمة الالهية السريع والأكيد في قبول الدعاء مع عدم صحة تسميته حينئذ حاجباً أو مانعاً أو ما شابه ذلك وإنما هو باذن الله تعالى ورحمته بعباده.
فاذا كان المجيء الى الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو الذي يدعو لنا جائز ومأمورون به ولا يكون حاجباً, فان الطلب من الله مباشرة وسؤاله بحق ومقام النبي (صلى الله عليه وآله) عنده أولى بالجواز وعدم كونه حاجباً لانه لا تكون هناك واسطة في البين واقعاً فضلاً عن كونها واسطة ووسيلة جائزة, فلاحظ.
وليس معنى ذلك بان الأنبياء والأئمة والأولياء لا يسألون الله ويتشفعون بمن هو أعلى منهم رتبة ومنزلة عند الله, فان السؤال بمحمد وآله(عليهم السلام) خاصة وبالاولياء عامة له موضوعية بنفسه حتى لو جاء على لسان بقية الائمة، ولذا فان أدعية أئمتنا(عليهم السلام) مملؤة بالتشفع بالخمسة أصحاب الكساء فضلاً عن الروايات الكثيرة المروية عندنا من توسل الانبياء السابقين بهم.
كيف نربط بين الأحاديث الكثيرة والمعتبرة التي تؤكد على لزوم إشتمال الدعاء وأعني أي دعاء على التوسل بمحمد وآله والصلاة على محمد وآله (صلى الله عليهم) وأن التوسل بهم والصلاة عليهم شرط من شروط النظر في الدعاء والإستجابة له في حين أنه في دعاء أبي حمزة الثمالي يرد ما يلي (الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيع فيقضي لي حاجتي) ففي هذه الفقرة من دعاء أبي حمزة الثمالي يرد أن العبد لا يحتاج الى واسطه بينه و بين الخالق عز وجل
مع الشكر الجزيل
الجواب:
ان هناك فرقاً بين تضمين الدعاء بالصلاة على محمد وآله(عليهم السلام) وبين التوسل بهم فيه, فهما معنيان يختلفان وان وقعا معاً في الدعاء.
ثم إن ما نفهمه ونستظهره من اللزوم والوجوب في دخول الصلاة على محمد وآله في الدعاء الوارد في الروايات؛ أنها شرط فيه, والشرط تابع لمتعلقه ان كان واجباً فهو واجب وان كان مستحباً فهو مستحب, كما في الوضوء للصلاة الواجبة فواجب وللصلاة المستحبة فمستحب, فلا يصح أستظهار الوجوب الشرعي من ظاهر روايات تضمين الصلاة على محمد وآله في الدعاء.
واذا كان شرطاً في الدعاء خرج عن توهمه حاجباً بين العبد وربه, واعتبر في دخول الصلاة على محمد وآله في التشهد في الصلاة الواجبة, فلا يوجد مسلم يتوهم كونها تحجب صلاته الى ربه وتخدش نية القربة منه مع أنها جزء من الصلاة, فلاحظ.
وأما بالنسبة للتوسل بمحمد وآله (عليهم السلام)، فانا قد نعتبره شرطاً من ناحية دلالة بعض الروايات, فالكلام فيه الكلام في الصلاة, ولكنه من ناحية أخرى قد يختلف عن الصلاة على محمد وآله لدخول شبهة عدم جواز الاستعانة بهم وجعلهم الوسيلة الى الله, وتفصيل الجواب على هذه الشبهة ليس محله هنا وتجده على موقعنا تحت العنوان: (الاسئلة العقائدية/ التوسل والاستغاثة)، ومجمله أن الله أمرنا أن نجعلهم الوسيلة اليه.
ولنقصر الكلام هنا على مدخلية وتأثير التوسل بمحمد وآله في الدعاء: فقد ورد في الروايات أن معاصي العباد تحجب دعاءهم عن القبول, فالذنوب مانعة من تأثير الدعاء, وان كان المقتضي لقبول الدعاء موجود وهو القرب الآلهي, والطلب من دون التشفع باحد كاف (( ادعوني استجب لكم )) ولكن لوجود المانع وهي الذنوب فلا يؤثر الدعاء ويكون التوسل بهم في الدعاء رافعاً لهذا المانع.
فقد أمرنا الله ان نتسلح ونتشفع ونتخذ هؤلاء وسيلة عندما نخلو اليه في دعواتنا فانا عندما نرفع الدعاء اليه عز وجل مباشرة نزينة ونحسنة بتوسيط هؤلاء ذوي المقام المحمود عنده، فهو كدخولك على مدير الشركة لحاجة وانت تلبس أحسن ما عندك وتتعطر وتتكلم بتهذيب وتعرفه منبتك واصلك الصالح, فانك تستخدم كل الوسائل المتاحة المسموح بها والمتعارفة لتقنعه, وهذا المثل العرفي يقرب لك المعنى, وأن كان مع الفارق.
ومنه نفهم مراد الامام (عليه السلام) من قوله في دعاء أبي حمزة: (الحمد لله الذي أناديه كما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري) من أن الله لم يجعل بينه وبين عباده حجاباً وبوابين يمنعون العبد من الخلوة بربه لدعائه, ولكن للعبد أن يتوسل بما شاء ليرضي ربه، وأفضل ما يستخدمه في التوسل هو التشفع بالمرضيين عند ربه, فقول الامام: (بغير شفيع فيقضي حاجتي) ينبهك على أن مقصود الإمام التفريق بين جبار السماء وبين جبابرة الارض, فلا نحتاج الى شفيع للخلوة مع الله على العكس منه في الملوك والرؤساء, والمقصود بالشفيع في الدعاء هو المعنى اللغوي أي ما يمثل الحاجب والوزير لا المعنى الاصطلاحي المأخوذ من المفهوم القرآني للشفاعة, فهو ثابت نستدل عليه بالقرآن والسنة, والرسول (صلى الله عليه وآله) أفضل الشفعاء فكيف ينفي ذلك الامام (عليه السلام)؟!
وبعبارة أخرى: ان دعاء الإمام (عليه السلام) لله تعالى مباشرة تتوفر فيه الشروط لعدم وجود مانع المعصية, وأما نحن المخطئون العصاة البعيدون عن المقام الالهي فاننا نحتاج في دعائنا لربنا وخلوتنا معه ان ندعو بشرطه وشروطه والتوسل بأولياء الله تعالى وأحبائه من شروط الاجابة تخفيفاً من تأثير ذلك المانع والحاجب وابتعاداً عنه.
وبالتالي فإن التشفع بمحمد وآله مقرب لله تعالى وليس بحاجب وهو رحمة رحم الله تعالى بها عباده المؤمنين الخاطئين الذين أبعدتهم الذنوب عن الحضرة الالهية، وقد أشار تعالى إلى ذلك في القرآن الكريم حين قال عز وجل: (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ))[النساء:64] فاشترط تعالى هنا ضم المجيء الى النبي (صلى الله عليه وآله) والاستغفار في حضرته وطلب الشفاعة منه باستغفاره له معه, وحينئذ قرر تعالى قبول تلك التوبة فتاب الله عليه ورحمه, فهذا هو طريق الرحمة الالهية السريع والأكيد في قبول الدعاء مع عدم صحة تسميته حينئذ حاجباً أو مانعاً أو ما شابه ذلك وإنما هو باذن الله تعالى ورحمته بعباده.
فاذا كان المجيء الى الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو الذي يدعو لنا جائز ومأمورون به ولا يكون حاجباً, فان الطلب من الله مباشرة وسؤاله بحق ومقام النبي (صلى الله عليه وآله) عنده أولى بالجواز وعدم كونه حاجباً لانه لا تكون هناك واسطة في البين واقعاً فضلاً عن كونها واسطة ووسيلة جائزة, فلاحظ.
وليس معنى ذلك بان الأنبياء والأئمة والأولياء لا يسألون الله ويتشفعون بمن هو أعلى منهم رتبة ومنزلة عند الله, فان السؤال بمحمد وآله(عليهم السلام) خاصة وبالاولياء عامة له موضوعية بنفسه حتى لو جاء على لسان بقية الائمة، ولذا فان أدعية أئمتنا(عليهم السلام) مملؤة بالتشفع بالخمسة أصحاب الكساء فضلاً عن الروايات الكثيرة المروية عندنا من توسل الانبياء السابقين بهم.
تعليق