أوْلى اهل البيت عليهم السلام لشهر رمضان اهتماما كبيرا في احاديثهم وبينوا فضله ومنزلته العظيمه للمسلمين جميعا فهو شهر نزول القران الكريم والمغفرة للعباد والعتق من النار.
وهو شهر امتازت به الامه الاسلاميه عن سائر الامم فلا تجد مكانا فيه ثلة مسلمه الا وتجدهم يحتفلون بالشهر العظيم بالصيام والبهجه وصله الارحام والتصدق على المحتاجين والاحسان لبعضهم البعض فهو شهر يجمع الناس لكل خير.
وهنا سنذكر بعض فضائله ومنزلته عند اهل البيت على نحو الاختصار تجنبا للاطاله.
((شهر ثقل فيه الموازين))
قال النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل شهر رمضان : مَن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين .
((لا تقولوا رمضان))
كنا عند الإمام الباقر (عليه السلام) ثمانية رجالٍ ، فذكرنا رمضان ، فقال : لا تقولوا هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان ، فإنّ رمضان اسمٌ من أسماء الله عزّ وجلّ ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنما يجيء ويذهب الزائل ..ولكن قولوا : شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن ، جعله الله تعالى مثلاً وعيداً .
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : لا تقولوا رمضان ولا جاء رمضان قولوا : شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان.
خصال شهر رمضان:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . وتستغفر له الملائكة حتى يفطر . وتُصفّد فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعطيت أمتي خمس خصال في شهر رمضان لم يعطهن أمة نبي قبلي. أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه . والثانية : خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك . والثالثة : يستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة . والرابعة : يقول الله عز وجل لجنته : تزيني واستعدي لعبادي يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى دار كرامتي . والخامسة : إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان غفر الله عز وجل لهم جميعا فقال رجل:يارسول الله أهي ليلة القدر؟قال:لاأما ترون العمال إذا عملوا كيف يؤتون أجورهم ؟
- عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له : لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن آدم لما اكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله عز وجل على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم وكذلك كان على آدم ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات ) قال اليهودي : صدقت يا محمد فما جزاء من صامها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا الا أوجب الله عز وجل له سبع خصال : أولها - يذوب الحرام في جسده . والثانية - يقرب من رحمة الله عز وجل . والثالثة - يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم . والرابعة - يهون عليه سكرات الموت . والخامسة - أمان من الجوع والعطش يوم القيامة . والسادسة - يعطيه الله براءة ومن النار . والسابعة - يطعمه الله عز وجل من طيبات الجنة قال : صدقت يا محمد.
شهر المغفرة:
قال الإمام الرضا (عليه السلام): في أول ليلة من شهر رمضان يُغل المَرَدة من الشياطين ، ويغفر في كل ليلة سبعين ألفاً ، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم ، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول الله عز وجل : أنظِروا هؤلاء حتى يصطلحوا.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) : يا جابر !..من دخل عليه شهر رمضان ، فصام نهاره ، وقام ورداً من ليلته ، وحفظ فرجه ولسانه ، وغضّ بصره ، وكفّ أذاه ، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ، قلت له : جعلت فداك !..ما أحسن هذا من حديث !..قال : ما أشدّ هذا من شرط !.
عن محمد بن مسلم السقفي يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول : إن لله تعالى ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره ، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد الله فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا بوركتم وبورك فيكم ، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادى : أبشروا عباد الله غفر لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون .
شهر العتق من النار:
عن محمد بن مروان قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : ان لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على مسكر فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتقه في جميعه.
شهر ليس كالشهور:
قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : شهر رمضان ليس كالشهور لما تضاعف فيه من الأجور هو شهر الصيام وشهر القيام وشهر التوبة والاستغفار وشهر تلاوة القرآن هو شهر أبواب الجنان فيه مفتحة وأبواب النيران فيه مغلقة هو شهر يكتب فيه الآجال ويبث فيه الأرزاق وفيه ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم ويكتب فيها وفد بيت الله الحرام تتنزل الملائكة والروح فيها عليه الصائمين والصائمات باذن ربهم في كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر إلى قابل فبادروا بالأعمال الصالحات الآن وباب التوبة مفتوح والدعاء مستجاب قبل : أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن كنت لمن الساخرين.
شهر لتزكيه الابدان:
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه : ألا أخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى قال : الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام .
شهر لا ترد فيه الدعوات:
عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة لا ترد لهم دعوة ويفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش ، دعاء الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر.
سيد الشهور:
عن عبيد الله بن عبد الله عمن سمع أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان قال لبلال : ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ان هذا الشهر قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة خير من الف شهر تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان .
عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام قال : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز وجل وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان واستقبل الشهر بالقرآن.
شهر تقسيم الارزاق:
عن المسمعي أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده ويقول : إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فيه فان فيه تقسيم الأرزاق ويثبت الآجال ويكتب وفد الله الذين يفدون إليه وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر.
الكاتبة: نور المياحي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
تعليق