سجاد طالب الحلو
لكل أمة تاريخ تفخر به بين الأمم, ويفوح عطره عبر السنين, وتسير على خطاه الأجيال المتعاقبة, وتمتد جذوره دون انقطاع, فيشعل روح الأمل وينير القلوب, ويضيء ببريقه طريق الخلاص.
هذا ما يدور على ألسنة الجميع في كل شدة تعصف على حين غرة, وبكل ملمة تأتي دون استئذان, فترى حديث الساعة الشاغل: ماذا سنفعل؟ وما الذي سيكون في قادم الأيام؟ وترى اصحاب العقول النيرة تستخلص العبر والدروس من عظمائها, متخذة الحكمة منهم في سبيل ارشاد المجتمع الى طريق النجاة من ذلك الحدث المفاجئ.
وحين شاعت الفوضى, وعمّ اليأس, واضطربت العقول, وذلك عندما اقتحم اعداء الله تعالى الأرض، وتجاوزوا بطغيانهم على الناس العزل، وأغرقوا ارض الرافدين بالدماء البريئة, طامحين بإرهابهم هذا الى التعدي على مقدسات الامة الاسلامية.
هنا وقف العالم دقيقة قلق، والعراق وقف أياماً من خوف وجهل للمستقبل القريب، الى ان صدح صوت عقلاني يحمل حكمة عالية، سائراً على خطى جده القائد العظيم سيدي ومولاي ابي الثوار والاحرار الامام الحسين (عليه السلام)، ومن حرمه الطاهر طرق ذلك الصوت مسامع الجميع؛ ليصول اولاد المرجعية الدينية صولتهم التاريخية والمعطاء.
هكذا كان حاضرنا مفعماً بالأمل والشجاعة، الى أن حانت ساعة النصر بتضحيات الدماء الزكية، وجهود الغيارى والأبطال. أما ماضينا فما برحت شمسه تسطع على قلوب المظلومين في شتى بقاع الارض؛ لترسم لهم خيوط الضوء المخلص في دهاليز الظلام والجور الغاشم.
....
صدى الروضتين/ العدد 344
تعليق