الحديقة الأولى
وفيها
* ضيافة الله
* أعمال الليلة الأولى
* اللقمة الحلال
* الأعمال العامة لليوم الأول
* الأعمال الخاصة
* دعاء اليوم الأول
* أعمال كل ليلة
* تقديم الصلاة، أو الإفطار؟
* آداب الإفطار
* مابعـد الإفطار
* صلاة كـل ليـلة
* ترجيح الأولى: الألـف ركعـة
* صلاة الليلة الثانية
* السحور
* آداب السحور
* نية الصوم
* أي صوم نريد؟
* ضيافة الله
ها نحن قد حططنا الرحال بفِناء ضيافة الرحمن الخاصة،فالحمد لله الذي بلَّغنا شهر الصيام والقيام، ونسأله سبحانه أن لايجعل حظنا منه الجوع والعطش، فما هكذا الظن به ولا المعروف من فضله، وقد أمرنا أن نردد في رجب "عادتك الإحسان إلى المسيئين". وفي شعبان: " إلهي لو أردت هواني لم تهدني".
وهاهي بركات الشهر الكريم تتواصل، فترفع منسوب الأمل الواعد إلى أعلى مستوياته.
ورد في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله:أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسألوا ربكم أن لايغلقها عليكم. وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم أن لايفتحها عليكم. والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.هل معنى أن أبواب الجنان مفتحة أن درجة التسديد تجعل كثرة الثواب في المستوى الذي يتلازم مع ما يُعبَّر عنه مجازاً بفتح أبواب الجنان، أم أن هناك عملية فتح حقيقية لهذه الأبواب وغلق لأبواب النار؟
يظهر من الروايات وبعض كلمات العلماء الثاني ومع إمكان الحمل على الحقيقة لايمكن أن يصار إلى المجاز.
ورد في الروايات الحديث عن فتح أبواب السماء أو أبواب الجنان إذا أتبع المؤمن الصلاة على النبي بالصلاة على آله صلى الله عليه وآله.
كما ورد أن أبواب الجنان تفتح كل يوم في أوقات الصلاة، وقد ورد في الرواية تحديد سبب الفتح بصعود الأعمالوقال صدر المتألهين رحمه الله تعالى:"وإذا غُلقت أبواب النيران فُتحت أبواب الجنان، بل هي على شكل الباب الذي إذا فتح على موضع انسد عن موضع آخر، فعين غلق أبواب إحداهما عين فتح أبواب الأخرى".
* والشياطين مغلولة
قال السيد ابن طاوس عليه الرحمة:فصلٌ، فيما نذكره من شكر الله جل جلاله على تقييد الشياطين ومنعهم من الصائمين في شهر رمضان. إعلم ان الرواية وردت بذلك متظاهرة ومعانيها متواترة متناصرة، ونحن نذكر من طرقنا إليه ألفاظ الشيخ محمد بن يعقوب الكليني فإن كتبه كلها معتمد عليها، وقد روى عن جابرعن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل بوجهه الى الناس فيقول: يا معشر الناس إذا طلع هلال شهر رمضان غُلَّت مردة الشياطين، وفتحت أبواب السماء و ] أبواب الجنان وأبواب الرحمة، وغلقت أبواب النار، واستجيب الدعاء، وكان لله فيه عند كل فطر عتقاء يعتقهم الله من النار، ومنادٍ ينادي كل ليلة: هل من سائل، هل من مستغفر، أللهم أعط كل منفق خلفا وأعط كل ممسك تَلَفاً، حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا الى جوائزكم فهو يوم الجائزة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم.
أضاف السيد: ورأيت حديث خطبة النبي صلى الله عليه وآله رواية أحمد بن محمد بن عياش في كتاب الأغسال، بنسخة تاريخ كتابتها ربيع الآخر سنة سبع وعشرين واربعمأة، يقول بأسناده إلى مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: لما كان أول ليلة من شهر رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد كفاكم الله عدوكم من الجن والإنس، ووعدكم الإجابة وقال ادعوني أستجب لكم، ألا وقد وكل الله سبحانه وتعالى بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة، فليس بمحلول حتى ينقضي شهر رمضان، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه الى آخر ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول. حتى إذا كان أول ليلة من العشر قام فحمد الله وأثنى عليه وقال مثل ذلك ثم قام وشّمَّر وشد المئزر وبرز من بيته واعتكف وأحيا الليل كله، وكان يغتسل كل ليلة منه بين العشائين.
* وتسأل: إذا كانت كل هذه المفردات قائمة في شهر الله تعالى خصوصاً أن الشياطين مغلولة فلماذا نُذنب إذاً؟
وينطلق هذا السؤال من تصور أن السبب الوحيد للذنب دائماً هو الشيطان، فإذا كانت الشياطين مغلولة فلماذا نقع في المعصية في شهر رمضان المبارك؟
وقد سأل أحدهم السيد ابن طاوس عليه الرحمة سؤالاً قريباً من هذا فقال له ما خلاصته: "أنا لا أجد اهتماماً من نفسي بالعبادة والدعاء في شهر رمضان، وتبقى حالتي الروحية التي كنت عليها قبل شهر رمضان هي نفسها في شهر رمضان والحال أن تقييد الشياطين ينبغي أن يتسبب بوضع جديد وحالة نفسية جديدة؟
وقد أجابه السيد عليه الرحمة بإجابات عدة من جملتها قوله: "إن العبد له قبل شهر رمضان ذنوب قد سوّدَت قلبه وعقله وصارت حجاباً بينه وبين الله جل جلاله فلا يُستبعد أن تكون ذنوبه السالفة كافية في استمرار غفلته فلا يؤثّر منع الشياطين عند الإنسان لعظيم مصيبته".
تعليق