قصتي عن سيدة ليست كباقي النساء...
عاشت في زمن اشتبكت فيه الاحاسيس...حيث سقط الكثير في امتحان الحب والتضحية...لكنها-برغم انها من فحولة العرب-الا ان معيشتها في بيت ملؤه المحبة والإيثار جعل منبتها الاصيل يفرع ويكبر...
هي فعلا ليست كباقي النساء حتى في مشاعرها الفطرية الانثوية!
حيث ان فطرة المرأة تضع وليدها في مقدمة الاولويات...حيث تعيش لاجل ان تربيه ليكون لها سندا في كبرها...ولا يمكن بعد كل هذا العناء ان تتركه للموت ليأخذه وهو في عز شبابه!
لكن هي فضلت ان يموت اولادها الاربعة جميعا دفعة واحدة!
الأربعة الاقمار الذين انجبتهم وربتهم على الإيمان والفضيلة،فكانوا فطاحل عصرهم في كل شئ...عندما كبروا شعرت بأن الوقت حان الان للتضحية بهم...
أليست قصة عجيبة؟!
فعلا عجيبة بكل مافيها من تفاصيل!
انها قصة واقعية حدثت في عصر
كان اللؤم والخبث والغدر من أهم سماته،
كان عصرا يحتدم فيه الصراع بين الخير والشر...ثم آن للخير أن ينتصر بأمثال هذه السيدة العظيمة التي خلدها تاريخنا-برغم التشوهات التي اصابته-فأصبحت عندما نذكرهايتراءى لنا طيف لامرأة ذات قلب حنون رؤوم...امرأة جعلت حياتها وقفا لابناء زوجها!
أليس هذا ايضا امر عجيب!
لكن العَجَب يزول عندما نتخيل مدى سلامة فطرتها التي هي من وجهها نحو هذا الفعل...
ثم تزول عنا بقايا العَجَب الذي ترسب في عقولناعندما نرى جزاء العمل الصعب الذي قامت به..فكان الجزاء ايضا كبيرا بمقدار تضحيتها...فأصبحت باباً تقضى به الحاجات!
أجل إنها أم البنين...وماأدراك ماأم البنين!
فسلام عليها في كل حين...
سلام عليها حين طلبت من علي أن يغير اسمها كي لا تحزن زينب...
وسلام عليها حين أنجبت اقمارها الأربعة...وسلام عليها حين ضحت بهم لأجل إمام زمانها...وحين خرجت تسأل عنه ولم تسأل عنهم!
سلام عليك ياباب الحوائج...جعلنا الله من المقضية حوائجهم ببركة يمينك...
منقول