بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن منصب الإمامة من المناصب الإلهية المهمة التي أوكلها الله تعالى لخاصة خلقه، ولأفراد هذا المنصب مهام جسام تتلخص في كونهم الهداة والدعاة الى الله تعالى، قال عز من قائل (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا).
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن منصب الإمامة من المناصب الإلهية المهمة التي أوكلها الله تعالى لخاصة خلقه، ولأفراد هذا المنصب مهام جسام تتلخص في كونهم الهداة والدعاة الى الله تعالى، قال عز من قائل (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا).
ثم إن هذا المنصب كباقي المناصب الأخرى لا يسلم من ادعاء المدعين وانتحال المبطلين، فكيف يمكن التمييز بين الإمام الذي حجة من الله على عباده وبين مدعٍ كذاب؟
الجواب: هناك طريقتان لمعرفة المحق من المبطل
1 ـ النص الظاهر على العين، وبعبارة أسهل: أن صاحب المنصب الآلهي السابق ينص ويشير الى صاحب المنصب اللاحق إشارة لا تقبل اللبس والتوهم، كما أشار النبي الأعظم (صلى الله عليه واله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) في حادثة الغدير المشهورة، فالروايات تذكر أنه رفع يده حتى بانَ بياض إبطيهما أمام حشد من الناس يقدر بــ 120 الفاً، وما ذاك إلا لقطع الطريق على المتربصين الذين لو لم تكن الإشارة بهذه الطريقة ـ كما لو كانت مجملة حمالة أوجه ـ لأدعو هذا المنصب من دون شك، وهكذا حصل لبقية الأئمة (عليهم السلام).
2 ـ المعجزة: قد ذكر للإعجاز في اللغة عدة معان، منها:
الفوت. وجدان العجز. إحدائه كالتعجيز. فيقال: أعجزه الامر الفلاني أي فاته، ويقال: أعجزت زيدا أي وجدته عاجزا، أو جعلته عاجزا.
وفي الاصطلاح أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الالهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه.
فمن خلال المعجزة يمكن أن نتعرف على الإمام الذي حجة من الله، لأن المعجزة هو نوع تحكم بنواميس الطبيعة يعطيه الله تعالى للحجج من خلقه للإستدلال على صدقهم، ومن غير الممكن أن يهب قدرة التحكم بنواميس الكون للمبطلين، لإستلزامه ما يخالف حكمته تبارك وتعالى.
فرق المعجزة عن السحر:
ربما اشتبه على البعض ما يقوم به بعض الدجالين من مدعي المناصب الآلهية، حيث يقومون بما يشبه خرق العادة
الفرق بين المعجزة والسِحر
إن الفَرق بين المعجزة وبين غيرها من الاَعمال الخارقة يتلخّص في الاَمور التالية:
ألف: عَدَمُ التعلّم في المعجزة: فإنّ الآتي بالمعجزة يقوم بالإتيان بالمعجزة من دون سَبْق تعلّمٍ، في حين يتم الاِتيان بالأعمال الخارقة الاَُخرى نتيجة سلسلة من التعليمات والتمرينات.
فالنبيّ موسى (عليه السلام) بعد أن انقضت فترةُ شبابه ذَهَب إلى مصر، وفي أثناء الطريق خوطب أن يا موسى ألقِ عصاك فإذا العَصا تتحول إلى ثعبان عظيم، بحيث استوحَشَ موسى لذلك.
وخُوطب أن أدخِل يَدَك في جَيبك، ولمّا أخرجها فإذا هي تضيئ إضاءةً قويةً، تخلب الاَبصار.
ب: عدم إمكان معارضةِ المعجزة: فإنّ المعجزة لكونها تنبُع من قدرة الله المطلقة لا يمكن معارضتها والاِتيان بمثلها قط، على حين يمكن معارضة السِحر والشعوذة، وما شابههما ممّا يفعلُه المرتاضون بمثلها لكونها تنشأ من قدرة البشر المحدودة المتناهية.
ج: التحدّي: إنّ الآتي بالمعجزة يتحدّى الآخرين بمعجزته أي يدعوهم إلى معارضته ومقابلته بمثله، في حين لا يفعل السَحَرة والمرتاضون ذلك، لإمكان معارضتهم، ومقابلتهم بمثل ما يأتون به.
د: عدم المحدودية: فإنّ معاجزَ الاَنبياء ليْست محدودة بنوعٍ أو نوعين بل هي متنوّعة بحيث لا يمكن الاِشارة إلى جامع مشتَرك بينها.
فمثلاً أينَ إلقاء العصا وانقلابُهُ إلى حَيّةٍ، وإدخال اليد في الجَيب وإِخراجها بيضاءَ تنير؟
وكذا أين هاتَين المعجزتين وأين إنباعُ الماء، واستخراجه من صخرة بضربةٍ من عصا لا غير؟
كما وأين هذه المعاجز الثلاث وأين تجفيف البحر، وفتح ممراتٍ يابسةٍ عظيمةٍ في قاعِهِ بضربةٍ من عصا على الحجر أيضاً ؟
إننّا نقرأ: انّ عيسى (عليه السلام) صنع من الطين كهيئة الطير، ثم نَفَخَ فيها الروح فصارت طيوراً حيَّة بإِذنِ الله.
كما نقرأ انّه (عليه السلام) كان بالمسح بيده على وجوه العميان وأجساد المصابين بالبرص يمنحهم الشفاء، بل ويُحيي الموتى، وينبىَ عَمّا ادَّخره الناسُ في بيوتهم إلى غير ذلك من المعاجز العديدة.
هـ: وأساساً إنّ الذين يأتون بالمعجزة والكرامة يمتازون عن السَحَرة الذين يأتون بالخوارق من الاَعمال من حيث الهَدَف وكذا من حيث النَفْسِيّات.
فالفريقُ الاَوَّل يهدفون إلى غايات سامية، وأغراض قيّمة، بينما يهدف الفريق الثاني إلى أهدافٍ دنيويّة.
ومن الطبيعي أن يختلف الفريقان على أساس ذلك في النفسيات.
كيف نتعرف على الامام المهدي إذا ظهر؟
إن التعرف على الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في هذا الزمان إنما يتم بالطريقة الثانية دون الأولى، لأن التنصيص عليه لم يشهده أهل زمان ظهوره (عليه السلام) وعليه فإنهم يتعرفون عليه بالمعجز.
روى الشيخ الجليل الفضل بن شاذان في غيبته عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن ابي يعفور قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام:
" ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء الّا يُظهر الله تبارك وتعالى مثلها على يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء.
النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب (ع) .
تعليق