المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن
مشاهدة المشاركة
الرد
===
فلسفة هذه العبادة التربوية، في عبارة قليلة الألفاظ، عميقة المحتوى، : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
بعبارة موجزة: الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلى عالم الملائكة وعبارة (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تشير إلى هذه الحقائق.
وهكذا الحديث المعروف: «الصَّوْمُ جَنَّةٌ مِنَ النَّارِ» يشير إلى هذه الحقائق.
وعن علي(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان، قال: «الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ، وَالصَّدَقَةُ تُكْسِرُ ظَهْرَهُ، وَالحُبُّ فِي اللهِ وَالْمُواظبَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصّالِحِ يَقْطَعُ دابِرَهُ، وَالإِسْتغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ»
****
في جانب من خطبته في بيان فضل شهر رمضان المبارك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((أيها الناس: إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم)).. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت، فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال (يا أبا الحسن: أفضل الأعمال في هذا الشهر، الورعُ عن محارم الله عزّ وجل ..)
يعرف اللغويون الورع بتعريفات مختلفة جوهرها واحد ومنها.. يقول ابن منظور في لسان العرب: (الوَرَعُ التَّحَرُّجُ، وتَوَرَّعَ عن كذا أَي تحرَّج) وفي معجم تاج العروس..الوَرَعُ: التَّقْوَى والتَّحَرُّجُ والكَفُّ عن المَحَارِمِ .
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ورع الرجل على قدر دينه) وهو عين ما يتناوله علماء الأخلاق مع بسط أكثر في القول.. ومن أقوالهم ما ورد في كتاب مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للعلامة المجلسي حيث قَسَّم فيه درجات الورع إلى أربع درجات ننقلها بتلخيص وتوضيح وهي ورع العُدول (التائبين): وهو الورع عن الحرام الذي تحرمه فتاوى الفقهاء والذي يخرج به الإنسان من الفسق، وورع الصالحين: وهو الاجتناب عن الشبهات خوفاً منها ومن الوقوع في المحرّمات، وورع المتقين: وهو ترك الحلال خوفاً من أن ينجرّ إلى الحرام، مثل ترك التحدّث بأحوال الناس مخافة أن ينجرّ إلى الغيبة، وورع الصديقين (السالكين): وهو الإعراض عما سوى الله تعالى خوفاً من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعالى وإن علم أنه لا ينجرّ إلى الحرام. فالورع إذن هو التحرز والامتناع عن ما لا ينبغي وكفِّ النفس عن تخطي حدود الشرع والعقل.. وقد استفاضت الروايات في التعريف والتأكيد على الورع خصوصاً فيما يتعلق بالجانب العبادي الذي يعد المنطلق الأساس لتهذيب الإنسان فكراً وسلوكاً، وقد ورد في الأثر فيما ناجى الله تبارك وتعالى به موسى صلوات الله عليه: "يا موسى ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي فاني امنحهم جنان عدني لا أُشرك معهم أحدا.." ومن استقراء الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) نراهم يعبرون عن الورع بأنه (أصل الدين، ملاك الدين، سيد العمل، اشد العبادة، أُسُّ الإيمان، خير قرين، أفضل لباس، أساس التقوى،.....) وفي وصية للإمام الباقر(عليه السلام) على لسان أحد أصحابه وهو خيثمة : (أبلغ موالينا السلام عنا، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأعلِمهُم يا خيثمة أنّا لا نُغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل، ولن ينالوا ولايتنا إلا بورع...)
عود على بدء، من خلال هذا العرض المبسط الموجز لتعريف الورع وبيان مراتبه تتبين أهميته وثمراته في تهذيب سلوك الإنسان والسير به في طريق النجاة، ولهذا كان أفضل الأعمال في هذا الشهر الذي نعيش أجوائه (فزينة العمل هي الورع ولا خير في نسكٍ لا ورع فيه) فما الفائدة التي يجنيها الصائم من العبادة إذا لم يكن وَرِعَاً متقياً مخلصاً ؟! بل هو ليس إلا مصداق لما قاله النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش)، فلنشحذ الهمم ونتوجه إلى الله تعالى ونقبل بكل ذرة من جوارحنا إلى العبادة فهو شهر الصلاة ï´؟قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ` الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَï´¾ وهو شهر الدعاء ï´؟وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَï´¾ وهذا يحتاج منا إلى التزام ومواظبة وصبرï´؟إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍï´¾ ليتحقق الهدف التربوي الأسمى من عبادة الصوم ï´؟لَعلَّكم تتقونï´¾
***
وأما استخدام لعل .. فهذا نص ما ورد عنها في أحد البرامج العائدة لقناة طهران العربية .. (( أما آخر هذه الآية ال?ريمة فهو يحدد ببلاغة قرآنية فريدة الهدف المحوري أو الثمرة الاساس لفريضة الصوم المبار?ة حيث يقول الله عز من قائل: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
ونلاحظ هنا أن القرآن ال?ريم لم يقل (ل?ي تتقوا) بل قال «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» حيث أستخدم أداة التمني الترديدية (لعل) وفي ذل? إشارة الغŒ عدة حقائق منها: التنبيه الغŒ أن الله تبار? وتعالغŒ يحب لعباده أن يثمر صومهم التقوغŒ التي هي من أعظم المراتب وال?مالات الانسانية.
وثانياً تنبيه الصائمين الغŒ حقيقة ان حصولهم على ثمرة التقوغŒ العظيمة مرهون بأدائهم لها علغŒ وفق آدابها التي أرادها الله جل جلاله فقد روي عن رسول الله (صلغŒ الله عليه وآله): يقول الله عزوجل: من لم تصم جوارحه عن محارمي فلاحاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي.
===
فلسفة هذه العبادة التربوية، في عبارة قليلة الألفاظ، عميقة المحتوى، : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
بعبارة موجزة: الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلى عالم الملائكة وعبارة (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تشير إلى هذه الحقائق.
وهكذا الحديث المعروف: «الصَّوْمُ جَنَّةٌ مِنَ النَّارِ» يشير إلى هذه الحقائق.
وعن علي(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان، قال: «الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ، وَالصَّدَقَةُ تُكْسِرُ ظَهْرَهُ، وَالحُبُّ فِي اللهِ وَالْمُواظبَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصّالِحِ يَقْطَعُ دابِرَهُ، وَالإِسْتغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ»
****
في جانب من خطبته في بيان فضل شهر رمضان المبارك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((أيها الناس: إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم)).. قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت، فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال (يا أبا الحسن: أفضل الأعمال في هذا الشهر، الورعُ عن محارم الله عزّ وجل ..)
يعرف اللغويون الورع بتعريفات مختلفة جوهرها واحد ومنها.. يقول ابن منظور في لسان العرب: (الوَرَعُ التَّحَرُّجُ، وتَوَرَّعَ عن كذا أَي تحرَّج) وفي معجم تاج العروس..الوَرَعُ: التَّقْوَى والتَّحَرُّجُ والكَفُّ عن المَحَارِمِ .
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ورع الرجل على قدر دينه) وهو عين ما يتناوله علماء الأخلاق مع بسط أكثر في القول.. ومن أقوالهم ما ورد في كتاب مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للعلامة المجلسي حيث قَسَّم فيه درجات الورع إلى أربع درجات ننقلها بتلخيص وتوضيح وهي ورع العُدول (التائبين): وهو الورع عن الحرام الذي تحرمه فتاوى الفقهاء والذي يخرج به الإنسان من الفسق، وورع الصالحين: وهو الاجتناب عن الشبهات خوفاً منها ومن الوقوع في المحرّمات، وورع المتقين: وهو ترك الحلال خوفاً من أن ينجرّ إلى الحرام، مثل ترك التحدّث بأحوال الناس مخافة أن ينجرّ إلى الغيبة، وورع الصديقين (السالكين): وهو الإعراض عما سوى الله تعالى خوفاً من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعالى وإن علم أنه لا ينجرّ إلى الحرام. فالورع إذن هو التحرز والامتناع عن ما لا ينبغي وكفِّ النفس عن تخطي حدود الشرع والعقل.. وقد استفاضت الروايات في التعريف والتأكيد على الورع خصوصاً فيما يتعلق بالجانب العبادي الذي يعد المنطلق الأساس لتهذيب الإنسان فكراً وسلوكاً، وقد ورد في الأثر فيما ناجى الله تبارك وتعالى به موسى صلوات الله عليه: "يا موسى ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي فاني امنحهم جنان عدني لا أُشرك معهم أحدا.." ومن استقراء الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) نراهم يعبرون عن الورع بأنه (أصل الدين، ملاك الدين، سيد العمل، اشد العبادة، أُسُّ الإيمان، خير قرين، أفضل لباس، أساس التقوى،.....) وفي وصية للإمام الباقر(عليه السلام) على لسان أحد أصحابه وهو خيثمة : (أبلغ موالينا السلام عنا، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأعلِمهُم يا خيثمة أنّا لا نُغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل، ولن ينالوا ولايتنا إلا بورع...)
عود على بدء، من خلال هذا العرض المبسط الموجز لتعريف الورع وبيان مراتبه تتبين أهميته وثمراته في تهذيب سلوك الإنسان والسير به في طريق النجاة، ولهذا كان أفضل الأعمال في هذا الشهر الذي نعيش أجوائه (فزينة العمل هي الورع ولا خير في نسكٍ لا ورع فيه) فما الفائدة التي يجنيها الصائم من العبادة إذا لم يكن وَرِعَاً متقياً مخلصاً ؟! بل هو ليس إلا مصداق لما قاله النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش)، فلنشحذ الهمم ونتوجه إلى الله تعالى ونقبل بكل ذرة من جوارحنا إلى العبادة فهو شهر الصلاة ï´؟قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ` الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَï´¾ وهو شهر الدعاء ï´؟وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَï´¾ وهذا يحتاج منا إلى التزام ومواظبة وصبرï´؟إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍï´¾ ليتحقق الهدف التربوي الأسمى من عبادة الصوم ï´؟لَعلَّكم تتقونï´¾
***
وأما استخدام لعل .. فهذا نص ما ورد عنها في أحد البرامج العائدة لقناة طهران العربية .. (( أما آخر هذه الآية ال?ريمة فهو يحدد ببلاغة قرآنية فريدة الهدف المحوري أو الثمرة الاساس لفريضة الصوم المبار?ة حيث يقول الله عز من قائل: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
ونلاحظ هنا أن القرآن ال?ريم لم يقل (ل?ي تتقوا) بل قال «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» حيث أستخدم أداة التمني الترديدية (لعل) وفي ذل? إشارة الغŒ عدة حقائق منها: التنبيه الغŒ أن الله تبار? وتعالغŒ يحب لعباده أن يثمر صومهم التقوغŒ التي هي من أعظم المراتب وال?مالات الانسانية.
وثانياً تنبيه الصائمين الغŒ حقيقة ان حصولهم على ثمرة التقوغŒ العظيمة مرهون بأدائهم لها علغŒ وفق آدابها التي أرادها الله جل جلاله فقد روي عن رسول الله (صلغŒ الله عليه وآله): يقول الله عزوجل: من لم تصم جوارحه عن محارمي فلاحاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي.
اللهم صل عل محمد وال محمد
بحث وجواب مبارك جدا
احسنتم
الله يبارك بيكم
شكرا لكم
بحث وجواب مبارك جدا
احسنتم
الله يبارك بيكم
شكرا لكم
تعليق