بسم الله الرحمن الرحيم
الصوم زكاة الابدان ومطهر اياها من الخبائث . فقد جاء في الحديث ان لكل شئ زكاةً وزكاة الابدان الصيام . وما أعظم الخطاب الذي خطب به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس قبيل شهر رمضان المبارك ، فانه مستجمع لجميع الخصال التي يكون الانسان انساناً كاملاً ، انه خلاصة جميع الفضائل ودستور جامع لجميع الكمالات . فأين هذا البشر المادي المسكين من التمسك بهذه الفضائل وتتبع هذه المكرمات .
فقد روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الأمام علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه خطب الناس ذات يوم فقال : ( أيها الناس ، إنه قد اقبل اليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة . شهرهو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الأيام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات . وهو شهر قد دعيتم فيه الى ضيافة الله وجُعلتم فيه من اهل كرامة الله ، انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب . فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ، فان الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم . واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه . وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر اليه أبصاركم وعما لا يحل اليه الاستماع أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يُتحَّنن على ايتامكم ، وتوبوا الى الله من ذنوبكم ، وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء في اوقات صلواتكم ، فانها افضل الساعات ، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة الى عباده ويجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه . ويستجيب لهم اذا دعوه ) ..
( ايها الناس إن انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من اوزاركم ، فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا ان الله جل ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين ، وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين ) .
ايها الناس من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذوبه . فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك . فقال صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة . اتقوا النار ولو بشربة من ماء
ايها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام . ومن خفف فيه منكم عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كفَّ فيه شره كف الله غضبه عنه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه . ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه . ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءةً من النار ، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور . ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقَّل الله ميزانه يوم تخف الموازين . ومن تلا فيه آية من القرآن كان له أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور ..
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يُغلقها عنكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يسلطها عليكم
قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقمت وقلت يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال يا أبا الحسن ، أفضل الاعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عزوجل . ثم بكى . فقلت يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال يا علي ، لما يُستحل منك في هذا الشهر . كأني بك ، انت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين : شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربك ضربة على قَرنك تخضب بها لحيتك ، قال أمير المؤمنين عليه السلام ، فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : في سلامة من دينك ثم قال يا علي ، من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ، لأنك مني كنفسي وطينتك من طينتي ....
رزقنا الله وأياكم صيامه وقيامه وتلاوة كتابه والورع عن محارم الله وكل عام وأنتم بألف خير .
منقوول
الصوم زكاة الابدان ومطهر اياها من الخبائث . فقد جاء في الحديث ان لكل شئ زكاةً وزكاة الابدان الصيام . وما أعظم الخطاب الذي خطب به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس قبيل شهر رمضان المبارك ، فانه مستجمع لجميع الخصال التي يكون الانسان انساناً كاملاً ، انه خلاصة جميع الفضائل ودستور جامع لجميع الكمالات . فأين هذا البشر المادي المسكين من التمسك بهذه الفضائل وتتبع هذه المكرمات .
فقد روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الأمام علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه خطب الناس ذات يوم فقال : ( أيها الناس ، إنه قد اقبل اليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة . شهرهو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الأيام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات . وهو شهر قد دعيتم فيه الى ضيافة الله وجُعلتم فيه من اهل كرامة الله ، انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب . فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ، فان الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم . واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه . وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر اليه أبصاركم وعما لا يحل اليه الاستماع أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يُتحَّنن على ايتامكم ، وتوبوا الى الله من ذنوبكم ، وارفعوا اليه ايديكم بالدعاء في اوقات صلواتكم ، فانها افضل الساعات ، ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة الى عباده ويجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه . ويستجيب لهم اذا دعوه ) ..
( ايها الناس إن انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من اوزاركم ، فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا ان الله جل ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين ، وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين ) .
ايها الناس من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذوبه . فقيل يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك . فقال صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة . اتقوا النار ولو بشربة من ماء
ايها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام . ومن خفف فيه منكم عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كفَّ فيه شره كف الله غضبه عنه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه . ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه . ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءةً من النار ، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور . ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقَّل الله ميزانه يوم تخف الموازين . ومن تلا فيه آية من القرآن كان له أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور ..
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يُغلقها عنكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فاسألوا الله ربكم أن لا يسلطها عليكم
قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقمت وقلت يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال يا أبا الحسن ، أفضل الاعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عزوجل . ثم بكى . فقلت يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال يا علي ، لما يُستحل منك في هذا الشهر . كأني بك ، انت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين : شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربك ضربة على قَرنك تخضب بها لحيتك ، قال أمير المؤمنين عليه السلام ، فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : في سلامة من دينك ثم قال يا علي ، من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ، لأنك مني كنفسي وطينتك من طينتي ....
رزقنا الله وأياكم صيامه وقيامه وتلاوة كتابه والورع عن محارم الله وكل عام وأنتم بألف خير .
منقوول
تعليق