مقام ومنزلة السيدة خديجة (ع) عند الله ورسوله (ص) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نعزي العالم الاسلامي وشيعة امير المؤمنين (ع) بذكرى وفاة السيدة الطاهرة العفيفة النقية مولاتنا خديجة الكبرى (ع) .
لم يقتصر الاصطفاء والاختيار الالهي للمؤمنين على الانبياء (ع) فقط ، ولا على أهل البيت (ع) فقط ، ولا على الرجال منهم ، فقط بل شمل الاصطفاء الالهي النساء المؤمنات الصالحات الطاهرات أيضا ، كاصطفاء السيدة مريم (ع) ، واصطفاء السيدة أسية (ع) زوجة فرعون ، واصطفاء السيدة خديجة الكبرى (ع) ، واصطفاء السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، واصطفاء زوجة ابراهيم سارة (ع) .
واصطفاء الله سبحانه وتعالى واختياره لهذه العينات من النساء يدل على منزلة ومقام هذه النسوة عنده .
وهذه النساء العفيفات الفاضلات هن اول من صدقن وآمن برسالات الانبياء (ع) ، وهن اول من نصرن أنبياء الله (ع) و وقفن بوجه اعداء الله .
ولنبين نموذجا واحدا منهن وهي السيدة الطاهرة خديجة الكبرى (ع) لنرى فضلها ومنزلتها عند الله ورسوله (ص) وعند جميع المسلمين .
*** عن أبي الحسن الأول (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ( إنّ الله اختار من النساء أربعاً : مريم وآسية وخديجة وفاطمة ) . (1) .
*** عن عفيف قال : كنت إمرأً تاجراً فقدمت منى أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب إمرأ تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه ، قال : فبينا نحن إذا خرج رجل من خبأ يصلي فقام تجاه الكعبة ، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه ، فقلت : يا عباس ما هذا الدين ، إن هذا الدين ما ندري ما هو ؟
فقال : هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر يستفتح عليه ، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به ، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به . (2) .
وعن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال : سمعت ابن عباس يقول : ( أول من آمن برسول الله (ص) من الرجال علي (ع) ومن النساء خديجة (ع) . (3) .
*** ومنزلة السيدة خديجة (ع) عند رسول الله (ص) تتبين من كثرة مدح وثناء النبي (ص) عليها .
*** لقد بلغ من قداسة السيدة خديجة (ع) عند الله تعالى أنّه عزّ وجلّ كان يخصّها بالسلام ، ففي الحديث أنّ جبرئيل (ع) أتى النبي (ص) فسأل عن خديجة فلم يجدها ، فقال : إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام . (4).
وروي أنه أتى جبرئيل النبي (ص) فقال : هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي ...... ) . (5).
*** بشارة الله وجبرائيل لها (ع) ببيت عظيم في الجنة ، كما في الحديث الشريف : ( ...... وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) . (6). هذا في حال حياتها (ع) .
وعن الإمام الصادق (ع) قال : ( لمّا توفّيت خديجة (ع) جعلت فاطمة (ع) تلوذ برسول الله (ص) وتدور حوله وتقول : يا أبتِ أين اُمّي ؟
قال : فنزل جبرئيل (ع) فقال له : ( ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها : إنّ اُمّكِ في بيت من قصب ، كعابه من ذهب ، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران .
فقالت فاطمة (ع) : إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام ) . (7).
واطلق رسول الله (ص) على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة (ع) وأبو طالب (ع) بعام الحزن . (8) وهذا خير دليل على معزّته (ص) لهما .
فسلام على سيدتنا ومولاتنا خديجة الكبرى (ع) يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية ، ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا شفاعتها في يوم البعث والنشور انه سميع مجيب .
*****************
الهوامش :
(1) الخصال ، ج 1 ، ص 225 ، باب الأربعة ، ح 58.
(2) بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 208 ، الباب 1.
(3) الأمالي ، للطوسي ، ص 259 ، المجلس العاشر ، ح 467 .
(4) روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 269 ، مجلس في مناقب آل محمّد عليهم السلام .
(5) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 508.
(6) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 508 .
(7) الأمالي ، للطوسي ، ص 175 ، المجلس الساد س ، ح 46 .
(8) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 16.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نعزي العالم الاسلامي وشيعة امير المؤمنين (ع) بذكرى وفاة السيدة الطاهرة العفيفة النقية مولاتنا خديجة الكبرى (ع) .
لم يقتصر الاصطفاء والاختيار الالهي للمؤمنين على الانبياء (ع) فقط ، ولا على أهل البيت (ع) فقط ، ولا على الرجال منهم ، فقط بل شمل الاصطفاء الالهي النساء المؤمنات الصالحات الطاهرات أيضا ، كاصطفاء السيدة مريم (ع) ، واصطفاء السيدة أسية (ع) زوجة فرعون ، واصطفاء السيدة خديجة الكبرى (ع) ، واصطفاء السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، واصطفاء زوجة ابراهيم سارة (ع) .
واصطفاء الله سبحانه وتعالى واختياره لهذه العينات من النساء يدل على منزلة ومقام هذه النسوة عنده .
وهذه النساء العفيفات الفاضلات هن اول من صدقن وآمن برسالات الانبياء (ع) ، وهن اول من نصرن أنبياء الله (ع) و وقفن بوجه اعداء الله .
ولنبين نموذجا واحدا منهن وهي السيدة الطاهرة خديجة الكبرى (ع) لنرى فضلها ومنزلتها عند الله ورسوله (ص) وعند جميع المسلمين .
*** عن أبي الحسن الأول (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ( إنّ الله اختار من النساء أربعاً : مريم وآسية وخديجة وفاطمة ) . (1) .
*** عن عفيف قال : كنت إمرأً تاجراً فقدمت منى أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب إمرأ تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه ، قال : فبينا نحن إذا خرج رجل من خبأ يصلي فقام تجاه الكعبة ، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه ، فقلت : يا عباس ما هذا الدين ، إن هذا الدين ما ندري ما هو ؟
فقال : هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر يستفتح عليه ، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به ، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به . (2) .
وعن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال : سمعت ابن عباس يقول : ( أول من آمن برسول الله (ص) من الرجال علي (ع) ومن النساء خديجة (ع) . (3) .
*** ومنزلة السيدة خديجة (ع) عند رسول الله (ص) تتبين من كثرة مدح وثناء النبي (ص) عليها .
*** لقد بلغ من قداسة السيدة خديجة (ع) عند الله تعالى أنّه عزّ وجلّ كان يخصّها بالسلام ، ففي الحديث أنّ جبرئيل (ع) أتى النبي (ص) فسأل عن خديجة فلم يجدها ، فقال : إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام . (4).
وروي أنه أتى جبرئيل النبي (ص) فقال : هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي ...... ) . (5).
*** بشارة الله وجبرائيل لها (ع) ببيت عظيم في الجنة ، كما في الحديث الشريف : ( ...... وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) . (6). هذا في حال حياتها (ع) .
وعن الإمام الصادق (ع) قال : ( لمّا توفّيت خديجة (ع) جعلت فاطمة (ع) تلوذ برسول الله (ص) وتدور حوله وتقول : يا أبتِ أين اُمّي ؟
قال : فنزل جبرئيل (ع) فقال له : ( ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها : إنّ اُمّكِ في بيت من قصب ، كعابه من ذهب ، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران .
فقالت فاطمة (ع) : إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام ) . (7).
واطلق رسول الله (ص) على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة (ع) وأبو طالب (ع) بعام الحزن . (8) وهذا خير دليل على معزّته (ص) لهما .
فسلام على سيدتنا ومولاتنا خديجة الكبرى (ع) يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية ، ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا شفاعتها في يوم البعث والنشور انه سميع مجيب .
*****************
الهوامش :
(1) الخصال ، ج 1 ، ص 225 ، باب الأربعة ، ح 58.
(2) بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 208 ، الباب 1.
(3) الأمالي ، للطوسي ، ص 259 ، المجلس العاشر ، ح 467 .
(4) روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 269 ، مجلس في مناقب آل محمّد عليهم السلام .
(5) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 508.
(6) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 508 .
(7) الأمالي ، للطوسي ، ص 175 ، المجلس الساد س ، ح 46 .
(8) كشف الغمّة ، ج 1 ، ص 16.
تعليق