رسائل غدر ؟؟؟ ورسالة هدى .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
كل مسلم ومؤمن يعلم بان خلف الوعد من المحرمات في الشريعة الاسلامية حتى عد خلف الوعد من علامات النفاق
فروي عن رسول الله (ص) انه قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ) - 1 -
ولقد مدح الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز الحكيم صدق الوعد والالتزام به فقال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) - 2 -
وصدق الوعد من الصفات الحميدة التي كان يتخلق ويتصف بها نبي الرحمة النبي الاكرم محمد (ص) .
فيتضح مما تقدم ان صدق الوعد من الاخلاق الحسنة و الممدوحة التي يتصف بها المؤمن ، وخلف الوعد من الاخلاق السيئة والمذمومة التي يتصف بها المنافق .
ونلاحظ في زمن الامام الحسين (ع) ان اهل الكوفة اتسموا بآية وعلامة اهل النفاق وهي خلف الوعد والكذب عندما ارسلوا الى الامام الحسين (ع) ان اقبل الينا يا ابن رسول الله حتى بلغت الرسائل كما ورد في رواية ابن طاووس أثنا عشر ألف رسالة .
نعم البعض القليل من هذه الرسائل من الشيعة الخلص ، والباقي الكثير منها من أهل الغدر والنفاق والدليل على ذلك :
روى المجلسي صاحب كتاب بحار الانوار عن الشيخ المفيد (رحمه الله) انه قال : ( ثم كتب ..... بعد الرسائل المتقدمة ..... شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن حجاج الزبيدي ومحمد بن عمرو التميمي : أما بعد فقد أخضرت الجنات وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار ، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة ) .
أقول : فهل هذه الاسماء من شيعة الامام علي ام من اتباع ابن زياد وبنو امية لعنهم الله ؟؟؟
وروي عن سعيد بن سلمان قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن حصين : ان أهل الكوفة ، كتبوا الي الحسين : انا معك ، و معنا مائة ألف سيف . - 3 -
أقوال : فأين هذه الاعداد في واقعة كربلاء ؟؟؟ وهذا يدل على ان الكثير من هذه الكتب والرسائل هي من طرف الاعداء .
و روي عن محمد بن عمار الرازي ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا عباد بن العوام ، قال: حدثنا حصين، أن الحسين بن علي عليهما السلام كتب اليه أهل الكوفة : انه معك مائة ألف . - 4 -
وبعد كثرة الرسائل على الامام الحسين (ع) أرسل الامام الحسين (ع) إليهم ابن عمّه وسفيره الاول مسلم بن عقيل (ع) وكتب معه هذه الرسالة ( الكتاب ) : ( منَ الحُسين بن علي إلى الملأ المؤمنين ، أمّا بعد : فقد قدِمَتْ عَلَيّ رُسلكم وفهِمْتُ ما ذكرْتُم من محبّتكم لقدومي ، وأنا باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ) . فنزل مسلم دار المختار وأخذ الشيعة يختلفون إليه حتى بلغ عدد المبايعين له 18000 ألف ، فكتب الى الإمام الحسين عليه السلام ، يخبره بذلك ويطلب منه القدوم .
الا ان الموازين قد قلبت وتغيرت فقتلوا مسلم بن عقيل (ع) وغدروا به .
ورغم ان اهل الكوفة غدروا بمسلم بن عقيل (ع) وقتلوه لا زالت الرسائل - رسائل الغدر - تأتي وتتوالى على الامام الحسين (ع) وبعد كثرة الرسائل لم ييأس الامام الحسين (ع) بهداية هؤلاء الناس فبعث برسالة (كتاب) هداية وتحذير إلى أهل الكوفة في اليوم 3 من شهر محرم الحرام رداً على رسائلهم التي وصلته يذكرهم فيه دعواتهم المكررة مناشداً إياهم بالثبات على بيعتهم وورد في الكتاب :
(وقد أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم ، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فان وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم خطّكم ورشدكم ، ونفسي مع أنفسكم وأهل وولدي مع أهاليكم وأولادكم ، فلكم بي اُسوة … إلى أن قال عليه السلام : ومن نكث فانما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام ) .
ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى سفيره الثاني قيس بن مُسهِر الصيداوي وأمره أن يوصله إلى الكوفة ، ولكن أخذته شرطة عبيد الله بن زياد قبل أن يصل إلى الكوفة فقال له عبيد الله : اصعد فسبّ الحسين بن علي ، فصعد قيس فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيا الناس ، إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، فأمر به عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فاستشهد .
ملاحظة : في مثل هذا اليوم 10 ، رمضان ، وردت كتب اهل الكوفة الى الامام الحسين (ع) على بعض الروايات .
*****************
الهوامش :
1- المصدر : ميزان الحكمة ، محمد الريشهري ، ج ٤ ، ص ٣٣٣٩ ، نقله من الترغيب والترهيب ، ج ٤ ، ص ٩ ، ح ١٣.
2 - مريم ، 54 .
3 - البلاذري ، جمل من أنساب الأشراف ، ج 3 ، ص 224 .
4 - الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 391 ،،،،، و ابن كثير ، في البداية و النهاية ، ج 8 ، ص 170 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
كل مسلم ومؤمن يعلم بان خلف الوعد من المحرمات في الشريعة الاسلامية حتى عد خلف الوعد من علامات النفاق
فروي عن رسول الله (ص) انه قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ) - 1 -
ولقد مدح الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز الحكيم صدق الوعد والالتزام به فقال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) - 2 -
وصدق الوعد من الصفات الحميدة التي كان يتخلق ويتصف بها نبي الرحمة النبي الاكرم محمد (ص) .
فيتضح مما تقدم ان صدق الوعد من الاخلاق الحسنة و الممدوحة التي يتصف بها المؤمن ، وخلف الوعد من الاخلاق السيئة والمذمومة التي يتصف بها المنافق .
ونلاحظ في زمن الامام الحسين (ع) ان اهل الكوفة اتسموا بآية وعلامة اهل النفاق وهي خلف الوعد والكذب عندما ارسلوا الى الامام الحسين (ع) ان اقبل الينا يا ابن رسول الله حتى بلغت الرسائل كما ورد في رواية ابن طاووس أثنا عشر ألف رسالة .
نعم البعض القليل من هذه الرسائل من الشيعة الخلص ، والباقي الكثير منها من أهل الغدر والنفاق والدليل على ذلك :
روى المجلسي صاحب كتاب بحار الانوار عن الشيخ المفيد (رحمه الله) انه قال : ( ثم كتب ..... بعد الرسائل المتقدمة ..... شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن حجاج الزبيدي ومحمد بن عمرو التميمي : أما بعد فقد أخضرت الجنات وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار ، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة ) .
أقول : فهل هذه الاسماء من شيعة الامام علي ام من اتباع ابن زياد وبنو امية لعنهم الله ؟؟؟
وروي عن سعيد بن سلمان قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن حصين : ان أهل الكوفة ، كتبوا الي الحسين : انا معك ، و معنا مائة ألف سيف . - 3 -
أقوال : فأين هذه الاعداد في واقعة كربلاء ؟؟؟ وهذا يدل على ان الكثير من هذه الكتب والرسائل هي من طرف الاعداء .
و روي عن محمد بن عمار الرازي ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا عباد بن العوام ، قال: حدثنا حصين، أن الحسين بن علي عليهما السلام كتب اليه أهل الكوفة : انه معك مائة ألف . - 4 -
وبعد كثرة الرسائل على الامام الحسين (ع) أرسل الامام الحسين (ع) إليهم ابن عمّه وسفيره الاول مسلم بن عقيل (ع) وكتب معه هذه الرسالة ( الكتاب ) : ( منَ الحُسين بن علي إلى الملأ المؤمنين ، أمّا بعد : فقد قدِمَتْ عَلَيّ رُسلكم وفهِمْتُ ما ذكرْتُم من محبّتكم لقدومي ، وأنا باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ) . فنزل مسلم دار المختار وأخذ الشيعة يختلفون إليه حتى بلغ عدد المبايعين له 18000 ألف ، فكتب الى الإمام الحسين عليه السلام ، يخبره بذلك ويطلب منه القدوم .
الا ان الموازين قد قلبت وتغيرت فقتلوا مسلم بن عقيل (ع) وغدروا به .
ورغم ان اهل الكوفة غدروا بمسلم بن عقيل (ع) وقتلوه لا زالت الرسائل - رسائل الغدر - تأتي وتتوالى على الامام الحسين (ع) وبعد كثرة الرسائل لم ييأس الامام الحسين (ع) بهداية هؤلاء الناس فبعث برسالة (كتاب) هداية وتحذير إلى أهل الكوفة في اليوم 3 من شهر محرم الحرام رداً على رسائلهم التي وصلته يذكرهم فيه دعواتهم المكررة مناشداً إياهم بالثبات على بيعتهم وورد في الكتاب :
(وقد أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم ، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فان وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم خطّكم ورشدكم ، ونفسي مع أنفسكم وأهل وولدي مع أهاليكم وأولادكم ، فلكم بي اُسوة … إلى أن قال عليه السلام : ومن نكث فانما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم والسلام ) .
ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى سفيره الثاني قيس بن مُسهِر الصيداوي وأمره أن يوصله إلى الكوفة ، ولكن أخذته شرطة عبيد الله بن زياد قبل أن يصل إلى الكوفة فقال له عبيد الله : اصعد فسبّ الحسين بن علي ، فصعد قيس فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيا الناس ، إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم فأجيبوه ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، فأمر به عبيد الله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فاستشهد .
ملاحظة : في مثل هذا اليوم 10 ، رمضان ، وردت كتب اهل الكوفة الى الامام الحسين (ع) على بعض الروايات .
*****************
الهوامش :
1- المصدر : ميزان الحكمة ، محمد الريشهري ، ج ٤ ، ص ٣٣٣٩ ، نقله من الترغيب والترهيب ، ج ٤ ، ص ٩ ، ح ١٣.
2 - مريم ، 54 .
3 - البلاذري ، جمل من أنساب الأشراف ، ج 3 ، ص 224 .
4 - الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 391 ،،،،، و ابن كثير ، في البداية و النهاية ، ج 8 ، ص 170 .
تعليق