السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك تمت البيعة للامام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد التي اجبره عليها المامون العباسي ظنا منه ان الامام عليه السلام يقبلها منه بسهولة ورضا تام
الا ان الامام عليه السلام رفض هذا الامر الا ان المامون الح عليه وهدده بالقتل.
(الامام عليه السلام يُجبر على قبول الولاية)
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني
فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عزوجل أفتحز وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزوجل.
فقال له المأمون: فاني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك فقال له الرضا عليه السلام:
إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك
فقال له المأمون: يا ابن رسول الله لابد لك من قبول هذاالامر
فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له: فان لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام: والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الارض وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد
فبكى المأمون ثم قال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حي ؟
فقال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت فقال المأمون: يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا.
فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لاعلم ما تريد،
فقال المأمون: وما أريد ؟ قال: الامان على الصدق ؟ قال: لك الامان قال تريد بذلك أن يقول الناس: إن علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة
فغضب المأمون ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه. وقد آمنت سطوتي فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فان فعلت وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا عليه السلام: قد نهاني الله عزوجل أن القي بيدي إلى التهلكة فان كان الامر على هذا فافعل ما بدالك وأنا أقبل ذلك على أنيلا اولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الامر من بعيد مشيرا فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده كراهة منه عليه السلام لذلك.
(الامام عليه السلام يكشف عن سبب قبوله ولاية العهد)
عن علي عن أبيه عن الريان قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله إن الناس يقولون إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ؟
فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ويحهم أما علموا أن يوسف عليه السلام كان نبيا رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم
ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعدالاشراف على الهلاك على أني ما دخلت في هذا الامر إلا دخول خارج منه فالى الله المشتكى وهو المستعان.
(الامام عليه السلام يخبر بعدم بقائه لزمن الخلافة)
روي ان رجلا من خواص الامام عليه السلام كان حاضرا مستبشرا بولاية العهد الذي عقدها المامون للامام عليه السلام الا ان الامام عليه السلام دعاه وقال له(: لا تشغل قلبكبهذا الامر ولا تستبشر له فانه شئ لايتم.)
كيفية البيعة :وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين واجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان يبايع له اول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة؟
فقال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.
المصدر:
1- بحار الأنوار / ج 49 / ص 129و130
2- بحار الأنوار / ج 49 / ص 130
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك تمت البيعة للامام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد التي اجبره عليها المامون العباسي ظنا منه ان الامام عليه السلام يقبلها منه بسهولة ورضا تام
الا ان الامام عليه السلام رفض هذا الامر الا ان المامون الح عليه وهدده بالقتل.
(الامام عليه السلام يُجبر على قبول الولاية)
عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا علي بن موسى عليه السلام يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني
فقال الرضا عليه السلام بالعبودية لله عزوجل أفتحز وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزوجل.
فقال له المأمون: فاني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك فقال له الرضا عليه السلام:
إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك
فقال له المأمون: يا ابن رسول الله لابد لك من قبول هذاالامر
فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له: فان لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام: والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الارض وادفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد
فبكى المأمون ثم قال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حي ؟
فقال الرضا عليه السلام أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت فقال المأمون: يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا.
فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل وما زهدت في الدنيا للدنيا وإني لاعلم ما تريد،
فقال المأمون: وما أريد ؟ قال: الامان على الصدق ؟ قال: لك الامان قال تريد بذلك أن يقول الناس: إن علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة
فغضب المأمون ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه. وقد آمنت سطوتي فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فان فعلت وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا عليه السلام: قد نهاني الله عزوجل أن القي بيدي إلى التهلكة فان كان الامر على هذا فافعل ما بدالك وأنا أقبل ذلك على أنيلا اولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الامر من بعيد مشيرا فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده كراهة منه عليه السلام لذلك.
(الامام عليه السلام يكشف عن سبب قبوله ولاية العهد)
عن علي عن أبيه عن الريان قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله إن الناس يقولون إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ؟
فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ويحهم أما علموا أن يوسف عليه السلام كان نبيا رسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم
ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعدالاشراف على الهلاك على أني ما دخلت في هذا الامر إلا دخول خارج منه فالى الله المشتكى وهو المستعان.
(الامام عليه السلام يخبر بعدم بقائه لزمن الخلافة)
روي ان رجلا من خواص الامام عليه السلام كان حاضرا مستبشرا بولاية العهد الذي عقدها المامون للامام عليه السلام الا ان الامام عليه السلام دعاه وقال له(: لا تشغل قلبكبهذا الامر ولا تستبشر له فانه شئ لايتم.)
كيفية البيعة :وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين واجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان يبايع له اول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة؟
فقال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.
المصدر:
1- بحار الأنوار / ج 49 / ص 129و130
2- بحار الأنوار / ج 49 / ص 130
تعليق