السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
قرابته بالمعصومعم رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو الإمام علي عليه السلام وجدّ الإمامينِ الحسن والحسين عليهما السلام.
اسمه وكنيته ونسبه
أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم.
ولادته
ولد حوالي عام 88 قبل الهجرة، أي قبل ولادة النبي صلى الله عليه وآله بـ 35 عاماً.
أُمّه
فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران.
من زوجاته
ابنة عمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
من أولاده
طالب، وعقيل، وجعفر، والإمام علي عليه السلام ، وأُمّ هاني واسمها فاخته، وجمانة.
إيمانه
لمّا بعث النبي محمّد صلى الله عليه وآله إلى البشرية مبشّراً ومنذراً، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنّه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه ليتمكّن من القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ومَن أسلم معه.
قال الشيخ المفيد(قدس سره):
اتّفقت الإمامية على أن آباء رسول الله صلى الله عليه وآله من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له... .
وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين».
أوائل المقالات: 45).
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره):
اعتقادنا في آباء النبي أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة».
الاعتقادات: 110، باب40).
من الأدلّة على إيمانه
روايات أهل البيت عليهم السلام ، نذكر منها:
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : يا بن أخي، ما ترجو لأبي طالب عمّك؟
قال: أرجو له رحمة من ربّي وكلّ خير».
( الدرجات الرفيعة: 49).
2ـ روي ان علي بن الحسين عليه السلام سئل عن ايمان أبي طالب عليه السلام فقال:
واعجبا ان الله تعالى نهى رسوله ان يقرّ مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت اسد من السابقات الى الاسلام ولم تزل تحت ابي طالب حتى مات.
البحار الجزء 35
3ـ قال الإمام علي عليه السلام: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ».
قيل له: فما كانوا يعبدون؟
قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به».
( كمال الدين وتمام النعمة: 174 ح32).
4ـ قال الإمام علي عليه السلام : «كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش».
( الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 122).
5ـ قال أبو بصير ليث المرادي: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: سيّدي، إنّ الناس يقولون: إنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار يغلي منه دماغه!
فقال عليه السلام : كذبوا والله، إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم.
ثمّ قال: كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحجّ عن أب النبي وأُمّه صلى الله عليه وآله وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته».
( المصدر السابق: 85).
6ـ عن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: «يا يونس، ما تقول الناس في أبي طالب؟
قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه!
فقال: كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا».
( المصدر السابق: 82).
7ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين».
( الكافي 1/448 ح28.).
8_ عن أبان بن محمد قال: كتبت الى الامام علي بن موسى عليه السلام: جعلت فداك اني شككت في ايمان أبي طالب
قال: فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم «ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى» .
اما انك ان لم تقرّ بايمان ابي طالب كان مصيرك الى النار.
البحار الجزء 35
من الأدلّة على إيمانه
ب ـ إجماع علماء مذهب الشيعة على إسلامه بل إيمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه عليه السلام من علماء السنّة جماعة ، لكن عاقّهم على خلاف ذلك.
وقد وافق أكثر الزيدية الشيعة على إسلامه عليه السلام وبعض من شيوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفية، وغيرهم.
ج ـ أشعاره عليه السلام التي تنبئ عن إسلامه، ونذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:
1ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً .. نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
2ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه .. ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ
3ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ .. إنّي على دين النبيّ أحمدِ
4ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه .. إنّي على دين النبيّ أحمد
5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه .. عليك نزل من ذي العزّة الكتب
6ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى .. وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
7ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً .. فأكرم خلق الله في الناس أحمد
8ـ وخير بني هاشم أحمد .. رسول الإله على فترة
9ـ والله لا أخذل النبيّ ولا .. يخذله من بني ذو حسب
10ـ قال مخاطباً ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:
«ليعلم خير الناس أنّ محمّداً .. رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به .. فكلّ بحمد الله يهدى ويعصم
وإنّكم تتلونه في كتابكم .. بصدق حديث لا حديث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا .. فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم».
( روضة الواعظين: 141).
11ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضي الله عنهما):
«فصبراً أبا يعلى على دين أحمد .. وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا
نبيّ أتى بالحقّ من عند ربّه .. بصدقٍ وعزم لا تكن حمزة كافرا
فقد سرّني أذ قلت لبيك مؤمنا .. فكن لرسول الله في الله ناصرا
وناد قريشاً بالذي قد أتيته .. جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا».
( إيمان أبي طالب للمفيد: 34)
كفالته للنبي صلى الله عليه وآله
تُوفّي أخوه عبد الله ـ والد النبي صلى الله عليه وآله ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد صلى الله عليه وآله تكفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وحياطته وكفالته ، وكان عمره صلى الله عليه وآله ثمانية سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
حبّه للنبي صلى الله عليه وآله
كان ابو طالب عليه السلام يحبّ النبي صلى الله عليه وآله حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي».
( شرح نهج البلاغة 14/64)،
وكان عبد الله أخاه لأبويه.
حنوّه على النبي صلى الله عليه وآله
لمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين عليه السلام مكانه.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة: «يا أبتاه إنّي مقتول».
فقال:
«إصبرن يا بني فالصبر أحجى .. كلّ حيّ مصيره لشعوب
قد بذلناك والبلاء شديد .. لفداء الحبيب وابن الحبيب
لفداء الأغرّ ذي الحسب الثاقب .. والباع والكريم النجيب
إن تصبك المنون فالنبل يُرمى .. فمصيب منها وغير مصيب
كلّ حيّ وإن تملي بعيش .. آخذ من خصالها بنصيب
فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام :
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد .. ووالله ما قلت الذي قلت جازعا
ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي .. وتعلم إنّي لم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد .. نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا»
( الفصول المختارة: 59).
تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وآله
قال الإمام الصادق عليه السلام :
«هبط جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة:
في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف
وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب
وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم
وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب
وفي أخ كان لك في الجاهلية».
( الخصال: 293 ح59).
حرّم على النار
قال الإمام الصادق عليه السلام:
«نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال
يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك
فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب،
والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب،
وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب».
( الكافي 1/446 ح21).
الحجة في الفترة قبل النبي محمد صلى الله عليه وآله
جاء في رواياتنا أنّ الحجة قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هو أبو طالب رضوان الله تعالى عليه .
قال العلامة المجلسي في البحار: لقد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنّه قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم في أوّل الأمر ، ولم يعبد صنماً قطّ ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام ... .
ولكنّه كان يعمل بالتقية أي لم يظهر أنّه حجة ، وإلاّ لقتل كأهل الكهف .
البحار، للمجلسي : 35/138.
وفاته عليه السلام
تُوفّي عليه السلام في 7 شهر رمضان 10 للبعثة النبوية الشريفة في شعب أبي طالب بمكّة المكرّمة
وقيل: تُوفّي في 26 رجب 10 للبعثة النبوية الشريفة، ودُفن فيها.
تجهيزه
«لمّا قبض رحمه الله، آتى أمير المؤمنين عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله، فآذنه بموته، فتوجّع لذلك النبي صلى الله عليه وآله وقال:
امضِ يا علي، فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني.
ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله فرق له وقال: وصلتك رحم، وجزيت خيراً فلقد ربّيتَ وكفلتَ صغيراً، وآزرتَ ونصرتَ كبيراً.
ثمّ أقبل على الناس فقال:
أما والله، لأشفعنّ لعمّي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين».
( إيمان أبي طالب للمفيد: 25).
روايات في ابو طالب عليه السلام
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
«بينا النبي صلى الله عليه و آله في المسجد الحرام، وعليه ثياب له جدد، فألقى المشركون عليه سلى « الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك للناس و الخيل والإبل » ناقة، فملؤوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء الله، فذهب إلى أبي طالب،
فقال له: يا عم، كيف ترى حسبي فيكم؟
فقال له: وما ذلك، يا ابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة، و أخذ السيف
وقال لحمزة: خذ السلى، ثم توجه إلى القوم والنبي صلى الله عليه و آله معه، فأتى قريشا وهم حول الكعبة، فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه
ثم قال لحمزة: أمر السلى على سبالهم « الشارب ».
ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم.
ثم التفت أبو طالب عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و آله، فقال: يا ابن أخي، هذا حسبك فينا».
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
«إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الإيمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز و جل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله:
اخرج منها فليس لك بها ناصر، فهاجر إلى المدينة».
عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
«و الله ما عبد أبي، ولا جدي عبد المطلب، ولا هاشم، ولا عبد مناف، صنما قط».
قيل له: فما كانوا يعبدون؟
قال: «كانوا يصلون إلى البيت، على دين إبراهيم عليه السلام، متمسكين به».
عن امية بن علي القيسي، قال: حدثني درست بن أبي منصور: أنه سأل أبا الحسن الأول عليه السلام:
أكان رسول الله صلى الله عليه و آله محجوجا بأبي طالب؟
فقال: «لا، و لكنه كان مستودعا للوصايا ، فدفعها إليه صلى الله عليه و آله».
قال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه كان محجوجا به؟
فقال: «لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية».
قال: فقلت: فما كان حال أبي طالب عليه السلام؟
قال: «أقر بالنبي وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه».
قال أبو عبد الله عليه السلام: «إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي صلى الله عليه و آله،
فقال أبو طالب: اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة».
وقال: «السبت ثلاثون سنة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ثلاثون سنة».
الطبرسي في (مجمع البيان) قال:
ثبت إجماع أهل البيت عليهم السلام على إيمان أبي طالب عليه السلام، وإجماعهم حجة، لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتمسك بهما، بقوله صلى الله عليه و آله: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»
البرهان في تفسير القرآن، ج4. سورة القصص.
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
قرابته بالمعصومعم رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو الإمام علي عليه السلام وجدّ الإمامينِ الحسن والحسين عليهما السلام.
اسمه وكنيته ونسبه
أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم.
ولادته
ولد حوالي عام 88 قبل الهجرة، أي قبل ولادة النبي صلى الله عليه وآله بـ 35 عاماً.
أُمّه
فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران.
من زوجاته
ابنة عمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
من أولاده
طالب، وعقيل، وجعفر، والإمام علي عليه السلام ، وأُمّ هاني واسمها فاخته، وجمانة.
إيمانه
لمّا بعث النبي محمّد صلى الله عليه وآله إلى البشرية مبشّراً ومنذراً، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنّه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه ليتمكّن من القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ومَن أسلم معه.
قال الشيخ المفيد(قدس سره):
اتّفقت الإمامية على أن آباء رسول الله صلى الله عليه وآله من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له... .
وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين».
أوائل المقالات: 45).
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره):
اعتقادنا في آباء النبي أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة».
الاعتقادات: 110، باب40).
من الأدلّة على إيمانه
روايات أهل البيت عليهم السلام ، نذكر منها:
1ـ قال العباس بن عبد المطّلب: «قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : يا بن أخي، ما ترجو لأبي طالب عمّك؟
قال: أرجو له رحمة من ربّي وكلّ خير».
( الدرجات الرفيعة: 49).
2ـ روي ان علي بن الحسين عليه السلام سئل عن ايمان أبي طالب عليه السلام فقال:
واعجبا ان الله تعالى نهى رسوله ان يقرّ مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت اسد من السابقات الى الاسلام ولم تزل تحت ابي طالب حتى مات.
البحار الجزء 35
3ـ قال الإمام علي عليه السلام: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ».
قيل له: فما كانوا يعبدون؟
قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به».
( كمال الدين وتمام النعمة: 174 ح32).
4ـ قال الإمام علي عليه السلام : «كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش».
( الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 122).
5ـ قال أبو بصير ليث المرادي: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: سيّدي، إنّ الناس يقولون: إنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار يغلي منه دماغه!
فقال عليه السلام : كذبوا والله، إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم.
ثمّ قال: كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحجّ عن أب النبي وأُمّه صلى الله عليه وآله وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته».
( المصدر السابق: 85).
6ـ عن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: «يا يونس، ما تقول الناس في أبي طالب؟
قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه!
فقال: كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا».
( المصدر السابق: 82).
7ـ قال الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين».
( الكافي 1/448 ح28.).
8_ عن أبان بن محمد قال: كتبت الى الامام علي بن موسى عليه السلام: جعلت فداك اني شككت في ايمان أبي طالب
قال: فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم «ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى» .
اما انك ان لم تقرّ بايمان ابي طالب كان مصيرك الى النار.
البحار الجزء 35
من الأدلّة على إيمانه
ب ـ إجماع علماء مذهب الشيعة على إسلامه بل إيمانه، وإجماعهم هذا حجّة، وقد وافقهم على إسلامه عليه السلام من علماء السنّة جماعة ، لكن عاقّهم على خلاف ذلك.
وقد وافق أكثر الزيدية الشيعة على إسلامه عليه السلام وبعض من شيوخ المعتزلة، وجماعة من الصوفية، وغيرهم.
ج ـ أشعاره عليه السلام التي تنبئ عن إسلامه، ونذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:
1ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً .. نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
2ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه .. ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ
3ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ .. إنّي على دين النبيّ أحمدِ
4ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه .. إنّي على دين النبيّ أحمد
5ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه .. عليك نزل من ذي العزّة الكتب
6ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى .. وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
7ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً .. فأكرم خلق الله في الناس أحمد
8ـ وخير بني هاشم أحمد .. رسول الإله على فترة
9ـ والله لا أخذل النبيّ ولا .. يخذله من بني ذو حسب
10ـ قال مخاطباً ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:
«ليعلم خير الناس أنّ محمّداً .. رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به .. فكلّ بحمد الله يهدى ويعصم
وإنّكم تتلونه في كتابكم .. بصدق حديث لا حديث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا .. فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم».
( روضة الواعظين: 141).
11ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضي الله عنهما):
«فصبراً أبا يعلى على دين أحمد .. وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا
نبيّ أتى بالحقّ من عند ربّه .. بصدقٍ وعزم لا تكن حمزة كافرا
فقد سرّني أذ قلت لبيك مؤمنا .. فكن لرسول الله في الله ناصرا
وناد قريشاً بالذي قد أتيته .. جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا».
( إيمان أبي طالب للمفيد: 34)
كفالته للنبي صلى الله عليه وآله
تُوفّي أخوه عبد الله ـ والد النبي صلى الله عليه وآله ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد صلى الله عليه وآله تكفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وحياطته وكفالته ، وكان عمره صلى الله عليه وآله ثمانية سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
حبّه للنبي صلى الله عليه وآله
كان ابو طالب عليه السلام يحبّ النبي صلى الله عليه وآله حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي».
( شرح نهج البلاغة 14/64)،
وكان عبد الله أخاه لأبويه.
حنوّه على النبي صلى الله عليه وآله
لمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين عليه السلام مكانه.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة: «يا أبتاه إنّي مقتول».
فقال:
«إصبرن يا بني فالصبر أحجى .. كلّ حيّ مصيره لشعوب
قد بذلناك والبلاء شديد .. لفداء الحبيب وابن الحبيب
لفداء الأغرّ ذي الحسب الثاقب .. والباع والكريم النجيب
إن تصبك المنون فالنبل يُرمى .. فمصيب منها وغير مصيب
كلّ حيّ وإن تملي بعيش .. آخذ من خصالها بنصيب
فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام :
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد .. ووالله ما قلت الذي قلت جازعا
ولكنّني أحببت أن ترى نصرتي .. وتعلم إنّي لم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد .. نبيّ الهدى المحمود طفلاً ويافعا»
( الفصول المختارة: 59).
تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وآله
قال الإمام الصادق عليه السلام :
«هبط جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة:
في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف
وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب
وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم
وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب
وفي أخ كان لك في الجاهلية».
( الخصال: 293 ح59).
حرّم على النار
قال الإمام الصادق عليه السلام:
«نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال
يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك
فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب،
والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب،
وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب».
( الكافي 1/446 ح21).
الحجة في الفترة قبل النبي محمد صلى الله عليه وآله
جاء في رواياتنا أنّ الحجة قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هو أبو طالب رضوان الله تعالى عليه .
قال العلامة المجلسي في البحار: لقد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنّه قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم في أوّل الأمر ، ولم يعبد صنماً قطّ ، بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام ... .
ولكنّه كان يعمل بالتقية أي لم يظهر أنّه حجة ، وإلاّ لقتل كأهل الكهف .
البحار، للمجلسي : 35/138.
وفاته عليه السلام
تُوفّي عليه السلام في 7 شهر رمضان 10 للبعثة النبوية الشريفة في شعب أبي طالب بمكّة المكرّمة
وقيل: تُوفّي في 26 رجب 10 للبعثة النبوية الشريفة، ودُفن فيها.
تجهيزه
«لمّا قبض رحمه الله، آتى أمير المؤمنين عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله، فآذنه بموته، فتوجّع لذلك النبي صلى الله عليه وآله وقال:
امضِ يا علي، فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني.
ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله فرق له وقال: وصلتك رحم، وجزيت خيراً فلقد ربّيتَ وكفلتَ صغيراً، وآزرتَ ونصرتَ كبيراً.
ثمّ أقبل على الناس فقال:
أما والله، لأشفعنّ لعمّي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين».
( إيمان أبي طالب للمفيد: 25).
روايات في ابو طالب عليه السلام
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
«بينا النبي صلى الله عليه و آله في المسجد الحرام، وعليه ثياب له جدد، فألقى المشركون عليه سلى « الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك للناس و الخيل والإبل » ناقة، فملؤوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء الله، فذهب إلى أبي طالب،
فقال له: يا عم، كيف ترى حسبي فيكم؟
فقال له: وما ذلك، يا ابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة، و أخذ السيف
وقال لحمزة: خذ السلى، ثم توجه إلى القوم والنبي صلى الله عليه و آله معه، فأتى قريشا وهم حول الكعبة، فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه
ثم قال لحمزة: أمر السلى على سبالهم « الشارب ».
ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم.
ثم التفت أبو طالب عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و آله، فقال: يا ابن أخي، هذا حسبك فينا».
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
«إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الإيمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز و جل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله:
اخرج منها فليس لك بها ناصر، فهاجر إلى المدينة».
عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
«و الله ما عبد أبي، ولا جدي عبد المطلب، ولا هاشم، ولا عبد مناف، صنما قط».
قيل له: فما كانوا يعبدون؟
قال: «كانوا يصلون إلى البيت، على دين إبراهيم عليه السلام، متمسكين به».
عن امية بن علي القيسي، قال: حدثني درست بن أبي منصور: أنه سأل أبا الحسن الأول عليه السلام:
أكان رسول الله صلى الله عليه و آله محجوجا بأبي طالب؟
فقال: «لا، و لكنه كان مستودعا للوصايا ، فدفعها إليه صلى الله عليه و آله».
قال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه كان محجوجا به؟
فقال: «لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية».
قال: فقلت: فما كان حال أبي طالب عليه السلام؟
قال: «أقر بالنبي وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه».
قال أبو عبد الله عليه السلام: «إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي صلى الله عليه و آله،
فقال أبو طالب: اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة».
وقال: «السبت ثلاثون سنة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ثلاثون سنة».
الطبرسي في (مجمع البيان) قال:
ثبت إجماع أهل البيت عليهم السلام على إيمان أبي طالب عليه السلام، وإجماعهم حجة، لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتمسك بهما، بقوله صلى الله عليه و آله: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»
البرهان في تفسير القرآن، ج4. سورة القصص.
تعليق