بسم الله الرحمن الرحيم
كان عند الامام الصادق (عليه السلام)
جماعة من أصحابه، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هشام!
قال: لبيك يا ابن رسول الله!
قال (عليه السلام): ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟
قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله، إني أجلّك واستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال (عليه السلام): إذا أمرتكم بشيء فافعلوه!
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه، ودخلت البصرة يوم الجمعة وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتي ثمّ قلت:
أيّها العالم! أنا رجل غريب، أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟
قال عمرو بن عبيد: سل!
قلت له: ألك عين؟
قال عمرو: يا بني أي لسؤال هذا؟
فقلت: هذه مسألتي.
فقال عمرو: يا بني! سل، وإن كانت مسألتك حمقاء.
قلت: أجبني فيها.
قال: نعم.
قلت: فما تصنع بها؟
قال: أرى بها الالوان والاشخاص.
قلت: الك أنف؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة.
قلت: الك لسان؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع به؟
قال: أتكلم به.
قلت: ألك اذن؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع بها؟ قال: اسمع بها الاصوات.
قلت: الك يدان؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما، وأعرف بهما اللين من الخشن.
قلت: الك رجلان؟ قال: نعم. قلت فما تصنع بهما؟ قال: انتقل بهما من مكان الى آخر.
قلت: الك فم؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: اعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها.
قلت: الك قلب؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح.
قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا.
قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟
قال: يا بني! إن الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته، ردّته الى القلب، فتيقن لها اليقين وأبطل الشّك.
فقلت: فإنّما أقام الله عزّ وجلّ القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم.
قلت: لابدّ من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.
قلت: يا أبا مروان! إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً، يصحح لها الصحيح وينفي ما شكّت فيه، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك، ترد إليه حيرتك وشكك؟!
فسكت عمرو ولم يقل لي شيئاً. ثم التفت إليّ. فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا.
فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا.
قال عمرو: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة.
قال عمرو: فأنت إذاً هو. ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتّى قمت، فضحك أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)، ثمّ قال: يا هشام! من علّمك هذا؟
قلت: يا ابن رسول الله! جرى على لساني.
قال (عليه السلام): يا هشام! هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
البحار ج 23 ص 8 .
كان عند الامام الصادق (عليه السلام)
جماعة من أصحابه، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هشام!
قال: لبيك يا ابن رسول الله!
قال (عليه السلام): ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟
قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله، إني أجلّك واستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال (عليه السلام): إذا أمرتكم بشيء فافعلوه!
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه، ودخلت البصرة يوم الجمعة وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتي ثمّ قلت:
أيّها العالم! أنا رجل غريب، أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟
قال عمرو بن عبيد: سل!
قلت له: ألك عين؟
قال عمرو: يا بني أي لسؤال هذا؟
فقلت: هذه مسألتي.
فقال عمرو: يا بني! سل، وإن كانت مسألتك حمقاء.
قلت: أجبني فيها.
قال: نعم.
قلت: فما تصنع بها؟
قال: أرى بها الالوان والاشخاص.
قلت: الك أنف؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة.
قلت: الك لسان؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع به؟
قال: أتكلم به.
قلت: ألك اذن؟
قال: نعم.
قلت: فما تصنع بها؟ قال: اسمع بها الاصوات.
قلت: الك يدان؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما، وأعرف بهما اللين من الخشن.
قلت: الك رجلان؟ قال: نعم. قلت فما تصنع بهما؟ قال: انتقل بهما من مكان الى آخر.
قلت: الك فم؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: اعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها.
قلت: الك قلب؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح.
قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا.
قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟
قال: يا بني! إن الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته أو ذاقته، ردّته الى القلب، فتيقن لها اليقين وأبطل الشّك.
فقلت: فإنّما أقام الله عزّ وجلّ القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم.
قلت: لابدّ من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.
قلت: يا أبا مروان! إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً، يصحح لها الصحيح وينفي ما شكّت فيه، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك، ترد إليه حيرتك وشكك؟!
فسكت عمرو ولم يقل لي شيئاً. ثم التفت إليّ. فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا.
فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا.
قال عمرو: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة.
قال عمرو: فأنت إذاً هو. ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتّى قمت، فضحك أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)، ثمّ قال: يا هشام! من علّمك هذا؟
قلت: يا ابن رسول الله! جرى على لساني.
قال (عليه السلام): يا هشام! هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.
البحار ج 23 ص 8 .
تعليق