بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
من المعلوم والمقطوع به ان المصحف الشريف والقران الكريم كلام الله انزله على صدر نبيه المصطفى (ص) لهداية الناس . والقران الكريم لا تناقض ولا اضطراب في آياته وعباراته ولا اختلاف ولا تعارض بين معانيه بل هو محكم ومفصل في آياته الشريفة قال تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } . الاية 82 من سورة النساء .
وقال تعالى : { لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } . الآية 42 من سورة فصلت .
فاذا لم يوجد التعارض والتناقض والاختلاف بين آيات القران الكريم اذا ما هو توجيه التعارض الظاهري بين هاتين الآيتين الكريمتين :
الآية 256 من سورة البقرة . قال تعالى : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ... } . التي تنهى عن نشر الدين الاسلامي بالإكراه والجبر .
والآية 83 من سورة ال عمران . قال تعالى : { وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً } . التي تصرح بان الدين الإسلامي انتشر بالإكراه والجبر ؟
وتوجيه ذلك ان زمان الآيتان مختلف ولذلك لا يكون هناك تعارض بينها أو تناقض فزمان الآية الأولى من سورة البقرة هو الزمن الحالي . وزمان الآية الثانية من سورة ال عمران هو زمن ظهور الامام الحجة بن الحسن المهدي (ع) .
ومما يؤيد ويدل على صحة هذا التوجيه هو ورود النصوص الروائية عن المعصومين الطيبين الطاهرين (ع) بخصوص زمان الظهور الذي ينتشر فيه الاسلام طوعا او كرها .
عن أبي جعفر الباقر (ع) - في حديث طويل - : (( ولا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً رسول الله ، وهو قوله : ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون )) .
وعن رفاعة بن موسى قال : سمعت جعفر الصادق (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالى من سورة آل عمران : (( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً ) قال : ( إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمداً رسول الله )) . ينابيع المودة : الصفحة 421 .
تعليق