السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻🔺️
لما أطل على الوجود شهر رمضان أفضل الشهور واعظمها حرمة وقدرا عند الله حتى نسب إليه فقيل شهر الله كان الامام على علم بانتقاله إلى حضيرة القدس في ظرف هذا الشهر العظيم فكان يتناول طعام الافطار الليلة عند الحسن وأخرى عند الحسين ومرة عند عبد الله بن جعفر وهو لا يزيد فى طعامه على ثلاث لقم ويحدث عن السبب فى قلة اكله قائلا : أحب أن يأتيني أمر الله وأنا خميص البطن ؛ ولما أقبلت الليلة الثامنة عشرة من شهر رمضان اضطرب الامام أشد الاضطراب فجعل يمشي في صحن الدار وهو محزون النفس خائر القوى ينظر إلى الكواكب ويتأمل فيها فيزداد همه وحزنه وهو يقول متنبّئا عن وقوع الحادث الخطير في تلك الليلة : ما كذبت ولا كذبت إنها الليلة التي وعدت فيها .وبقي (عليه السلام) طيلة تلك الليلة قلقا حزينا يناجي ربه ويطلب منه المغفرة والرضوان ويتلو آي الذكر الحكيم وقبل أن تشرق أنوار الفجر وينسلخ ظلام الليل القاتم أقبل فسبغ الوضوء ولما عزم على الخروج من بيته الى مناجاة الله وعبادته في بيته الكريم صاحت في وجهه وز كانت قد أهديت الى الحسن فتنبأ (عليه السلام) من صياحهن وقوع الحادث العظيم والرزء القاصم قائلا : لا حول ولا قوة إلا بالله صوائح تتبعها نوائح ؛ وأقبل الحسن وهو مضطرب من خروج أبيه في هذا الوقت الباكر فقال له : ما أخرجك في هذا الوقت؟قال : رؤيا رأيتها فى هذه الليلة أهالتني.قال : خيرا رأيت وخيرا يكون قصها على.فأجابه : رأيت جبرئيل قد نزل من السماء على جبل أبي قبيس فتناول منه حجرين ومضى بهما الى الكعبة فضرب احدهما بالآخر فصارا كالرميم فما بقى بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله من ذلك الرماد شيء ما تأويل هذه الرؤيا؟ثم قال : إن صدقت رؤياي فان أباك مقتول ولا يبقى بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله الهم والحزن من أجلى ؛ فالتاع الحسن وذهل وانبرى قائلا بصوت خافت حزين النبرات : متى يكون ذلك؟قال : إن الله تعالى يقول {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] ولكن عهد الي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان يقتلني عبد الرحمن بن ملجم.قال : إذا علمت ذلك فاقتله.قال : لا يجوز القصاص قبل الجناية والجناية لم تحصل منه ؛ وأقسم الامام على ولده الحسن أن يرجع الى فراشه فلم يجد الحسن بدا من الامتثال وخرج الامام الى بيت الله في السحر وقد جاء فى الأخبار أن السحر وقت تجلى الله فينفح فيه الرحمات ويهب به البر والخير ويستجيب فيه الدعاء ؛ ولما انتهى الامام الى بيت الله جعل على عادته يوقض الناس لعبادة الله ومناجاته وحينما فرغ من ذلك شرع في صلاته وبينما هو ماثل بين يدي الخالق الحكيم والصلاة بين شفتيه وقلبه مشغول بذكر الله إذ هوى عليه الوغد الأثيم ابن ملجم وهو يهتف بشعار الخوارج الحكم لله لا لك وضرب الامام على رأسه فقد جبهته الشريفة التي طالما عفرها بالخضوع لله بكل ما للخضوع من معنى وانتهت الضربة القاسية إلى دماغه المقدس الذي ما فكر إلا فى نفع الناس وسعادتهم ورفع الشقاء عنهم ولما احس بلذع السيف في رأسه صاح : فزت ورب الكعبةلقد فاز الامام وأي فوز اعظم من فوزه؟ فقد جاءته النهاية المحتومة وهو بين يدي الله وذكره بين شفتيه فى أقدس بيت واعظم شهر.لقد فاز إمام الحق لأنه أرضى ضميره الحي فلم يوارب ولم يخادع منذ بداية حياته حتى النهاية ولقد قتل على غير مال احتجبه ولا على دنيا أصابها ولا سنة في الاسلام غيرها.لقد فاز الامام وأي فوز أعظم من فوزه؟ فقد أفاض عليه الخلود لباس البقاء ليكون مظهرا للعدالة وعنوانا للحق. ومثالا للإنسانية الكاملة التي ارتقت سلم الكمال حتى بلغت نهايته
اللهم صلي على محمد وال محمد
🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻🔺️
لما أطل على الوجود شهر رمضان أفضل الشهور واعظمها حرمة وقدرا عند الله حتى نسب إليه فقيل شهر الله كان الامام على علم بانتقاله إلى حضيرة القدس في ظرف هذا الشهر العظيم فكان يتناول طعام الافطار الليلة عند الحسن وأخرى عند الحسين ومرة عند عبد الله بن جعفر وهو لا يزيد فى طعامه على ثلاث لقم ويحدث عن السبب فى قلة اكله قائلا : أحب أن يأتيني أمر الله وأنا خميص البطن ؛ ولما أقبلت الليلة الثامنة عشرة من شهر رمضان اضطرب الامام أشد الاضطراب فجعل يمشي في صحن الدار وهو محزون النفس خائر القوى ينظر إلى الكواكب ويتأمل فيها فيزداد همه وحزنه وهو يقول متنبّئا عن وقوع الحادث الخطير في تلك الليلة : ما كذبت ولا كذبت إنها الليلة التي وعدت فيها .وبقي (عليه السلام) طيلة تلك الليلة قلقا حزينا يناجي ربه ويطلب منه المغفرة والرضوان ويتلو آي الذكر الحكيم وقبل أن تشرق أنوار الفجر وينسلخ ظلام الليل القاتم أقبل فسبغ الوضوء ولما عزم على الخروج من بيته الى مناجاة الله وعبادته في بيته الكريم صاحت في وجهه وز كانت قد أهديت الى الحسن فتنبأ (عليه السلام) من صياحهن وقوع الحادث العظيم والرزء القاصم قائلا : لا حول ولا قوة إلا بالله صوائح تتبعها نوائح ؛ وأقبل الحسن وهو مضطرب من خروج أبيه في هذا الوقت الباكر فقال له : ما أخرجك في هذا الوقت؟قال : رؤيا رأيتها فى هذه الليلة أهالتني.قال : خيرا رأيت وخيرا يكون قصها على.فأجابه : رأيت جبرئيل قد نزل من السماء على جبل أبي قبيس فتناول منه حجرين ومضى بهما الى الكعبة فضرب احدهما بالآخر فصارا كالرميم فما بقى بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله من ذلك الرماد شيء ما تأويل هذه الرؤيا؟ثم قال : إن صدقت رؤياي فان أباك مقتول ولا يبقى بمكة ولا بالمدينة بيت إلا ودخله الهم والحزن من أجلى ؛ فالتاع الحسن وذهل وانبرى قائلا بصوت خافت حزين النبرات : متى يكون ذلك؟قال : إن الله تعالى يقول {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] ولكن عهد الي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان يقتلني عبد الرحمن بن ملجم.قال : إذا علمت ذلك فاقتله.قال : لا يجوز القصاص قبل الجناية والجناية لم تحصل منه ؛ وأقسم الامام على ولده الحسن أن يرجع الى فراشه فلم يجد الحسن بدا من الامتثال وخرج الامام الى بيت الله في السحر وقد جاء فى الأخبار أن السحر وقت تجلى الله فينفح فيه الرحمات ويهب به البر والخير ويستجيب فيه الدعاء ؛ ولما انتهى الامام الى بيت الله جعل على عادته يوقض الناس لعبادة الله ومناجاته وحينما فرغ من ذلك شرع في صلاته وبينما هو ماثل بين يدي الخالق الحكيم والصلاة بين شفتيه وقلبه مشغول بذكر الله إذ هوى عليه الوغد الأثيم ابن ملجم وهو يهتف بشعار الخوارج الحكم لله لا لك وضرب الامام على رأسه فقد جبهته الشريفة التي طالما عفرها بالخضوع لله بكل ما للخضوع من معنى وانتهت الضربة القاسية إلى دماغه المقدس الذي ما فكر إلا فى نفع الناس وسعادتهم ورفع الشقاء عنهم ولما احس بلذع السيف في رأسه صاح : فزت ورب الكعبةلقد فاز الامام وأي فوز اعظم من فوزه؟ فقد جاءته النهاية المحتومة وهو بين يدي الله وذكره بين شفتيه فى أقدس بيت واعظم شهر.لقد فاز إمام الحق لأنه أرضى ضميره الحي فلم يوارب ولم يخادع منذ بداية حياته حتى النهاية ولقد قتل على غير مال احتجبه ولا على دنيا أصابها ولا سنة في الاسلام غيرها.لقد فاز الامام وأي فوز أعظم من فوزه؟ فقد أفاض عليه الخلود لباس البقاء ليكون مظهرا للعدالة وعنوانا للحق. ومثالا للإنسانية الكاملة التي ارتقت سلم الكمال حتى بلغت نهايته
تعليق