تويت
ماجرى ليلة السابعة من محرم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
ماجرى ليلة السابعة من محرم :
جاء في الرواية أنه لما كانت الليله السابعة من شهر محرم وقد عطش الإمام العسين عليه السلام وأصاحبة عطشا شديدا فأقبل العباس عليه السلام إلى الإمام الحسين عليه السلام
فقال له : يا أبا عبدالله أما تسمع النساء والأطفال يتضارون من الظمأ .
فقال الحسين عليه السلام : يا أبا الفضل ماذا تريد من قولك هذا ؟
فقال العباس عليه السلام : الأمر لك يا أخي إن أذنت لي أقبلت على القوم وحاربتهم وأتيت لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء .
فلما سمع الإمام الحسين عليه السلام كلامه بكى طويلا فقال له :لكنك أنت يا أبا الفضل حامل لوائي وكبش كتيبتي ولا أريد أن تفارقني .
فقال أبا الفضل عليه السلام : إذن يا أخي دعنا نحفر بئرا داخل الخيمة علنا نجد ماء نسقي منه الأطفال العطاشى .
قال صاحب الحديث فقام الإمام الحسين عليه السلام ودعا بعمود من حديد وأتى أخاه أبا الفضل وأبنه علي الأكبر وابن أخيه القاسم فرسم لهم الإمام الحسين عليه السلام حدود البئر قال : فحفروا بئرا بالخيام .
فلو رأيتم أيها الإخوان الإمام الحسين عليه السلام وهو رافع أذياله والعرق يجري من جميع بدنه الشريف والتراب على رأسه ووجهه وهو يصعد من أعلى البئر والعباس عليه السلام يحفر وكانت النساء قائمات والأطفال نادبات والعلويات صارخات وقد تغيرت أحوالهن وانحنت أصلابهن من شدة الوقوف والعطش قال فلما رأت النسوة إلى حفر البئر فرحوا فرحا شديدا وسروا بالماء فقاموا جميعا مع أطفالهن وداروا حول البئر كالحلقة الدائرة التي لاتعرف طرفها يتوقعون خروج الماء فواه لهفتي على قلوبهن المستعرة نيرانا من الظمأ فمنهن من تدلي رأسها على فم البئر ومنهن من تأخذ التراب وتضعه على فؤادها وكلما خرج شي من التراب تأخذه النساء لأجل برودته ويجعلونه على قلوبهن ومنهن من تفرشه تحتها وتلقي بنفسها عليه وقد انحنت أصلابهن من طول الوقوف وهم يتهافتون من الظمأ وصغيرهم يبشر كبيرهم والحسين عليه السلام في كل ساعة يسأل أخا العباس عليه السلام عن خروج الماء وأما سكينة فأنها انكبت عليه وبكت بكاءا .
يعمي دبشرني عن الماي *** ترى من العطش محترقة احشاي
ولالي غيرك ياملفاي
قال فلما سمع العباس عليه السلام كلامها أجابها بقول :
ابشري يسكينه لاوم أسقيك ** أسقيك وأسقي اللي حواليك
مادام أنا حي ماحد ايجيك ** وإذا مت أنا الجهر واليك
فرجعت سكينة إلى الخيام وأما ماكان من أمر العباس عليه السلام فأنه لم يزل يحفر إلى أن أنتصف الليل فأبطء الأمر على سكينة وهي تحمل عبدالله الرضيع وقد دلع لسانه على صدره وغارت عيناه في أم رأسه من شدة العطش وهي تبكي قال الراوي فأقبلت سكينة ابنة الحسين عليه السلام إلى نحو عمها العباس عليه السلام وبكت فقالت سكينة إلى عمها العباس : أسرع لنا بالماء يا عم فلقد أضر بنا العطش .
قال فلم يزل العباس عليه السلام متعبا من الحفر حتى حفر على مد البصر فلم يزل التراب ولم يرى دليلا للماء فاعترضت لهن صخرة صماء أقسى من الحديد لم يأخذها الحفر وقد طار منها الشرار فأيسوا من الماء فنادى العباس بأخاه الحسين عليه السلام يقول :
يحسين ياعزي يا مذخور ** ياكهفنا يا عالي السور
رد اليتاما ابوسط الخدور
قال فلما سمع الحسين كلام العباس عليه السلام بكى وأجابه ينشد ويقول :
نادى ودمع العين يجري ** عباس ياصيوان فخري
يناموسنا يحزام ظهري ** ماشفت ماي بالأرض يجري
بالله دخبرني يذخري
قال فلما سمع العباس عليه السلام كلام أخيه الحسين عليه السلام بكى ونادى يقول :
نادى ومنه الدمع عبرى ** أو متكسرة العبره ابصدره
أنا احكايتي يحسين قشرى ** اعترضت لنا في البير صخرة
قال صاحب الحديث وكانت زينب واقفة على باب الخيمة تسمع كلامهم فنادت : أخي عباس لقد خاب ظني وانقطع رجاي .
فصعد العباس عليه السلام إلى أعلى البئر ودموعه جارية من عينه على صحن خديه قال فلما نظرته زينب عليها السلام بكت ونادت وتقول :
كيف البصر والفكر والراي ** مالك عذر خويه عن الماي
حقي عليك وأتجيب للماي ** واسقي النسا واسقي يتاماي
قال فلما سمع العباس كلامها أجابها يقول :
يمدللة حيدر الموصوف ** لو القوم توقف كلها اصفوف
كوفي أو شامي أو كل معروف ** لطلب العريكة وازحف ازحوف
وافرق عساكرها او أولوف ** تروي اليتامى ابحد لسيوف
إذا سلم الله هذه الكفوف
قال فلما سمعت زينب عليها السلام كلام أخيها العباس عليه السلام تهلل وجهها فرحا وسرورا وضمته إلى صدرها وأجابته تقول :
يسبع الحريبة أتقول وأتطول ** نعمين منته أردود هالقول
عجل يبن فحل الفحول ** اوبين إلى برهان هالقول
قال صاحب الحديث فعند ذلك احتل العباس عليه السلام لامة حربة وأخذ قربة وركب جوادة وأخذ الأذن من عند أخيه الحسين عليه السلام فأذن له فأنطلق العباس عليه السلام عنان فرسه طالبا للميدان فلما نظروا إليه بني أمية تواثبوا من مضاربهم فأطلقوا له الأعنة وقوموا له الأسنة فحمل عليهم ففرقهم يمنة ويسرة قال واقتحم المشرعة ونزل من على ظهره وملأ القربة واحتملها على عاتقة فعند ذلك لما بصرت به القوم المارقين تواثبوا عليه من مضاربهم فاصطفت الصفوف وتزاحمت الألوف واحاطوا به من كل جانب ومكان ففرقهم يمينا وشمالا حتى أصيب القربة بأسهم كثيرة فلم يبقى إلا قليلا من الماء فسبق إلى خيمة أخيه الحسين عليه السلام وكانت زينب عليها السلام على باب المخيم فلما نظرته مقبلا احتضنته ونادت :
والماي يم الخيم جابه
شربي يزينب بالهنا اليوم ** واسجي لسكينه وأم كلثوم
واطلبوا من الله بالنصر دوم ** أو لو تمتلي كل الفضا قوم
واحنا ابسلامة أو شمل معلوم ** ماحد كفو أيوصل بهاليوم
فلما تجمع الأطفال على القربة الكل ينادي العطش العطش هذا يجر القربة وهذا ينادي الماء الماء فعند ذلك تمزقت القربة وانسكب ماءها فضجت الأطفال العطش العطش الماء الماء وهذا يندب عمتي أهلكني العطش عمتي لا أرى طريقي .
أي ولا مصيبتاه وا أهل بيتاه سلام الله على قلبك يازينب الصبور وعلى صبر أخيك الحسين .
تحياتي : عاشقة عبدالله الرضيع
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
ماجرى ليلة السابعة من محرم :
جاء في الرواية أنه لما كانت الليله السابعة من شهر محرم وقد عطش الإمام العسين عليه السلام وأصاحبة عطشا شديدا فأقبل العباس عليه السلام إلى الإمام الحسين عليه السلام
فقال له : يا أبا عبدالله أما تسمع النساء والأطفال يتضارون من الظمأ .
فقال الحسين عليه السلام : يا أبا الفضل ماذا تريد من قولك هذا ؟
فقال العباس عليه السلام : الأمر لك يا أخي إن أذنت لي أقبلت على القوم وحاربتهم وأتيت لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء .
فلما سمع الإمام الحسين عليه السلام كلامه بكى طويلا فقال له :لكنك أنت يا أبا الفضل حامل لوائي وكبش كتيبتي ولا أريد أن تفارقني .
فقال أبا الفضل عليه السلام : إذن يا أخي دعنا نحفر بئرا داخل الخيمة علنا نجد ماء نسقي منه الأطفال العطاشى .
قال صاحب الحديث فقام الإمام الحسين عليه السلام ودعا بعمود من حديد وأتى أخاه أبا الفضل وأبنه علي الأكبر وابن أخيه القاسم فرسم لهم الإمام الحسين عليه السلام حدود البئر قال : فحفروا بئرا بالخيام .
فلو رأيتم أيها الإخوان الإمام الحسين عليه السلام وهو رافع أذياله والعرق يجري من جميع بدنه الشريف والتراب على رأسه ووجهه وهو يصعد من أعلى البئر والعباس عليه السلام يحفر وكانت النساء قائمات والأطفال نادبات والعلويات صارخات وقد تغيرت أحوالهن وانحنت أصلابهن من شدة الوقوف والعطش قال فلما رأت النسوة إلى حفر البئر فرحوا فرحا شديدا وسروا بالماء فقاموا جميعا مع أطفالهن وداروا حول البئر كالحلقة الدائرة التي لاتعرف طرفها يتوقعون خروج الماء فواه لهفتي على قلوبهن المستعرة نيرانا من الظمأ فمنهن من تدلي رأسها على فم البئر ومنهن من تأخذ التراب وتضعه على فؤادها وكلما خرج شي من التراب تأخذه النساء لأجل برودته ويجعلونه على قلوبهن ومنهن من تفرشه تحتها وتلقي بنفسها عليه وقد انحنت أصلابهن من طول الوقوف وهم يتهافتون من الظمأ وصغيرهم يبشر كبيرهم والحسين عليه السلام في كل ساعة يسأل أخا العباس عليه السلام عن خروج الماء وأما سكينة فأنها انكبت عليه وبكت بكاءا .
يعمي دبشرني عن الماي *** ترى من العطش محترقة احشاي
ولالي غيرك ياملفاي
قال فلما سمع العباس عليه السلام كلامها أجابها بقول :
ابشري يسكينه لاوم أسقيك ** أسقيك وأسقي اللي حواليك
مادام أنا حي ماحد ايجيك ** وإذا مت أنا الجهر واليك
فرجعت سكينة إلى الخيام وأما ماكان من أمر العباس عليه السلام فأنه لم يزل يحفر إلى أن أنتصف الليل فأبطء الأمر على سكينة وهي تحمل عبدالله الرضيع وقد دلع لسانه على صدره وغارت عيناه في أم رأسه من شدة العطش وهي تبكي قال الراوي فأقبلت سكينة ابنة الحسين عليه السلام إلى نحو عمها العباس عليه السلام وبكت فقالت سكينة إلى عمها العباس : أسرع لنا بالماء يا عم فلقد أضر بنا العطش .
قال فلم يزل العباس عليه السلام متعبا من الحفر حتى حفر على مد البصر فلم يزل التراب ولم يرى دليلا للماء فاعترضت لهن صخرة صماء أقسى من الحديد لم يأخذها الحفر وقد طار منها الشرار فأيسوا من الماء فنادى العباس بأخاه الحسين عليه السلام يقول :
يحسين ياعزي يا مذخور ** ياكهفنا يا عالي السور
رد اليتاما ابوسط الخدور
قال فلما سمع الحسين كلام العباس عليه السلام بكى وأجابه ينشد ويقول :
نادى ودمع العين يجري ** عباس ياصيوان فخري
يناموسنا يحزام ظهري ** ماشفت ماي بالأرض يجري
بالله دخبرني يذخري
قال فلما سمع العباس عليه السلام كلام أخيه الحسين عليه السلام بكى ونادى يقول :
نادى ومنه الدمع عبرى ** أو متكسرة العبره ابصدره
أنا احكايتي يحسين قشرى ** اعترضت لنا في البير صخرة
قال صاحب الحديث وكانت زينب واقفة على باب الخيمة تسمع كلامهم فنادت : أخي عباس لقد خاب ظني وانقطع رجاي .
فصعد العباس عليه السلام إلى أعلى البئر ودموعه جارية من عينه على صحن خديه قال فلما نظرته زينب عليها السلام بكت ونادت وتقول :
كيف البصر والفكر والراي ** مالك عذر خويه عن الماي
حقي عليك وأتجيب للماي ** واسقي النسا واسقي يتاماي
قال فلما سمع العباس كلامها أجابها يقول :
يمدللة حيدر الموصوف ** لو القوم توقف كلها اصفوف
كوفي أو شامي أو كل معروف ** لطلب العريكة وازحف ازحوف
وافرق عساكرها او أولوف ** تروي اليتامى ابحد لسيوف
إذا سلم الله هذه الكفوف
قال فلما سمعت زينب عليها السلام كلام أخيها العباس عليه السلام تهلل وجهها فرحا وسرورا وضمته إلى صدرها وأجابته تقول :
يسبع الحريبة أتقول وأتطول ** نعمين منته أردود هالقول
عجل يبن فحل الفحول ** اوبين إلى برهان هالقول
قال صاحب الحديث فعند ذلك احتل العباس عليه السلام لامة حربة وأخذ قربة وركب جوادة وأخذ الأذن من عند أخيه الحسين عليه السلام فأذن له فأنطلق العباس عليه السلام عنان فرسه طالبا للميدان فلما نظروا إليه بني أمية تواثبوا من مضاربهم فأطلقوا له الأعنة وقوموا له الأسنة فحمل عليهم ففرقهم يمنة ويسرة قال واقتحم المشرعة ونزل من على ظهره وملأ القربة واحتملها على عاتقة فعند ذلك لما بصرت به القوم المارقين تواثبوا عليه من مضاربهم فاصطفت الصفوف وتزاحمت الألوف واحاطوا به من كل جانب ومكان ففرقهم يمينا وشمالا حتى أصيب القربة بأسهم كثيرة فلم يبقى إلا قليلا من الماء فسبق إلى خيمة أخيه الحسين عليه السلام وكانت زينب عليها السلام على باب المخيم فلما نظرته مقبلا احتضنته ونادت :
والماي يم الخيم جابه
شربي يزينب بالهنا اليوم ** واسجي لسكينه وأم كلثوم
واطلبوا من الله بالنصر دوم ** أو لو تمتلي كل الفضا قوم
واحنا ابسلامة أو شمل معلوم ** ماحد كفو أيوصل بهاليوم
فلما تجمع الأطفال على القربة الكل ينادي العطش العطش هذا يجر القربة وهذا ينادي الماء الماء فعند ذلك تمزقت القربة وانسكب ماءها فضجت الأطفال العطش العطش الماء الماء وهذا يندب عمتي أهلكني العطش عمتي لا أرى طريقي .
أي ولا مصيبتاه وا أهل بيتاه سلام الله على قلبك يازينب الصبور وعلى صبر أخيك الحسين .
تحياتي : عاشقة عبدالله الرضيع
تعليق