بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الرِّضا عليه السَّلام
والتخطيط لدولة المهديّ
المقدّمـة
قبل الورود في الحديث ينبغي ذكر أربعة أمور اعتقادية لها أهميَّة قصوي وهي:
ألف:نعتقد أن هناكقضاءاًإلهياً بالنسبة إلى جميع الأموروهي ثابته لا تختلف ولا تتخلَّف وهي حقيقة واحدة ويطلق عليها الأمر{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌكَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}(القمر/50).
ب:نعتقد أيضاً أنّ هناكقَدَراًيتغير طبقا للسنن الحاكمة علىالكون، والإنسان كفردٍ أو كأمّة له دور مهم فى تغييرها{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُبِقَدَرٍ}(القمر/49).
ج:أن هناك غاية نورانية للخلق وهيعند خروجالإمامالثاني عشر المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريفحين تمكين الدين على الأرض وإظهارهعلى الدين كله ولو كره الكافرون.
د:إنَّ النبي صلى الله عليه وآلهوسلَّم والأئمة عليهم السلام يعلمون كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وعلى أساسهذا العلم المستقبلي ينبغي أن تُفَسَّر جميع مواقفهم تجاه أيِّ قضيةٍ من القضاياوفي أي مجال كان سواء القولي أو العملي وحتى سكوتهم، ذلك حيث أنَّهم لا ينطقون ولايفعلون عن الهوى.
ألف:نعتقد أن هناكقضاءاًإلهياً بالنسبة إلى جميع الأموروهي ثابته لا تختلف ولا تتخلَّف وهي حقيقة واحدة ويطلق عليها الأمر{وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌكَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}(القمر/50).
ب:نعتقد أيضاً أنّ هناكقَدَراًيتغير طبقا للسنن الحاكمة علىالكون، والإنسان كفردٍ أو كأمّة له دور مهم فى تغييرها{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُبِقَدَرٍ}(القمر/49).
ج:أن هناك غاية نورانية للخلق وهيعند خروجالإمامالثاني عشر المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريفحين تمكين الدين على الأرض وإظهارهعلى الدين كله ولو كره الكافرون.
د:إنَّ النبي صلى الله عليه وآلهوسلَّم والأئمة عليهم السلام يعلمون كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وعلى أساسهذا العلم المستقبلي ينبغي أن تُفَسَّر جميع مواقفهم تجاه أيِّ قضيةٍ من القضاياوفي أي مجال كان سواء القولي أو العملي وحتى سكوتهم، ذلك حيث أنَّهم لا ينطقون ولايفعلون عن الهوى.
الهجرةالتأريخيَّة
هناك هجرة عظيمة ومباركةحقَّقها ثامن الحجج إمامنا أبو الحسن الرضا عليه السلام لها حكمةٌ وسرٌّ ما وراءالظاهر والشهود سواء عرفنا نحن القُصَّر تلك الحكمة أم لم نعرفها.
تلك الحركة كان لهاالتأثيرُ العميق في المجتمع الإسلامي آن ذاك واستمر انبثاق نورها وانتشار فروعهاإلى يومنا هذا وسوف تستمرّ إلى أن تصل إلى غايتها القصوى كما لهجرة الحسين عليهالسلام من المدينة إلى مكَّة إلى كربلاء، ففي الحقيقة نفس الخط الحسيني قد تكرروبشكلٍ آخر من أحد أولاده ألا وهو الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام.
تلك الحركة كان لهاالتأثيرُ العميق في المجتمع الإسلامي آن ذاك واستمر انبثاق نورها وانتشار فروعهاإلى يومنا هذا وسوف تستمرّ إلى أن تصل إلى غايتها القصوى كما لهجرة الحسين عليهالسلام من المدينة إلى مكَّة إلى كربلاء، ففي الحقيقة نفس الخط الحسيني قد تكرروبشكلٍ آخر من أحد أولاده ألا وهو الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام.
التمهيدلدولة المهدي
عندما نتعمَّق في فلسفةبعث الرسل وإنزال الكتب وهي التمهيد لتطبيق الشريعة الإسلامية على الأرض كلها حتى"يملأ الله بهالأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا"نعرف أنَّ جميع مواقف أئمتنا عليهم السلام تنصبفي تلك الغاية المتوقعة وذلك الهدف المنتظَر فلا حركة ولا سكون من إمام معصوم إلاوهو ينطلق من تلك الغاية الإلهية وهى{..لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِوَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة/33).
فالحسين لم يُحقِّق الثورةالكربلائيَّة إلا لأجل أن يُحقق ذلك الهدف وليست ثورته عليه السلام إلاّ مفردة منالمفردات التِّي تنصبُّ في ذلك الهدف النهائي(وقد شرحنا هذا الأمر في حديثنا عن العلاقة بينثورة الحسين وثورة المهدى فراجع).
ونفس الكلام ينطبق علىهجرة الإمام الرضا عليه السلام فتلك الهجرة لم تكن تستهدف غير ذلك أعني تمكين الدينعلى الأرض ولم تكن تنطلق إلاّ من نفس المنهج الإلهي المقدس.
فالحسين لم يُحقِّق الثورةالكربلائيَّة إلا لأجل أن يُحقق ذلك الهدف وليست ثورته عليه السلام إلاّ مفردة منالمفردات التِّي تنصبُّ في ذلك الهدف النهائي(وقد شرحنا هذا الأمر في حديثنا عن العلاقة بينثورة الحسين وثورة المهدى فراجع).
ونفس الكلام ينطبق علىهجرة الإمام الرضا عليه السلام فتلك الهجرة لم تكن تستهدف غير ذلك أعني تمكين الدينعلى الأرض ولم تكن تنطلق إلاّ من نفس المنهج الإلهي المقدس.
المدرسةالخراسانية
عندما نلاحظ مدى تأثيرهجرة الإمام الرضا عليه السلام من زاويتيننظرية وعمليةنصل إلى حقيقة هذاالأمر.
فمن زاوية نظرية :
قد أسس عليه السلام مدرسةمتكاملة فيطوسحيثالأرضية الخصبة التي استغلها عليه السلام في تغيير الأمة التي لم تكن تحظى بالولاءلعلي عليه السلام فجعلها من أبرز الأمم من ناحية الولاء والتبعية لخط أمير المؤمنينعليه السلام.
مضافاً إلى مدفن تلكالبضعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبته النورانية التي هي قبلة العشاقوانبثاق ذلك النور من أبعد البلاد على البسيطة كلها.
ومن ناحية ثانية وجودالسيدة فاطمةالمعصومةفي أرضقمالقيام، ودفنها هناك، ومن ثم تأسيسحوزة مباركة متميزةومدرسة إسلامية عظيمة، تلك المدرسة التي أطاحت النظام الملكي الملحد ورمته في سلة المهملات،وأبدلته بنظام إسلامي أصيل يبتنى على الولاية العظمى، ذلك النظام الذي هو بدايةلدولة المهدى المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف..
فلولا تلك الهجرة للإمامعليه السلام لم تكن السيدة معصومة فاطمة تأتى إلى أرض إيران ولم تتحقق كل تلكالمنجزات والنتائج.
فالنتيجة كانت ضمن القضاءالإلهي الذي يكون علمه لدى الأئمة عليهم السلام ولم تكن القضية عشوائية من غيرتخطيط.
ثم لم يقتصر الأمر على ذلكبل توسع ذلك النور حيث خروج عدد كبير من أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلامواستقرارهم في مناطق مختلفة من تلك البلدة المباركة واستشهادهم هناك.
وعلى أثر ذلك نشوء جيلولائي منتمى إليهم في كل شبرٍ من تلك الأرض المقدَّسة، حيث تواجد الأرضيَّة الخصبةفي مثل هذه الأمة التي ارتبطت بذلك الإمام الغريب الشهيد، واستغلال تلك الروح منقبل شخصية قد أخبر عنها في الحديث التالي :
(عن علي بن عيسى، عن أيوببن يحيى الجندل، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال:رجل من أهل قم يدعوا الناس إلى الحق، يجتمع معهقوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف،ولا يملون من الحرب، ولا يجبنون، وعلىالله يتوكلون، والعاقبة للمتقين.)
هذا ما نشاهده الآن منآثار تلك الهجرة العظيمة وأما آثارها المستقبلي الذي سوف يظهر أبان خروج المهدىوقبله فيتطلب حديثا طويلا ليس هنا مجال للتطرق إليه . فإن الرايات السود في خراسانلها دور أساسي في حركة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
السلسلةالذهبية
هذه الحقيقة ظاهرة في موقفالإمام عند سماع قصيدة دعبل الخزاعي العظيمة كما في الحديث التالي:
( عن علي ، عن أبيه ، عنالهروي قال : سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا عليهالسلام قصيدتي التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة *ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج *يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل *ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا عليه السلامبكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذينالبيتين، فهل تدري من هذا الامام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أنيسمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا ، فقال : يا دعبل الامامبعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجةالقائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ،ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللهذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا )
السلسلةالذهبية:
ومن ناحية أخرى ففي بدايةالورود إلى نيسابور وبيانالسلسلة الذهبيةاستطاع عليه السلام أن يثبت أمورا كثيرة في أذهان الأمة سوف نشير إلى بعضهابعد بيان الحديثونص الحديث كالتالي:
((عن على عن أبيه عن يوسفبن عقيل عن اسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابوروأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع اليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسولالله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك. وقد كان قعد في العماريه، فأطلع رأسهوقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علىيقول سمعت أبي على بن الحسين يقول سمعت أبي الحسين بن على يقول سمعت أبي أميرالمؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميقول سمعت جبرئيل عليه السلام يقول سمعت الله جل وعز يقول:"لا إله إلاّ الله حصني فمن دخلحصني أمن من عذابي"،فلما مرت الراحله نادانا "بشروطها وأنا من شروطها")(البحار ج49 ص123 روايه4 باب11)
فلنذكر قسمامنها:
1ربط السلسلة إلى الله سبحانه يدلناعلى أن كلام المعصومين هو كلام الله سبحانه وأنهم عليهم السلام لا ينطقون عن الهوىإن كلامهم وحي يوحى.
2التعريف على أشخاص وأسماء أجدادهعليهم السلام بالتفصيل.
3أن التوحيد الحقيقي إنما هو نابع منخط أهل البيت عليهم السلام .
4أهميةالولايةحيث أنه قد ورد في الحديث أن "لما مرت الراحلة نادانا "، وهذا إن دل على شئفإنما يدل على عظمة الأمر وأهمية الموقف، وهو مُشاهد في كثير من أحاديث أئمتناعليهم السلام. وكان هذا الأمر له دور فى نشر الفكرة، أعنى الولاية، في جميعالأرجاء، لأن المحدثين كان لهم أهم الأدوار الإعلامية، كالإذاعات في زماننا، قدجمعتهم الدولة العباسية العالمية حول الإمام باعتبار أنه عليه السلام ذاهب إلى طوسلأجل أن يستلم منصب الوزارة وولاية العهد، وقد اجتمع مئات الألوف من الناس حولالإمام الرضا عليه السلام و20 ألف من الكتاب كتبوا الحديث وقد اشترك في ذلك الجمعأصحاب العقائد المختلفة كافة من المرجئة والمعتزلة، ففوجئوا بهذا الشرط..
واللطيف أنه عليهم السلاميركز على نفسه لا مفهوم الوالي الذي ربما يطبق على المأمون، بل يقول"أنا منشروطها"،فيؤكدعليه السلام الحديث المعروف بأن"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةجاهلية"
وهذا موقف حاسم ضد شخصالوالي أعني المأمون وذلك قبل وروده إلى طوس..
ونفس القضية صدرت عنالإمام الباقر عليه السلام:
(روي أن رجلاً أتى أباجعفر عيه السلام فسأله عن الحديث الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنهقال:"من قال لاإله إلا الله دخل الجنة"فقال أبو جعفر عليه السلام:الخبر حق.فولى الرجل مدبراً، فلما خرجأمر برده، ثم قال: يا هذاإن للا إله إلا الله شروطاً ألا وإنّي من شروطها)(البحار ج3 ص13 روايه28 باب1)
وهناك حديث آخر يؤكدهذا الشرط بالصراحة وهو ما في الحديث التالي:
(على بن موسى الرضا عنآبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عنميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم عن الله تعالى قال:ولاية عليّ حصني من دخله أمنناري).
فتجسُّم لا إله إلاالله هوولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام..
فمن زاوية نظرية :
قد أسس عليه السلام مدرسةمتكاملة فيطوسحيثالأرضية الخصبة التي استغلها عليه السلام في تغيير الأمة التي لم تكن تحظى بالولاءلعلي عليه السلام فجعلها من أبرز الأمم من ناحية الولاء والتبعية لخط أمير المؤمنينعليه السلام.
مضافاً إلى مدفن تلكالبضعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبته النورانية التي هي قبلة العشاقوانبثاق ذلك النور من أبعد البلاد على البسيطة كلها.
ومن ناحية ثانية وجودالسيدة فاطمةالمعصومةفي أرضقمالقيام، ودفنها هناك، ومن ثم تأسيسحوزة مباركة متميزةومدرسة إسلامية عظيمة، تلك المدرسة التي أطاحت النظام الملكي الملحد ورمته في سلة المهملات،وأبدلته بنظام إسلامي أصيل يبتنى على الولاية العظمى، ذلك النظام الذي هو بدايةلدولة المهدى المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف..
فلولا تلك الهجرة للإمامعليه السلام لم تكن السيدة معصومة فاطمة تأتى إلى أرض إيران ولم تتحقق كل تلكالمنجزات والنتائج.
فالنتيجة كانت ضمن القضاءالإلهي الذي يكون علمه لدى الأئمة عليهم السلام ولم تكن القضية عشوائية من غيرتخطيط.
ثم لم يقتصر الأمر على ذلكبل توسع ذلك النور حيث خروج عدد كبير من أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلامواستقرارهم في مناطق مختلفة من تلك البلدة المباركة واستشهادهم هناك.
وعلى أثر ذلك نشوء جيلولائي منتمى إليهم في كل شبرٍ من تلك الأرض المقدَّسة، حيث تواجد الأرضيَّة الخصبةفي مثل هذه الأمة التي ارتبطت بذلك الإمام الغريب الشهيد، واستغلال تلك الروح منقبل شخصية قد أخبر عنها في الحديث التالي :
(عن علي بن عيسى، عن أيوببن يحيى الجندل، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال:رجل من أهل قم يدعوا الناس إلى الحق، يجتمع معهقوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف،ولا يملون من الحرب، ولا يجبنون، وعلىالله يتوكلون، والعاقبة للمتقين.)
هذا ما نشاهده الآن منآثار تلك الهجرة العظيمة وأما آثارها المستقبلي الذي سوف يظهر أبان خروج المهدىوقبله فيتطلب حديثا طويلا ليس هنا مجال للتطرق إليه . فإن الرايات السود في خراسانلها دور أساسي في حركة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
السلسلةالذهبية
هذه الحقيقة ظاهرة في موقفالإمام عند سماع قصيدة دعبل الخزاعي العظيمة كما في الحديث التالي:
( عن علي ، عن أبيه ، عنالهروي قال : سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا عليهالسلام قصيدتي التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة *ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج *يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل *ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا عليه السلامبكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذينالبيتين، فهل تدري من هذا الامام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أنيسمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا ، فقال : يا دعبل الامامبعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجةالقائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ،ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللهذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا )
السلسلةالذهبية:
ومن ناحية أخرى ففي بدايةالورود إلى نيسابور وبيانالسلسلة الذهبيةاستطاع عليه السلام أن يثبت أمورا كثيرة في أذهان الأمة سوف نشير إلى بعضهابعد بيان الحديثونص الحديث كالتالي:
((عن على عن أبيه عن يوسفبن عقيل عن اسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابوروأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع اليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسولالله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك. وقد كان قعد في العماريه، فأطلع رأسهوقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علىيقول سمعت أبي على بن الحسين يقول سمعت أبي الحسين بن على يقول سمعت أبي أميرالمؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميقول سمعت جبرئيل عليه السلام يقول سمعت الله جل وعز يقول:"لا إله إلاّ الله حصني فمن دخلحصني أمن من عذابي"،فلما مرت الراحله نادانا "بشروطها وأنا من شروطها")(البحار ج49 ص123 روايه4 باب11)
فلنذكر قسمامنها:
1ربط السلسلة إلى الله سبحانه يدلناعلى أن كلام المعصومين هو كلام الله سبحانه وأنهم عليهم السلام لا ينطقون عن الهوىإن كلامهم وحي يوحى.
2التعريف على أشخاص وأسماء أجدادهعليهم السلام بالتفصيل.
3أن التوحيد الحقيقي إنما هو نابع منخط أهل البيت عليهم السلام .
4أهميةالولايةحيث أنه قد ورد في الحديث أن "لما مرت الراحلة نادانا "، وهذا إن دل على شئفإنما يدل على عظمة الأمر وأهمية الموقف، وهو مُشاهد في كثير من أحاديث أئمتناعليهم السلام. وكان هذا الأمر له دور فى نشر الفكرة، أعنى الولاية، في جميعالأرجاء، لأن المحدثين كان لهم أهم الأدوار الإعلامية، كالإذاعات في زماننا، قدجمعتهم الدولة العباسية العالمية حول الإمام باعتبار أنه عليه السلام ذاهب إلى طوسلأجل أن يستلم منصب الوزارة وولاية العهد، وقد اجتمع مئات الألوف من الناس حولالإمام الرضا عليه السلام و20 ألف من الكتاب كتبوا الحديث وقد اشترك في ذلك الجمعأصحاب العقائد المختلفة كافة من المرجئة والمعتزلة، ففوجئوا بهذا الشرط..
واللطيف أنه عليهم السلاميركز على نفسه لا مفهوم الوالي الذي ربما يطبق على المأمون، بل يقول"أنا منشروطها"،فيؤكدعليه السلام الحديث المعروف بأن"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةجاهلية"
وهذا موقف حاسم ضد شخصالوالي أعني المأمون وذلك قبل وروده إلى طوس..
ونفس القضية صدرت عنالإمام الباقر عليه السلام:
(روي أن رجلاً أتى أباجعفر عيه السلام فسأله عن الحديث الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنهقال:"من قال لاإله إلا الله دخل الجنة"فقال أبو جعفر عليه السلام:الخبر حق.فولى الرجل مدبراً، فلما خرجأمر برده، ثم قال: يا هذاإن للا إله إلا الله شروطاً ألا وإنّي من شروطها)(البحار ج3 ص13 روايه28 باب1)
وهناك حديث آخر يؤكدهذا الشرط بالصراحة وهو ما في الحديث التالي:
(على بن موسى الرضا عنآبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عنميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم عن الله تعالى قال:ولاية عليّ حصني من دخله أمنناري).
فتجسُّم لا إله إلاالله هوولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام..
الإمامالرضا عليه السلام والحج
روي عن الصادق عليه السلامأربعة بقاع من الأرض ضجّت إلى الله تعالى في أيام طوفان نوح من استيلاء الماءعليها، فرحمها الله تعالى وأنجاها من الغرق، وهيالبيت المعمورفرفعها الله إلى السماءوالغري وكربلاءوطوس.
(عن محمد بن سليمان قالسألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجفأعانه الله تعالى على حجه وعمره، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي صلى الله عليهوآله وسلم، ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقه يعلم أنه حجة اللهعلى خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله عليه السلام فسلمعليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام، ثم انصرف إلى بلاده، فلماكان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيُّهما أفضل هذا الذي حج حجةالإسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلىخراسانإلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه السلام فيسلمعليه؟ قال: بل يأتي خراسان فيسلم على أبى عليه السلام أفضل وليكن ذلك في رجب ولاينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فإن علينا وعليكم من السلطان شنعه).
(ما رواه الشيخ رحمه اللهفي باب الزيارات من التهذيب أن الرضا عليه السلام قال: إن في أرضخراسانبقعة من الأرض يأتي عليها زمانتكون مهبطاً للملائكة ففي كل وقت ينزل إليها فوج إلى يوم نفخ الصور، فقيل له عليهالسلام: وأي بقعة هذه؟ فقال: هي أرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنةالخ..). (عذرا الموضوع غيركامل)
(عن محمد بن سليمان قالسألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجفأعانه الله تعالى على حجه وعمره، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي صلى الله عليهوآله وسلم، ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقه يعلم أنه حجة اللهعلى خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله عليه السلام فسلمعليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام، ثم انصرف إلى بلاده، فلماكان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيُّهما أفضل هذا الذي حج حجةالإسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلىخراسانإلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه السلام فيسلمعليه؟ قال: بل يأتي خراسان فيسلم على أبى عليه السلام أفضل وليكن ذلك في رجب ولاينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فإن علينا وعليكم من السلطان شنعه).
(ما رواه الشيخ رحمه اللهفي باب الزيارات من التهذيب أن الرضا عليه السلام قال: إن في أرضخراسانبقعة من الأرض يأتي عليها زمانتكون مهبطاً للملائكة ففي كل وقت ينزل إليها فوج إلى يوم نفخ الصور، فقيل له عليهالسلام: وأي بقعة هذه؟ فقال: هي أرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنةالخ..). (عذرا الموضوع غيركامل)
تعليق