بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله اعمالكم ايها الصائمون القائمون ورزقنا الله واياكم القبول من رب العالمين انه احم الراحمين
مسير الانسان في هذه الحياة هو عبارة عن رحله طويله, ويحتاج من يسير برحله طويله الى التزود بالوقود, لكي يستطيع التقدم والمضي ومن اكبر المحطات التي تزود الانسان هي ليلة القدر
فليلة القدر هي محطّة للتـزوّد بالوقود الروحي . والإنسان يحتاج إلى محطّات في حياته ، ويحتاج الى منابع ، وهذه المنابع موجودة ومتوفّرة في ليلة القدر كما أن الإنسان تلزمه إعادة النظر في حياته الروحية في ليلة القدر ، ولعظمة هذه الليلة وأهميّتها لما أكّد عليها الخالق عز وجل كلّ هذا التأكيد الذي يفوق أيّ تأكيد آخر على أية مناسبة أخرى ، لأنها (أي هذه الليلة) مفعمة بالمعاني والدلالات الروحيّة ، ولذلك جاء التأكيد على أداء الممارسات العباديّة فيها ، ومنها الصلاة المندوبة التي على الإنسان المسلم أن يؤدّيها فرادى لكي لا يختلط عمله بالرياء . فصلاة الليل هي الصلاة التي سنّت وشرعت لتكريس العلاقة الروحية ، هذا التكريس الذي لا يمكن أن يحدث إلاّ إذا أدّى الإنسان العبادات بعيداً عن الناس .
ترى من منّا فكّر أن يخلو إلى نفسه في زاوية من الزوايا ليلة أو ليلتين ليعيد النظر في علاقته مع الله عز وجل ، وفي سلوكه وتصرّفاته ؟ ومن منّا فكّر في أنه هل هو من أهل الجنّة أم من أهل النار ، وهل أنّ أعماله قرآنية أم لا ؟
وإذا ما مات الإنسان فإنّ فرصته لا يمكن أن تعود ، فلماذا يستمرّ في خداع ذاته ، ولماذا لا يتنبّه من غفلته ، وقد ورد : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " .
وأنا أتصوّر إنّ الإنسان يشبه إلى حد كبير الرجل الذي ابتلع مجموعة ضخمة من الحبوب المنوّمة ، وهو يعرف أن علاجه أن يستيقظ من النوم ليداوي ويعالج نفسه بقوّة إرادته ، ثم هو يوقظ نفسه ولكن لعدة دقائق تضعف إرادته بعدها ليتغلّب عليه النوم مرّة أخرى ، ثم ينتبه مرّة أخرى من خلال عامل إيقاظ ذاتي أو خارجي ثم إذا به ينام مرّة أخرى وهكذا . وحتى ينتبه الانتباه المطلوب فانه بحاجة إلى المزيد من الوقت .
وقد أثبت علم النفس الحديث أن الإنسان إذا تعوّد (مثلاً) أن يطالع في غرفة معينة ووفق شروط خاصّة خلال ساعة محدّدة ، فعندما يحين الوقت يجد نفسه مشدوداً إلى المطالعة دون إرادته ، وهذه عادة النفس البشرية .
وعلى هذا فلابد ان ننقد انفسنا اكملاً للتزود في ليلة القدر ولو أنّنا خصّصنا في كلّ عام ليلة القدر لإعادة النظر في حياتنا ، وفي علاقتنا بالله جل وعلا ، وفي مجمل سلوكنا ومناهجنا وطرق تفكيرنا ، لتعوّدت أنفسنا على أن تفعل ذلك في كلّ عام بمجرّد أن ندخل في ليلة القدر . أمّا إذا تركنا هذه الأمور للصدف ، واشتركنا (مثلاً) في مجلس روحيّ وكان الخطيب بارعاً واستطاع أن يوقظنا من نومنا ، وأن يجعلنا نفكّر في أن نغيّر حياتنا لفترة موقّتة ، فنقول سنحاول أن نغيّر أنفسنا إن شاء الله . فانّ مثل هذا التفكير غير منطقيّ ، وغير مقبول شرعاً . فالإنسان يجب أن يكون هو واعظ نفسه بالدرجة الأولى ، وأن لا ينتظر من الآخرين أن يفعلوا له ذلك ، لأنّ ذلك مشروط بأن يبادر الإنسان نفسه إلى تغيير ذاته وخصوصاً في ليالي القدر المباركة التي هي بمثابة الوقود الذي نتـزوّد به لتحصين أنفسنا ضد الأهواء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله اعمالكم ايها الصائمون القائمون ورزقنا الله واياكم القبول من رب العالمين انه احم الراحمين
مسير الانسان في هذه الحياة هو عبارة عن رحله طويله, ويحتاج من يسير برحله طويله الى التزود بالوقود, لكي يستطيع التقدم والمضي ومن اكبر المحطات التي تزود الانسان هي ليلة القدر
فليلة القدر هي محطّة للتـزوّد بالوقود الروحي . والإنسان يحتاج إلى محطّات في حياته ، ويحتاج الى منابع ، وهذه المنابع موجودة ومتوفّرة في ليلة القدر كما أن الإنسان تلزمه إعادة النظر في حياته الروحية في ليلة القدر ، ولعظمة هذه الليلة وأهميّتها لما أكّد عليها الخالق عز وجل كلّ هذا التأكيد الذي يفوق أيّ تأكيد آخر على أية مناسبة أخرى ، لأنها (أي هذه الليلة) مفعمة بالمعاني والدلالات الروحيّة ، ولذلك جاء التأكيد على أداء الممارسات العباديّة فيها ، ومنها الصلاة المندوبة التي على الإنسان المسلم أن يؤدّيها فرادى لكي لا يختلط عمله بالرياء . فصلاة الليل هي الصلاة التي سنّت وشرعت لتكريس العلاقة الروحية ، هذا التكريس الذي لا يمكن أن يحدث إلاّ إذا أدّى الإنسان العبادات بعيداً عن الناس .
ترى من منّا فكّر أن يخلو إلى نفسه في زاوية من الزوايا ليلة أو ليلتين ليعيد النظر في علاقته مع الله عز وجل ، وفي سلوكه وتصرّفاته ؟ ومن منّا فكّر في أنه هل هو من أهل الجنّة أم من أهل النار ، وهل أنّ أعماله قرآنية أم لا ؟
وإذا ما مات الإنسان فإنّ فرصته لا يمكن أن تعود ، فلماذا يستمرّ في خداع ذاته ، ولماذا لا يتنبّه من غفلته ، وقد ورد : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " .
وأنا أتصوّر إنّ الإنسان يشبه إلى حد كبير الرجل الذي ابتلع مجموعة ضخمة من الحبوب المنوّمة ، وهو يعرف أن علاجه أن يستيقظ من النوم ليداوي ويعالج نفسه بقوّة إرادته ، ثم هو يوقظ نفسه ولكن لعدة دقائق تضعف إرادته بعدها ليتغلّب عليه النوم مرّة أخرى ، ثم ينتبه مرّة أخرى من خلال عامل إيقاظ ذاتي أو خارجي ثم إذا به ينام مرّة أخرى وهكذا . وحتى ينتبه الانتباه المطلوب فانه بحاجة إلى المزيد من الوقت .
وقد أثبت علم النفس الحديث أن الإنسان إذا تعوّد (مثلاً) أن يطالع في غرفة معينة ووفق شروط خاصّة خلال ساعة محدّدة ، فعندما يحين الوقت يجد نفسه مشدوداً إلى المطالعة دون إرادته ، وهذه عادة النفس البشرية .
وعلى هذا فلابد ان ننقد انفسنا اكملاً للتزود في ليلة القدر ولو أنّنا خصّصنا في كلّ عام ليلة القدر لإعادة النظر في حياتنا ، وفي علاقتنا بالله جل وعلا ، وفي مجمل سلوكنا ومناهجنا وطرق تفكيرنا ، لتعوّدت أنفسنا على أن تفعل ذلك في كلّ عام بمجرّد أن ندخل في ليلة القدر . أمّا إذا تركنا هذه الأمور للصدف ، واشتركنا (مثلاً) في مجلس روحيّ وكان الخطيب بارعاً واستطاع أن يوقظنا من نومنا ، وأن يجعلنا نفكّر في أن نغيّر حياتنا لفترة موقّتة ، فنقول سنحاول أن نغيّر أنفسنا إن شاء الله . فانّ مثل هذا التفكير غير منطقيّ ، وغير مقبول شرعاً . فالإنسان يجب أن يكون هو واعظ نفسه بالدرجة الأولى ، وأن لا ينتظر من الآخرين أن يفعلوا له ذلك ، لأنّ ذلك مشروط بأن يبادر الإنسان نفسه إلى تغيير ذاته وخصوصاً في ليالي القدر المباركة التي هي بمثابة الوقود الذي نتـزوّد به لتحصين أنفسنا ضد الأهواء .
تعليق