أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تمهيد عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: "لقائم آل محمَّد غيبتان: واحدة طويلة، والأخرى قصيرة، قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى"1. تؤكِّد الروايات كما يخبرنا الواقع عن أنَّ للإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف غيبتين، إحداهما أطول من الأخرى، وسنفصِّل في هذا الدرس الكلام عن الغيبة الصغرى، إن شاء الله تعالى.
الإمامة والغيبة الصغرى بدأت فترة الغيبة الصغرى، بوفاة الإمام الحسن العسكريِّ عليه السلام عام 260 هـ حيث كان عمر الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف خمس سنين تقريباً واستمرَّت قرابة 70 سنة حتى عام 329 هـ حيث انتهت بوفاة السفير الرابع، وبداية الغيبة الكبرى. وفي زمن الغيبة الصغرى لم يطَّلع على مكانه أحد من الناس إلا خاصّة مواليه والمقرَّبين منه فقط.
41
السفراء الأربعة
كان المؤمنون يتّصلون بالإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف خلال فترة الغيبة الصغرى عبر أشخاص مُحدَّدين كانوا يأخذون من الناس أسئلتهم مكتوبة ليوصلوها إلى الإمام فيجيب عنها بالكتابة أيضاً وتعاد لصاحبها.
هؤلاء الأشخاص الُمحدَّدين اصْطُلِحَ عليهم باسم السفراء وكانوا أربعة أشخاص تناوبوا على هذه المهامّ الخاصّة التي أوكلها لهم الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف، وهؤلاء السفراء هم على التوالي:
السفير الأوّل: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي2 ولقد كان وكيلاً لأبيه الإمام العسكريّ من قبله حيث قال بشأنه:"هذا أبو عمرو الثِّقة الأمين، ثّقة الماضي وثِّقتي في المحيى والمَمَات فما قاله لكم فعنِّي يقوله وما أدَّى إليكم فعنِّي يُؤدِّيه"3.
السفير الثاني: أبو جعفر محمَّد بن عثمان بن سعيد العمريّ4 وقد أخبر الإمام العسكريّ عليه السلام عن هذا الدور في إحدى الروايات:"اشهدوا أنَّ عثمان بن سعيد العمريّ وكيلي وأنَّ ابنه محمَّداً وكيل ابني مهديّكم"5.
السفير الثالث: أبو القاسم حسين بن روح النوبختي6 حيث جاء عن محمَّد بن عثمان العمريّ بشأنه وذلك قبل موته بمدَّة "إنْ حَدَثَ عليّ حَدَثُ الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أُمرت أن أجعله في موضعي بعدي فأرجعوا إليه، وعَوِّلُوا في أموركم عليه"7.
42
السفير الرابع: أبو الحسن عليّ بن محمَّد السمريّ8. وفي نهاية سفارته خرج التوقيع من الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف يخبر الناس بانتهاء الغيبة الصغرى وبدء الغيبة الكبرى، حيث كتب عجل الله فرجه الشريف:"بسم الله الرحمن الرحيم: يا عليّ بن محمَّد السمريّ:أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميِّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامَّة، فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي لشيعتي من يدَّعِي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذَّاب مفترٍ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليّ العظيم"9.
وفي اليوم السادس مرض السمريُّ رضوان الله تعالى عليه وانتقل إلى رحمة الله تعالى وكان آخر ما تكلَّم به بعد أن سألوه إلى من يوصي فقال:"لله أمر هو بالغه".
أسباب الغيبة الصغرى
لماذا اتَّبع الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف هذا الطريق للاتصال بشيعته، حيث اقتصر باتِّصاله المباشر على أشخاص محدَّدين فيما اتَّصل بالباقين عبر هؤلاء وبشكل غير مباشر... إنَّ لهذه الطريقة التي اتَّبعها الإمام العديد من الأسباب، أهمُّها ما يلي:
أولاً: الحفاظ على شخص الإمام عجل الله فرجه الشريف
ذكرنا فيما سبق أنَّ الحكومة العباسيَّة كانت تترصَّد المولود الجديد لتقتله، ونتيجة تدبير الإمام العسكريّ لم يتم لهم معرفة ذلك، ولكن بعد ولادته عجل الله فرجه الشريف تناهى لمسامعهم بعض الأخبار عن ذلك فتمَّت مداهمة بيت الإمام العسكريِّ عليه السلام مرَّات عديدة للقبض على المولود الجديد وتصفيته، ولكن دون جدوى.
43
وفي هذه الظروف الصعبة والمطاردة العباسيَّة لم يكن للإمام أن يظهر أمام الناس جميعاً، فهو مكلَّف بالحفاظ على نفسه ليتمكَّن حين يحين الموعد من إقامة الدولة الإسلاميَّة العالميَّة، وهذا ما تشير إليه عدَّة روايات، كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم قال:"لابدَّ للغلام من غيبة، فقيل له:وَلِمَ يا رسول الله، قال:يخاف القتل"10.
وخرج في التوقيع من الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف اللمحمَّد بن عثمان العمريِّ في علَّة عدم ذكره عليه السلام باسمه:"فإنَّهم إنْ وقفوا على الاسم أذاعوه، وإنْ وقفوا على المكان دلُّوا عليه"11. فالإمام لم يضمن عدم تسريب مكان تواجده إذا عرفه عامَّة الناس. بل من المتوقَّع أن يصل للعباسيِّين.
ثانياً: تهيئة الأُمَّة للغيبة الكبرى
فقد كان المؤمنون قبل ذلك يرتبطون بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وبالأئمَّة عليهم السلام مباشرة، ويتلقّون منهم الأحكام الشرعيَّة، ويتعلَّمون منهم معالم الدين، ويلجأون إليهم لحلِّ النزاعات بينهم... واستمرَّ هذا الأمر حتَّى عام 260 هـ عند وفاة الإمام الحسن العسكريِّ عليه السلام، وحتَّى لا تحصل المفاجأة بالانقطاع التامِّ والغيبة الكبرى، كان لا بدَّ من تهيئة الناس من خلال فترة برزخيَّة يكون فيها الإمام منقطعاً جزئيَّاً عن الناس، حتَّى إذا اعتاد الناس على هذه الصيغة صار من الممكن تطويرها لصيغة الغيبة الكبرى والانقطاع التامِّ. كما كان عليه السلام متدرِّجاً في الاحتجاب عن الناس خلال تلك الفترة، حيث استطاع العديد من المؤمنين ملاقاته في الفترة الأولى، ثُمَّ صار يقلُّ العدد ويزداد احتجابه عجل الله فرجه الشريف حتَّى وصل إلى زمن السفير الرابع، الذي لا يكاد ينقل أحد مشاهدته غير السفير نفسه.
44
خلاصة الدرس
بدأت فترة الغيبة الصغرى، بوفاة الإمام الحسن العسكريِّ عليه السلام عام 260 هـ حيث كان عمر الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف خمس سنين تقريباً واستمرَّت قرابة 70 سنة حتى عام 329 هـ حيث انتهت بوفاة السفير الرابع. وفي زمن الغيبة الصغرى لم يطَّلع على مكانه أحد من الناس إلا خاصّة مواليه والمقرَّبين منه فقط. وكان له سفراء أربعة هم:أبو عمرو عثمان بن سعيد العمريّ الأسدي 12، ثُمَّ أبو جعفر محمَّد بن عثمان بن سعيد العمري13، ثُمَّ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي14، وأخيراً أبو الحسن عليّ بن محمَّد السمريّ15.
أسباب الغيبة الصغرى:
أولاً: الحفاظ على شخص الإمام عجل الله فرجه الشريف، بعد مطاردة العباسيِّين له ومحاولة تصفيَّته من قبلهم. ثانياً: تهيئة الأُمَّة للغيبة الكبرى، لكي يستعدّوا لها ويتلقّوها بشكل تدرِّيجيّ. كما كان عليه السلام متدرِّجاً في الاحتجاب عن الناس خلال تلك الفترة.
للحفظ
عن الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف:" بسم الله الرحمن الرحيم: يا عليّ بن محمَّد السمريّ: أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميِّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامَّة، فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي لشيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذَّابٌ مفترٍ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليّ العظيم".
أسئلة حول الدرس
1 ما الفرق بين الغيبة الكبرى والغيبة الصغرى؟
2 لماذا لم يُعلم الإمام عموم الناس بمكان تواجده، واعتمد على أشخاص محدَّدين؟
3 عدِّد السفراء الأربعة بالترتيب.
4 ما هو دور هؤلاء السفراء الأربعة وكيف تمَّ تعيينهم؟
5 عدِّد أسباب الغيبة الصغرى؟
للمطالعة
تشرف السيّد المرعشيّ بلقاء الإمام عجل الله فرجه الشريف16
ينقل السيّد عادل العلوي عن أستاذه آية الله السيّد المرعشي النجفي قدس سره قوله: اشتقت كثيراً إلى رؤية جمال مولانا بقيّة الله الأعظم عجل الله فرجه الشريف، وتعاهدت مع نفسي أن أذهب ماشياً كلّ ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة لمدّة أربعين ليلة، لأفوز بذلك الفوز العظيم. وفي ليلة باردة وموحشة، ولعلّها الليلة الخامسة والثلاثين سمعت صوت قدمٍ خلفي، فنظرت وإذا بي أرى سيّداً عربيّاً بزيّ أهل البادية، اقترب منّي وقال بلسان فصيح: يا سيّد السلام عليكم.فشعرت بزوال الوحشة من نفسي، والعجيب كيف التفت إليّ أنّي سيّد في مثل هذه الليلة الموحشة؟ مشينا معاً، وبعد خطواتٍ وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان، وهو مسجد صغير بالقرب من مسجد السهلة، فقال السيّد العربيّ:حبّذا لو دخلنا هذا المسجد وصلينا وأدّينا تحيّة المسجد فيه. فدخلنا وصلّى السيّد العربيّ وأخذ بالدعاء، وكأنّ جدران المسجد تبتهل معه! فأحسستُ بثورةٍ عجيبةٍ في نفسي أعجز عن وصفها! ثمّ التفتَ إليّ وقال: قم لنذهب إلى مسجد السهلة، فدخلنا المسجد وكان السيّد العربيّ يأتي بالأعمال الواردة في المقامات وأنا أتابعه، وصلّى المغرب والعشاء واقتديت به من دون اختيار، ولم ألتفت بعدُ من هو هذا السيّد. ولمّا أنهينا، قلت له: هل تشتهي الشاي أو القهوة أو السيجار حتى أعدّه لكم؟ فأجاب بكلمةٍ جامعةٍ وما زالت الرعشة تعتريني عندما أتذكرها:"هذه الأمور من فضول المعاش، ونحن نتجنّب فضول المعاش". ثمّ تحدّثنا حول مطالب متعدّدة أذكر منها: 1-الاستخارة حيث سألني السيّد العربيّ: يا سيّد كيف عملك للاستخارة بالسبحة، فقلت: ثلاث مرّات صلوات وثلاث مرّات (أستخير الله برحمته خيرةً في عافية) ثمّ آخذُ قبضةً من السبحة، وأعدّها، فإن بقي زوجٌ فليست جيّدة، وإن بقي فردٌ فجيّدة. فقال السيّد: لهذه الاستخارة تتمّة لم تصل إليكم، وهي عندما يبقى فردٌ، يؤخذ من السبحة مرّةً أخرى على ترك العمل، فإن بقي زوجٌ، فالاستخارة جيّدة، وإن بقي فردٌ فهي وسط. قلت في نفسي عليّ أن أطالبه بالدليل، فأجاب: "وصلنا من مكانٍ رفيع". فوجدت بمجرّد هذا القول الانقياد والتسليم، ومع هذا لم ألتفتُ من هو هذا السيّد؟ 2-تأكيده على تلاوة سورة يس بعد صلاة الصبح، وسورة عمّ بعد الظهر، وسورة نوح بعد العصر، وسورة الواقعة بعد المغرب، وسورة الملك بعد العشاء. 3-تأكيده على قراءة دعاء "اللهمّ سرّحني من الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان برحمتك يا أرحم الراحمين". 4-تأكيده على زيارة سيّد الشهداء عليه السلام. وبعد هذا أردتُ الخروج لحاجةٍ، وعندما وصلت إلى الحوض وهو في وسط المسجد تبادر لذهني: أيّ ليلة هي هذه؟ ومن هذا السيّد العربيّ صاحب الفضائل؟ ربما هو مقصودي، فرجعت مضطرباً، فلم أجد أثراً لذلك السيّد، فبكيتُ ناحباً كالمجنون، وكلّما ذكرتُ تلك الليلة ذُهلتُ عن نفسي.
إقرأ
كتاب: معجم أحاديث الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
تأليف: الهيئة العلميَّة في مؤسسة المعارف الإسلاميَّة، تحت اشراف الشيخ عليّ الكورانيّ
المضمون: يتألَّف الكتاب من خمسة أجزاء، ويذكر في مقدمته "كانت الحاجة إلى عمل أساسيّ يُسهِّل على الباحث والقارئ أن يرجع إلى النصِّ في أيِّ موضوع شاء فيرى هويَّته الكاملة ويفهم منه أكثر ممَّا يقدِّمه له الكاتب.وذلك هو هدفنا من معجم أحاديث الإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف وموضوعاتها". والمقصود خصوص النصوص المتعلِّقة بالإمام المهديِّ عجل الله فرجه الشريف.
تعليق