طول عمر المهدي ليس خلودا
نص الشبهة:
إذا كان الله تعالى قد مد في عمر المهدي المزعوم مئات السنين لحاجة الخلق له ، فكيف يقول الله سبحانه
﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
﴾ . ولمن يحتاج الخلق والكون ؟! وصدق رب العالمين: ﴿
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن الأحاديث التي تقول : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ، أو خليفة ، أو إماماً ، كلهم من قريش . . ونحو ذلك من التعابير تدل على أن الأئمة الذين تقوم بهم الحجة الإلهية على الخلق بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله » هم هؤلاء فقط . .
أما الحكام المنحرفون، والعلماء الذين يخطئون ويصيبون، فلا يمكن أن يكونوا هم الحجة التامة والبالغة على الخلق (لله الحجة البالغة) لأن هؤلاء في موارد الخطأ والمخالفة يحتاجون إلى الحجة البالغة أيضاً عليهم . .
وحيث إن الأرض لا تخلوا من حجة : إما ظاهر مشهور ، أو غائب مستور 1 ، فلا يمكن أن نجد مصداقاً لهذه الحقيقة الثابتة إلا الأئمة الأثنا عشر، ومنهم الإمام المهدي «عليه السلام»، إذ لولا ذلك لم يبق أيي معنى لحديث : الخلفاء بعدي اثنا عشر خليفة ، أو نحو ذلك ، ولم يبق أيضاً معنى لما دل على أن الأرض لا تخلو من حجة . .
والتعبير بالغائب المستور يدل على مبدأ التقية، الذي يشنعون به على الشيعة، ويدل على أنه يجري حتى في حق الأنبياء والأوصياء والأولياء، كما كان الحال بالنسبة لداود الذي غاب عن قومه مدة طويلة. وكما هو الحال بالنسبة لمؤمن آل فرعون، والإمام المهدي.
وقد اختفى النبي والمسلمون في دار الأرقم ، واختفى النبي «صلى الله عليه وآله» في الغار.
وطول فترة الغيبة والإختفاء ، وقصرها لا يؤثر في المضمون المستفاد منها . .
فلا معنى لتعبير السائل بـ «المهدي المزعوم» فإن هذا ليس زعماً ، بل هو حقيقة ثابتة بروايات أهل السنة كما بيناه . .
ثانياً : إذا كانت الأرض لا تخلو من حجة . . فإن طول العمر لا يكون مانعاً ، فقد طال عمر نوح «عليه السلام» ، وطال عمر الخضر إلى آلاف السنين ، وهناك معمرون ألفت الكتب في بيان أعمارهم ، فراجع كتاب المعمرون والوصايا . .
والله قادر على أن يطيل عمر من شاء من خلقه ، وحاشاه تعالى أن يعرض لقدرته هذه أي نقص أو اختلال . .
ثالثاً : إن طول العمر إلى آلاف السنين لا يعني الخلود ، لكي يتنافى مع الآية المباركة: ﴿
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ... ﴾ 2 .
لأن هذا العمر الطويل سينقطع بالموت ، ولا يصل إلى الخلود ، وطويل العمر لا يكون ولداً لله سبحانه ، ليصح قول السائل : ﴿
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ 3 . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 4.
نص الشبهة:
إذا كان الله تعالى قد مد في عمر المهدي المزعوم مئات السنين لحاجة الخلق له ، فكيف يقول الله سبحانه
﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
﴾ . ولمن يحتاج الخلق والكون ؟! وصدق رب العالمين: ﴿
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن الأحاديث التي تقول : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ، أو خليفة ، أو إماماً ، كلهم من قريش . . ونحو ذلك من التعابير تدل على أن الأئمة الذين تقوم بهم الحجة الإلهية على الخلق بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله » هم هؤلاء فقط . .
أما الحكام المنحرفون، والعلماء الذين يخطئون ويصيبون، فلا يمكن أن يكونوا هم الحجة التامة والبالغة على الخلق (لله الحجة البالغة) لأن هؤلاء في موارد الخطأ والمخالفة يحتاجون إلى الحجة البالغة أيضاً عليهم . .
وحيث إن الأرض لا تخلوا من حجة : إما ظاهر مشهور ، أو غائب مستور 1 ، فلا يمكن أن نجد مصداقاً لهذه الحقيقة الثابتة إلا الأئمة الأثنا عشر، ومنهم الإمام المهدي «عليه السلام»، إذ لولا ذلك لم يبق أيي معنى لحديث : الخلفاء بعدي اثنا عشر خليفة ، أو نحو ذلك ، ولم يبق أيضاً معنى لما دل على أن الأرض لا تخلو من حجة . .
والتعبير بالغائب المستور يدل على مبدأ التقية، الذي يشنعون به على الشيعة، ويدل على أنه يجري حتى في حق الأنبياء والأوصياء والأولياء، كما كان الحال بالنسبة لداود الذي غاب عن قومه مدة طويلة. وكما هو الحال بالنسبة لمؤمن آل فرعون، والإمام المهدي.
وقد اختفى النبي والمسلمون في دار الأرقم ، واختفى النبي «صلى الله عليه وآله» في الغار.
وطول فترة الغيبة والإختفاء ، وقصرها لا يؤثر في المضمون المستفاد منها . .
فلا معنى لتعبير السائل بـ «المهدي المزعوم» فإن هذا ليس زعماً ، بل هو حقيقة ثابتة بروايات أهل السنة كما بيناه . .
ثانياً : إذا كانت الأرض لا تخلو من حجة . . فإن طول العمر لا يكون مانعاً ، فقد طال عمر نوح «عليه السلام» ، وطال عمر الخضر إلى آلاف السنين ، وهناك معمرون ألفت الكتب في بيان أعمارهم ، فراجع كتاب المعمرون والوصايا . .
والله قادر على أن يطيل عمر من شاء من خلقه ، وحاشاه تعالى أن يعرض لقدرته هذه أي نقص أو اختلال . .
ثالثاً : إن طول العمر إلى آلاف السنين لا يعني الخلود ، لكي يتنافى مع الآية المباركة: ﴿
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ... ﴾ 2 .
لأن هذا العمر الطويل سينقطع بالموت ، ولا يصل إلى الخلود ، وطويل العمر لا يكون ولداً لله سبحانه ، ليصح قول السائل : ﴿
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ 3 . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 4.
- 1. راجع : ينابيع المودة ج1 ص75 وج3 ص360 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص305 عن فرائد السمطين ، والأمالي للصدوق ص253 وكمال الدين ص207 والاحتجاج للطبرسي ج2 ص48 وبحار الأنوار ج23 ص6 و 48 و 49 وج52 ص92 وخلاصة عبقات الأنوار ج4 ص326 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص205 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص8 ونهج السعادة ج8 ص393 وراجع: الأمالي للمفيد ص250 ورسائل في الغيبة للمفيد ج2 ص12 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص211 .
- 2. القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 34، الصفحة: 324.
- 3. القران الكريم: سورة الزخرف (43)، الآية: 81، الصفحة: 495.
- 4. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود )، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1431 هـ . ـ 2010 م، الجزء الرابع، الأسئلة الملحقة، السؤال رقم (190)
تعليق