لو طال عمر المهدي ، فطول عمر النبي اولى . .
نص الشبهة:
يقال للشيعة الذين يزعمون: أن الله قد أمد في عمر «مهديهم المنتظر» مئات السنين، لحاجة الخلق، بل الكون كله إليه . . لو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لأمد في أجل رسول الله «صلى الله عليه وآله» . .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن الشيعة لم يزعموا أن الله تعالى أمد في عمر الإمام المهدي المنتظر . . بل حديث رسول الله « صلى الله عليه وآله » هو الذي أخبرهم بذلك ، والروايات في ذلك كثيرة ، نكتفي بنموذج يسير جداً منها :
1 ـ روى القندوزي الحنفي بسنده عن ابن عباس عن النبي « صلى الله عليه وآله » : « إن علياً « عليه السلام » إمام أمتي من بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي إذا ظهر ملأ الأرض عدلاً وقسطاً ، كما ملئت جوراً وظلماً . والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين على القول بإمامته في زمن غيبته لأعز من الكبريت الأحمر .
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، لولدك القائم غيبة ؟!
قال : إي وربي ليمحص الذين آمنوا الخ . . » 1 .
2 ـ روى الجويني بسنده عن علي « عليه السلام » ثم قال : قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : « المهدي من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، يأتي بذخيرة الأنبياء « عليهم السلام » فيملأها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً » 2 .
3 ـ روى الجويني أيضاً بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : « المهدي من ولدي ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً ، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً » 3 .
4 ـ روى المتقي الهندي ، وجمال الدين يوسف بن علي المقدسي ، عن الإمام جعفر الصادق « عليه السلام » قال : لصاحب هذا الأمر غيبتان :
إحداهما تطول ، حتى يقول : بعضهم : مات .
وبعضهم : قتل .
وبعضهم : ذهب . . ولا يطلع على أمره إلا الذي يلي أمره . . وهكذا رواه النعماني .
ورواه المتقى الهندي عن أبي عبد الله الحسين « عليه السلام » 4 .
ثانياً : قد ثبت أن الأرض لا تخلو من حجة ، إما ظاهر مشهور ، أو غائب مستور 5 ، ولا يمكن أن يكون من يخطئ ويصيب حجة لله تعالى على عباده في مورد الخطأ ، فلا بد من أن يكون الحجة لله معصوماً ، فيرد هنا سؤال :
من هو الحجة على الخلق بعد استشهاد رسول الله « صلى الله عليه وآله » غير الأئمة الاثني عشر ؟!
فإن كان الحجة هم الأئمة الاثنا عشر ، فإن حصرهم بالاثني عشر يقتضي أن يكون أحدهم طويل العمر . . ولا سيما بعد مرور هذه القرون الطويلة على وفاة الرسول « صلى الله عليه وآله » ، وحيث إنه لا يوجد إمام ظاهر منهم ، فلا بد أن يكون غائباً مستوراً ، وليس هو غير المهدي الذي يقول به الشيعة .
وهذا يدل على أن الله تعالى قد أمد في عمر المهدي إلى يومنا هذا ، وإلى حين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . .
ثالثاً : لقد أمد الله تعالى في عمر نوح ، وفي عمر الخضر « عليهما السلام » وغيرهما أيضاً . . وسينزل عيسى « عليه السلام » في آخر الزمان . وقد وعد الله تعالى به بقوله : ﴿
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... ﴾ 6.
ولولا أن المصلحة قد قضت بطول عمر نوح « عليه السلام » لكي يواصل إنذار قومه . . واقتضت إطالة عمر الخضر وعيسى « عليهما السلام » لما فعل الله تعالى بهم ذلك .
والله تعالى هو العالم بما يصلح عباده . . فيطيل عمر هذا النبي كنوح « عليه السلام » ، ولا يطيل عمر ذاك ، كنبينا « صلى الله عليه وآله » وفق ما تقتضيه المصالح ، وفي نطاق طبيعة المهمة التي توكل إليهم ، والظروف التي تكتنف دائرة عملهم .
فالنبي « صلى الله عليه وآله » قد أدى رسالته ، وأتم الله تعالى به نعمته على الناس ، وبلغهم « صلى الله عليه وآله » الدين ، ورضي الله تعالى منه ذلك كله . ولكن نوحاً وكذلك الخضر وعيسى « عليهم السلام » وكذلك الإمام المهدي « عجل الله تعالى فرجه » ، يحتاجون إلى وقت أطول لتحقيق المهمات التي أوكلت إليهم . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 7 .
نص الشبهة:
يقال للشيعة الذين يزعمون: أن الله قد أمد في عمر «مهديهم المنتظر» مئات السنين، لحاجة الخلق، بل الكون كله إليه . . لو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لأمد في أجل رسول الله «صلى الله عليه وآله» . .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن الشيعة لم يزعموا أن الله تعالى أمد في عمر الإمام المهدي المنتظر . . بل حديث رسول الله « صلى الله عليه وآله » هو الذي أخبرهم بذلك ، والروايات في ذلك كثيرة ، نكتفي بنموذج يسير جداً منها :
1 ـ روى القندوزي الحنفي بسنده عن ابن عباس عن النبي « صلى الله عليه وآله » : « إن علياً « عليه السلام » إمام أمتي من بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي إذا ظهر ملأ الأرض عدلاً وقسطاً ، كما ملئت جوراً وظلماً . والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين على القول بإمامته في زمن غيبته لأعز من الكبريت الأحمر .
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، لولدك القائم غيبة ؟!
قال : إي وربي ليمحص الذين آمنوا الخ . . » 1 .
2 ـ روى الجويني بسنده عن علي « عليه السلام » ثم قال : قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : « المهدي من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، يأتي بذخيرة الأنبياء « عليهم السلام » فيملأها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً » 2 .
3 ـ روى الجويني أيضاً بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : « المهدي من ولدي ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً ، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً » 3 .
4 ـ روى المتقي الهندي ، وجمال الدين يوسف بن علي المقدسي ، عن الإمام جعفر الصادق « عليه السلام » قال : لصاحب هذا الأمر غيبتان :
إحداهما تطول ، حتى يقول : بعضهم : مات .
وبعضهم : قتل .
وبعضهم : ذهب . . ولا يطلع على أمره إلا الذي يلي أمره . . وهكذا رواه النعماني .
ورواه المتقى الهندي عن أبي عبد الله الحسين « عليه السلام » 4 .
ثانياً : قد ثبت أن الأرض لا تخلو من حجة ، إما ظاهر مشهور ، أو غائب مستور 5 ، ولا يمكن أن يكون من يخطئ ويصيب حجة لله تعالى على عباده في مورد الخطأ ، فلا بد من أن يكون الحجة لله معصوماً ، فيرد هنا سؤال :
من هو الحجة على الخلق بعد استشهاد رسول الله « صلى الله عليه وآله » غير الأئمة الاثني عشر ؟!
فإن كان الحجة هم الأئمة الاثنا عشر ، فإن حصرهم بالاثني عشر يقتضي أن يكون أحدهم طويل العمر . . ولا سيما بعد مرور هذه القرون الطويلة على وفاة الرسول « صلى الله عليه وآله » ، وحيث إنه لا يوجد إمام ظاهر منهم ، فلا بد أن يكون غائباً مستوراً ، وليس هو غير المهدي الذي يقول به الشيعة .
وهذا يدل على أن الله تعالى قد أمد في عمر المهدي إلى يومنا هذا ، وإلى حين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . .
ثالثاً : لقد أمد الله تعالى في عمر نوح ، وفي عمر الخضر « عليهما السلام » وغيرهما أيضاً . . وسينزل عيسى « عليه السلام » في آخر الزمان . وقد وعد الله تعالى به بقوله : ﴿
وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... ﴾ 6.
ولولا أن المصلحة قد قضت بطول عمر نوح « عليه السلام » لكي يواصل إنذار قومه . . واقتضت إطالة عمر الخضر وعيسى « عليهما السلام » لما فعل الله تعالى بهم ذلك .
والله تعالى هو العالم بما يصلح عباده . . فيطيل عمر هذا النبي كنوح « عليه السلام » ، ولا يطيل عمر ذاك ، كنبينا « صلى الله عليه وآله » وفق ما تقتضيه المصالح ، وفي نطاق طبيعة المهمة التي توكل إليهم ، والظروف التي تكتنف دائرة عملهم .
فالنبي « صلى الله عليه وآله » قد أدى رسالته ، وأتم الله تعالى به نعمته على الناس ، وبلغهم « صلى الله عليه وآله » الدين ، ورضي الله تعالى منه ذلك كله . ولكن نوحاً وكذلك الخضر وعيسى « عليهم السلام » وكذلك الإمام المهدي « عجل الله تعالى فرجه » ، يحتاجون إلى وقت أطول لتحقيق المهمات التي أوكلت إليهم . .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 7 .
- 1. ينابيع المودة (ط اسلامبول) ص 44 و (ط دار الأسوة) ج 3 ص 297 و 387 و 398 وفرائد السمطين للجويني الشافعي ج 2 ص 336 وإكمال الدين ج 1 ص 287 وكشف الغمة ج 3 ص 327 وغاية المرام ج 7 ص 89 و 90 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 20 ص 413 عن حسام الدين المردي الحنفي في كتابه : آل محمد (نسخة مكتبة الأشكوري) ص 135 .
- 2. فرائد السمطين ج 1 ص 335 وإكمال الدين ج 1 ص 287 وبحار الأنوار ج 51 ص 72 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج 8 ص 232 وإعلام الورى ج 2 ص 226 وينابيع المودة (ط دار الأسوة) ج 3 ص 396 و 397 و غاية المرام ج 7 ص 89 و 133 .
- 3. فرائد السمطين ج 2 ص 335 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 13 ص 154 و 177 عنه ، وينابيع المودة (ط دار الأسوة) ج 3 ص 386 و 395 و 396 و 397 وراجع : الإمامة والتبصرة ص 120 وكمال الدين ص 286 و 287 وكفاية الأثر ص 67 وبحار الأنوار ج 36 ص 309 وج 51 ص 72 وإعلام الورى ج 2 ص 226 وكشف الغمة ج 3 ص 327 .
- 4. عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (ط مكتبة عالم الفكر) ص 134 والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان (ط قم) ص 171 و 172 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 27 ص 180 عن الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي (ط دار الكتب العلمية في بيروت) ص 93 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 29 ص 589 عن عقد الدرر ، وص 592 عن البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ، والغيبة للنعماني .
- 5. راجع : ينابيع المودة ج 1 ص 75 وج 3 ص 360 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 9 ص 305 عن فرائد السمطين ، والأمالي للصدوق ص 253 وكمال الدين ص 207 والاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 48 وبحار الأنوار ج 23 ص 6 و 48 و 49 وج 52 ص 92 وخلاصة عبقات الأنوار ج4 ص 326 ومستدرك سفينة البحار ج 2 ص 205 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج 9 ص 8 ونهج السعادة ج 8 ص 393 وراجع : الأمالي للمفيد ص 250 ورسائل في الغيبة للمفيد ج 2 ص 12 ومناقب آل أبي طالب ج 1 ص 211 والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان ص 171 و32 وفي الغيبة للنعماني .
- 6. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 159، الصفحة: 103.
- 7. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، السؤال رقم (172) .
تعليق