السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه واله قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتجت الموضع بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه واله، وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين صلى الله عليه، فقال:
رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، و أخوفهم لله عزوجل، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه واله، وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله وأشبههم به هديا ونطقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه ، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسول الله صلى الله عليه واله وعن المسلمين خيرا، قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه واله إذ هم أصحابه، وكنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تضرع بزعم المنافقين وغيظ الكافرين و كره الحاسدين وضغن الفاسقين، فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تنعتعوا، ومضيت بنور الله عزوجل حين وقفوا، ولو اتبعوك لهدوا [وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا، وأكثرهم رأيا، وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالامور، كنت والله للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذ جزعوا، وأدركت إذ تخلفوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، وكنت على الكافرين عذابا صبا، وللمؤمنين غيثا وخصبا، فطرت والله بعنانها، وفزت بجنانها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها لم يفلل حدك ، ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، وكنت - كما قال النبي - ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك عظيما عند الله عزوجل، كبيرا في الارض جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لاحد عندك هوادة القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، و البعيد والقريب عندك في ذلك سواء شأنك الحق والرفق والصدق وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم، فاقلعت وقد نهج السبيل وسهل العسير وأطفأت النار ، واعتدل بك الدين، وقوي بك الايمان، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتبعت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام، فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا، كنت للمؤمنين كهفا وحصنا وعلى الكافرين غلظه وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك
وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى وأبكى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ثم طلبوه فلم يصادفوه .
اللهم صل على محمد وال محمد
*******************
عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه واله قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتجت الموضع بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه واله، وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين صلى الله عليه، فقال:
رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، و أخوفهم لله عزوجل، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه واله، وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله وأشبههم به هديا ونطقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه ، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسول الله صلى الله عليه واله وعن المسلمين خيرا، قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه واله إذ هم أصحابه، وكنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تضرع بزعم المنافقين وغيظ الكافرين و كره الحاسدين وضغن الفاسقين، فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تنعتعوا، ومضيت بنور الله عزوجل حين وقفوا، ولو اتبعوك لهدوا [وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا، وأكثرهم رأيا، وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالامور، كنت والله للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذ جزعوا، وأدركت إذ تخلفوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، وكنت على الكافرين عذابا صبا، وللمؤمنين غيثا وخصبا، فطرت والله بعنانها، وفزت بجنانها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها لم يفلل حدك ، ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، وكنت - كما قال النبي - ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك عظيما عند الله عزوجل، كبيرا في الارض جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لاحد عندك هوادة القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، و البعيد والقريب عندك في ذلك سواء شأنك الحق والرفق والصدق وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم، فاقلعت وقد نهج السبيل وسهل العسير وأطفأت النار ، واعتدل بك الدين، وقوي بك الايمان، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتبعت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام، فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا، كنت للمؤمنين كهفا وحصنا وعلى الكافرين غلظه وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك
وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى وأبكى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ، ثم طلبوه فلم يصادفوه .
تعليق