شرح دعاء الافتتاح (26)
- (اَللّـهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة، تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ..)..
وصلنا في دعاء الافتتاح -في هذا الشرح الموجز- إلى هذه الفقرات، وحقيقةّ هذه الفقرات تصلح أن تكون شعاراً للأمة دائماً.. يا حبذا لو دعونا بهذا الدعاء في قنوتنا، وفي سجودنا، وفي جوف الليل، وفي وضح النهار، وأمام الكعبة، وفي مواطن الاستجابة.. ويا ليت الذين يحكمون المسلمين، الذين بيدهم مقاليد الأمور لو جعلوا هذا شعارهم في حكوماتهم.. فإن الحكومة الإسلامية ليست مقدمة لكسب المزايا، والاستمتاع بالحياة الدنيا، وإنما مقدمة لعزة الإسلام وأهله، وهذا كان شعار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ كان همه عزة الإسلام وعزة المسلمين..
- (تُعِزُّ بِهَا الاِسْلامَ وَاَهْلَهُ..)..
الفقر والحاجة إلى الغير وإلى الأعداء، خلاف العزة الإسلامية؛ ولهذا فإن الحاكم الإسلامي عليه أن يقطع كل عوامل الارتباط مع الأعداء، فهذه هي العزة الإسلامية التي نطالب بها في دعائنا، وفي ساحة الحياة..
- (وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ..)..
ثم العبد المؤمن يطلب من الله عزّ وجل ذلة النفاق.. نحن نؤتى من المنافقين، وإلا فالكافر شعاره واضح، وقد ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام): أن (أضعف الأعداء كيداً، من أظهر عداوته).. العدو الذي يبارز ويصارح بالعداوة، فإن هذا عدو ضعيف.. وإنما الخوف كل الخوف من المنافقين، الذين تلبسوا بلباس الإسلام، والإسلام منهم براء.. ومن هنا أشد الناس عذاباً يوم القيامة، الذين أساؤوا بفعلهم وقولهم ومواقفهم إلى الإسلام.. إذ أن الشعوب في العالم متعطشة للإسلام وللهدى، ولكن عندما يرون الإسلام متجسداً في أعداء الإنسانية لا في أعداء الإسلام، من الطبيعي هؤلاء ينفرون من دين الله.. إن هؤلاء من أظلم الناس، الذين بفعلهم أعطوا صورة قاتمة، لهذا الدين الحنفي الناصع، هذه الشريعة السمحة السهلة.. نعم، البعض بموقفه، أعطى هذه الصورة، التي نفرت الأمم والمجتمعات البشرية، من هذا الإسلام المحمدي الأصيل.
من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
تعليق