بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا بد من إيقاظ «الحاجة إلى العبادة»
علينا أن نوقظ في أنفسنا الحاجة إلى «العبادة»، لا الحاجة إلى شيء آخر، وهذا شاقٌّ بعض الشيء. من أجل ذلك فإنك حينما تقول لبعضهم: «عليك بالصلاة.»
يجيبُك: «ولماذا أصلّي؟»
فتقول له: «لتناجي ربك.»
فيقول: «وماذا لو ناجيتُه دون صلاة؟!»
شخص كهذا يدرك أنه محتاج إلى مناجاة مَن هو أعظم منه، لكنه لم يدرك إلى الآن حاجتَه إلى العبادة، ولو أدرك حاجته إلى العبادة أيضاً لقال: «إنّي لأحبّ أن أناجي أحداً، وأن يأمرني فأمتثل أمرَه.» فحين تصحو الحاجة إلى العبادة في داخلي سأقول في ذات نفسي: «أُحبّ أن يكون لي رب يحميني، وأناجيه، وأن يكون رؤوفاً، وأن يؤويني، بل وأن يعاقبني إذا عصيتُ أوامره لي!»
فالعلاقة التي تربطك بربك هي علاقة «عبد بمولاه»، والإنسان ـ لأجل ذلك ـ يعرف نفسَه بصفته عبداً. فإن قيل لك: ما هو الإنسان؟ ومَن هو الإنسان؟ وبوصفك إنساناً كيف عرفتَ نفسَك؟ وكيف وجدتَها؟ فستبلغ في جوابك إلى حيث تقول: «أنا عبد.»
ما معنى العبد؟
المعنى الدقيق للعبد هو «الرقيق»
ما هو أول معنى يتبادر إلى ذهنك عند سماعك كلمة «العبد»؟
إن قلتَ: «الغلام» فمصطلح الغلام محترم جدّاً، والعبد أقل احتراماً منه بكثير.
وإن قلتَ: «مُكلَّف» فالمكلف أيضاً لا يُنزِل الإنسان من عرش كبريائه كثيراً، فحتى الملك يرى أن من تكليفه التفكير برعيّته.
فما هو المعنى الأدق «للعبد» إذن؟ إنه «الرقيق» «والمملوك»، وهو مَن له سيّد يبيعه ويشتريه. على أن الأرقّاء والمماليك على الأرض هم بالملوك والسلاطين أشبه منهم بالعبيد، إذ إنّ للرقيق بعض الاختيار على نفَسه، هذا وإن تمكّن سيدُه أحياناً من كتم نفَسه، أمّا أنا فرقيق يتوقّف كلّ نفَس أتنشّقه وكل شهيق وزفير يجري في بدني على لحظةٍ من عناية مولاي.
تعليق