شرح دعاء الافتتاح (28)
- (يا خَيْرَ الْمَسْؤولينَ، وَأَوْسَعَ الْمُعْطينَ..)..
الإنسان الذي يريد أن يسأل أحداً، فليبحث عن خير من يُسأل.. ومن المعلوم أن رب العالمين هو رب قادر، ورب حكيم، ورب رؤوف.. فهو قادر على قضاء الحاجة.. وحكيم: يعطي الإنسان الحاجة عند المصلحة، فلا يعطيه ما يبعده عنه.. كذلك الذي طلب من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) المال الكثير، وإذا به تكثر أمواله، فيذهب خارج المدينة، ويحرم من جوار المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).. وهو رؤوف بأعلى ما يمكن أن نتصوره من معاني الرأفة.. فهو قادر، وحكيم، ورؤوف؛ فإذن هو خير المسؤولين.. أحدهم له تعبير جميل يقول فيه: ما أقبح أن يستجدي المستجدي من مستجدٍ آخر مثله!.. فقير يستجدي من فقير!.. هذا الإنسان حقيقة لا يفقه شيئاً!.. فينبغي علينا أن نتوجه إلى ذلك الغني المطلق، الذي مقاليد السماوات والأرض بيده.
- (اِشْفِ بِهِ صُدُورَنا..)..
إن شفاء الصدر من الطلبات الكبرى في هذا الشهر الكريم.. لو أراد الإنسان أن يطلب من الله عزّ وجل شيئاً في ليالي القدر المباركة، فليسأله تعالى أن يشفي صدره.. الصدر الذي رزق الشفاء، هو ذلك الصدر الإبراهيمي، ?إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ?.. إبراهيم (عليه السلام) جاء بقلب سليم، فاتخذه الله خليلاً.. إذ لم يكن أمراً جزافياً، وهذه السنة قائمة، هذه المعاملة لم تكن معاملة استثنائية مع إبراهيم.. فكل من يأتي ربه بقلب منيب وبقلب سليم، ويلقى الله عزّ وجل وليس في قلبه أحد سواه، فإن هذا القلب مرشح لأن يكون قلباً إبراهيمياً.. وهنيئاً لمن اتخذه الله خليلاً!.. هل فكر المؤمن في هذه المزية: أن يصل إلى درجة يكون صديقاً لله عزّ وجل؟.. كما نقرأ في الدعاء: (يا شفيق، يا رفيق، يا جاري اللصيق، فكني من حلق المضيق!).. إذن، شفاء الصدر طلب مهم في هذا الشهر، وفي كل أوان الإجابة.
جميع روابط شرح دعاء الافتتتاح المبارك ع الرابط ادناه
https://forums.alkafeel.net/showthread.php?t=136746
https://forums.alkafeel.net/showthread.php?t=136746
تعليق