السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃
[قال الفيض الكاشاني : إذا قلت : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم] اعلم أنّه عدوك مترصد لصرف قلبك عن اللّه حسدا لك على مناجاتك مع اللّه و سجودك له مع انه لعن بسبب سجدة واحدة تركها و لم يوفق لها و أن استعاذتك باللّه منه بترك ما يحبه و تبديله بما يحب اللّه لا بمجرد قولك ، و أن من قصده سبع أو عدوّ ليفترسه أو يقتله فقال أعوذ منك بذلك الحصن الحصين و هو ثابت على مكانه أن ذلك لا ينفعه بل لا يعيذه إلا تبديل المكان.فكذلك من يتبع الشهوات التي هي محاب الشيطان و مكاره الرّحمان ، فلا يغنيه مجرّد القول فليقترن قوله بالعزم على التعوذ بحصن اللّه عز و جل من شر الشيطان و حصنه لا إله إلا اللّه إذ قال تعالى : لا إله إلا اللّه حصني.والمتحصن به من لا معبود له سوى اللّه فأما من اتخذ إلهه هويه(1) ، فهو في ميدان الشيطان لا في حصن اللّه و اعلم ان من مكايده أن يشغلك في الصّلاة بفكرة الآخرة و تدبير فعل الخيرات لتمتنع عن فهم ما تقرأ فاعلم أن كل ما يشغلك عن معاني القرآن فهو وسواس فان حركة اللسان غير مقصودة بل المقصود المعاني.و أما القراءة فالناس فيها ثلاثة : رجل يتحرك لسانه و قلبه غافل ، و رجل يتحرك لسانه و قلبه يتبع اللسان فيسمع و يفهم منه كانه يسمعه من غيره و هو درجة أصحاب اليمين و رجل يسبق قلبه إلى المعاني اولا ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه ، ففرق بين أن يكون اللسان ترجمان القلب أو يكون معلم القلب و المقربون ألسنتهم ترجمان تتبع القلب.____________________1- الهوى مصدر هويه اذا أحبه و اشتهاه ، ثم سمي المهوى المشتهى محمودا أو مذموما ثم غلب على غير المحمود و قيل فلان اتبع هواه اذا اريد ذمه ، سمي بذلك لأنه يهوى بصاحبه في الدنيا الى كل داهية و في الاخرة الى الهاوية ، و منه قوله تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية : 23].
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
اللهم صلي على محمد وال محمد
🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃
[قال الفيض الكاشاني : إذا قلت : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم] اعلم أنّه عدوك مترصد لصرف قلبك عن اللّه حسدا لك على مناجاتك مع اللّه و سجودك له مع انه لعن بسبب سجدة واحدة تركها و لم يوفق لها و أن استعاذتك باللّه منه بترك ما يحبه و تبديله بما يحب اللّه لا بمجرد قولك ، و أن من قصده سبع أو عدوّ ليفترسه أو يقتله فقال أعوذ منك بذلك الحصن الحصين و هو ثابت على مكانه أن ذلك لا ينفعه بل لا يعيذه إلا تبديل المكان.فكذلك من يتبع الشهوات التي هي محاب الشيطان و مكاره الرّحمان ، فلا يغنيه مجرّد القول فليقترن قوله بالعزم على التعوذ بحصن اللّه عز و جل من شر الشيطان و حصنه لا إله إلا اللّه إذ قال تعالى : لا إله إلا اللّه حصني.والمتحصن به من لا معبود له سوى اللّه فأما من اتخذ إلهه هويه(1) ، فهو في ميدان الشيطان لا في حصن اللّه و اعلم ان من مكايده أن يشغلك في الصّلاة بفكرة الآخرة و تدبير فعل الخيرات لتمتنع عن فهم ما تقرأ فاعلم أن كل ما يشغلك عن معاني القرآن فهو وسواس فان حركة اللسان غير مقصودة بل المقصود المعاني.و أما القراءة فالناس فيها ثلاثة : رجل يتحرك لسانه و قلبه غافل ، و رجل يتحرك لسانه و قلبه يتبع اللسان فيسمع و يفهم منه كانه يسمعه من غيره و هو درجة أصحاب اليمين و رجل يسبق قلبه إلى المعاني اولا ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه ، ففرق بين أن يكون اللسان ترجمان القلب أو يكون معلم القلب و المقربون ألسنتهم ترجمان تتبع القلب.____________________1- الهوى مصدر هويه اذا أحبه و اشتهاه ، ثم سمي المهوى المشتهى محمودا أو مذموما ثم غلب على غير المحمود و قيل فلان اتبع هواه اذا اريد ذمه ، سمي بذلك لأنه يهوى بصاحبه في الدنيا الى كل داهية و في الاخرة الى الهاوية ، و منه قوله تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية : 23].
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص236- 237
تعليق