المقدّمة[1]
قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ غ? وَأُولَـظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .[2]
من هذا المنطلق كانت الثورة الحسينية، وخرجت تنادي تأكيداً للرسالة المحمدية وثباتاً عليها، بعد أن قام مَن رام السلطة وعشق التسلّط على رقاب الناس تحريفها، ليكون رافداً لمصالحه، لكن أبت الكلمة وانتفض الدم أمام ظلم الظالمين، فكان الموت للإمام اختياراً وليس خياراً؛ لأنّه أدرك الموت بهذه المعركة، كما أدرك بقاء الدين، بل كانت معركة الطفّ حفاظاً على منبر الرسول صلى الله عليه وآله.
لذا؛ جاءت نهضة الإمام الحسين عليه السلام نهضة صادقة، فيها استشعر المسلم روح الإيمان الصادق، وعزّة النفوس وكرامة الأهل، وهو جانب مهم من أسباب قيام الثورة.. أمّا الواقع حينها، فقد تمثّل في العيش تحت الضيم والظلم، وتقويض الهوية الإسلامية، واستبدالها بهويات كانت تتصارع من أجل الوصول إلى السلطة، وهذا من أكبر الأسباب وأشدّها تأثيراً على الهوية الإسلامية، وهي الهوية القبلية التي حاربها الإسلام، وحاول إذابتها، فما كان من قريش إلّا الانتفاض على الهوية الإسلامية تعنتاً وظلماً، فقد بقيت تلك الهوية تصارع بصمت مقنَّعة تحت تسميات عدّة، تتربص الفرص للظهور مرّة أُخرى، وكأنّها كانت تستولد تسمية ملائمة، وظرف أكثر ملاءمة لتنمو من جديد.
لكن ثورة الإمام كانت حدّاً فاصلاً منعت نمو الفساد في الهوية الإسلامية الأصلية، فشرّعت الموت من أجل الحياة، وهو مفهوم استوعبته العامّة والخاصّة حينها؛ لأنّ الحدث كان يتطلب مخرجاً من مزلق الظلم الذي ساق الناس كالأنعام، وتسلّط على رقابهم وضمائرهم.
لذا؛ كان هذا البحث خطوة للكشف عن مفهوم الثورة، والبعد الاستشرافي الذي نهضت من أجله ثورة الإمام عليه السلام، عسى أن يوفقنا الله لمرضاته ملتمسين عفوه ونعمته.
التمهـيد في معنى الثقافة الثورية
يلتقي العنوان مع المتن في مهمّة لا تخرج عن أُطر الواقعية؛ إذ لا يمكن عدّ البحث في ثورة الإمام الحسين عليه السلام مجرد حدث وقع في إطار زمني، ثمّ خمد وحقق الانتصار على صعيد حدوث الحدث فقط.
ليس هذا ما حصل في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، بل امتدّ الحدث وتوالد عبر عصور لاحقة، وصولاً إلى أيامنا هذه؛ لهذا يمكن عدّ الثورة الحسينية رمزاً إنسانياً ينبض بالتعبير الإيجابي وما زال إلى اليوم.
فالمقصود بالثقافة هُنا (Revolation): «كلّ ما فيه استثارة للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد، والحكم لدى الفرد أو في المجتمع، وتشمل على المعارف والمعتقدات، والفن والأخلاق، وجميع القدرات التي يُسهم بها الفــــرد، أو في مجتمعه، ولها طرق ونماذج عملية، وفكرية، وروحية»[2]. وتدخل الثورة التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام ضمن هذه المعطيات، فهي مبدأ حافظ على رقيه وديمومته منذ زمن وقوع الثورة، وما زال إلى اليوم رغم أنّ «مفهوم الثقافة يتضمّن عنصراً معيارياً»[3]، لكن ثقافة الثورة عند الإمام الحسين عليه السلام بعيدة عن هذا تماماً؛ لكونها قيمة معنوية خالصة، ومفهوماً جديداً للعيش الحر، جعل أهم العناصر التي يتشبّث بها الإنسان على المحك، وتأتي في مقدّمتها (الحياة)؛ إذ قدّم الإمام حياته لتثبيت الدين، وترسيخ مفهوم الإيمان الحقيقي.
إذن؛ فالثقافة هُنا تدلّ على «مجموعة من المعارف، والمهارات التقنية والذهنية، وأنماط التصرف والمخالفة، التي تميّز شعباً عن سواه من الشعوب»[4]. وعليه؛ تكون الثورة «نقطة تحوّل في حياة المجتمع لقلب النظام البالي، وإحلال نظام تقدّمي جديد محلّه، وهي بهذا تتميّز عن الانقلاب الذي يتلخّص في نقل السلطة من يد إلى أُخرى»[5]. والنقطة التي تحوّل بها المجتمع الإسلامي هي معركة الطفّ، وما تركته للمسلمين من إرث سياسي واجتماعي وديني، بقى أُنموذجاً يُحتذى به إلى اليوم؛ لأنّه من الملاءمة والحيوية ما جعله أُنموذجاً لكلّ مجتمع، مهما كانت توجهاته الدينية والسياسية والاجتماعية، فهي «مدرسة لطلائع الأُمّة، والمصلحين الذين ينشدون إصلاح أُمّتهم ومجتمعاتهم، ويبحثون عن السبل التي توصلهم إلى تحقيق أهدافهم، وأخذ أُمّتهم إلى سبيل الخير؛ وذلك لما تحويه هذه الحركة الإلهية المقدّسة من رؤى وبصائر يمكن لـمَن طالعها وتأمل فصول أحداثها أن يهتدي إلى مجموعة النظم والاستراتيجيات التي اعتمدها الإمام الحسين عليه السلام من حركته ونهضته؛ كيما يستنير بها في معترك العملية الإصلاحية»[6]. وهذه هي القيم التي روّجت لها الثورة الحسينية، وثقّفت الإنسانية عليها؛ لضمان العيش الحر والكرامة التي تُلائم الإنسان باختلاف انتمائه وجنسيته، أو دينه، فهي ثورة عالمية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها.
المبحث الأوّل: الاتجاه الإصلاحي للثورة
لا يمكن عدّ الثورة الإصلاحية التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام ثورة نوعية، بل شمولية في أصدق وصف لها، وممّا يُصدّق هذا القول المدّة التي احتضنت الثورة ومهدّت لها؛ ممّا أعطى الثورة بُعداً شمولياً لم يكن محصوراً في الإسلام أو العرب، بل الانتشار الواسع الذي كانت علية الثورة، حققت هذه الشمولية التي نتحدّث عنها، ثمّ إنّ ظرفها وزمن ولادتها جعلها أكثر عمقاً، فهي كانت تنمو وتتكامل منذ زمن بعيد قبل إعلانها. فقد عاصر الإمام الحسين عليه السلام زمن معاوية وسياسته، كما عاصر زمن يزيد، وقبل هذه المدّة كان لديه عليه السلام وعياً عميقاً بالمعنى الشرعي للثورة، فقد عاش الإمام مع الرسول صلى الله عليه وآله في طفولته وصباه، وكان مشهد المعارضة حاضراً أمامه، وما كان يُعانيه الرسول صلى الله عليه وآله من المشركين أيضاً، ومعاصرته لحكم أبي بكر، وعمر ابن الخطاب، وعثمان، والإمام علي عليه السلام، ثمّ عهد الإمام الحسن عليه السلام[7] الذي نجح في التخطيط السياسي لثورة أخيه الإمام الحسين عليه السلام، هذا دليل اليقظة السياسية المبكرة؛ لذا كان الإمام الحسين عليه السلام متابعاً للإمام الحسن عليه السلام بكلّ خطوة، هذه المتابعة هيأت الشعب المسلم للانتقام من النظام ولو بعد حين، وكانت يقظة الإمام الحسن عليه السلام وحدها كفيلة بصنع القرار السياسي[8].
لقد هبَّ على الأرض ربيعاً ثورياً غيّر كثيراً من المفاهيم، وأقلق كثيراً من الثوابت في التاريخ الحديث، إلّا أنّ للمسالة وقفة تأريخية قديمة يشهد التاريخ بريادتها للإمام الحسين عليه السلام، تلك هي معركة الطفّ، فالإمام عليه السلام «إنّما خرج لطلب الإصلاح في الأُمّة، وهو ربيب النبوة، فسيرته في النهضة والإصلاح منهج يُقتدى، وخطابه ومواقفه تشكل معالم هادية لكل حُرّ غيور على مصلحة أُمّته ومجتمعه»[9].
ومن هنا؛ كانت ثقافة الثورة ثقافة حسينية، وجهها الآخر الإصلاح، فقد ظهرت ببُعد استنشق الحياة من خلال الموت، فكانت إصلاحاً للدين والأُمّة، ولكن هل لهذا المفهوم ترهّل مكّنه من التمدد ليُشكّل في نهاية الأمر معنى مغايراً لحقيقة الإسلام على ما روّج له البعض؟
قطعاً لا؛ لأنّ الإسلام ـ ما زال ديناً ــ لم يكن فاسداً لإجراء الإصلاح عليه من خلال الثورة التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام، بل كانت السلطة السياسية هي مَن شوّهت أبرز ملمح إسلامي، جاهد الرسول صلى الله عليه وآله من أجل تحقيقه في المجتمعات، وهو العدلة الاجتماعية. وعليه؛ يمكن توضيح مفهوم (الإصلاح) في الثورة الحسينية بعدّة نقاط، وفقاً للسياق التأريخي الذي جاءت به الثورة، والنتائج التي توافرت عليها فيما بعد:
1ـ نقصد بالإصلاح (الفهم)، أو إصلاح الفهم، إذ يجب أن يكون فهمنا للثورة الحسينية فهماً حقيقياً لأهدافها ودوافعها، وهذا الفهم سيجعل من مفهوم الإصلاح مفهوماً واسعاً وواقعياً، وضمن أكبر وأهم الأهداف التي سعى لها الإمام في ثورته ونادى بها (تثبيت دين الله)، وليس تمرداً على السلطة، أو طمعاً بها، كما روّجت له بعض الجهات، وممّا يدل على ذلك؛ أنّ الإمام لم يدعُ الناس لبيعته عندما خرج من المدينة ونزل مكة، بل خروجه ثورةٌ ورفضٌ للظلم والطغيان[10].
2ـ مسألة شرعية تتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال تعالى: ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَىظ° بِاللَّـهِ حَسِيبًا)[11]. فرسالة الله التي تُشير لها الآية الكريمة، عدم الخضوع للظلم، وتأسيس الحرية للعالم، وعدم الخضوع للظالم، فقد خرج معاوية في عهد الإمام الحسن عليه السلام عن ضوابط الشريعة الإسلامية، وأكمل هذا الخرق يزيد عندما تسلّم السلطة، وهنا وجب وضع حدّ فاصل للظلم، وإعادة الثقة بمفاهيم آمن بها المجتمع الإسلامي، أهمّها العدالة؛ لذا رفض الإمام الحسين عليه السلام الخضوع ليزيد بمبايعته؛ لأنّ مبايعته تعني القبول بالخرق الذي أصاب المفاهيم الإسلامية وتثبيته.
3ـ إناطة الأدوار إلى أصحابها، ولا سيّما في الجانب السياسي، الذي كان النواة الحقيقية للإصلاح؛ لأنّ الأُمّة مرتبطة بقادتها، وهنا وجب الرجوع للجانب الشرعي، وتسلّم السلطة السياسية من قِبل الإمام الحسين عليه السلام، وتطبيقاً للمنهج الإسلامي الذي دافع عنه الإمام الحسين عليه السلام، لم يكن تمسّكه بالخلافة إلّا من خلال أحقيته فيها، إذ قال: «فمَن قَبِلَني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق، ومَن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»[12]. فالإمام عليه السلام كان مصرّاً كلّ الإصرار على تصحيح الفهم، فحديثه يدلّ على أنّه ترك أمر خلافته لله وحده يحكم بينهم بالحق، ولم يتعنّت، أو يتوعّد، أو يستبد برأيه[13].
إذ كان عليه السلام يُشكّل الخط المعارض للحكم حينها؛ وممّا يدلل على ذلك عدم استظهار النية لثورة مسلحة في بادئ الأمر، أو إعداد جيش من العامّة لإسقاط الحكم، مع أنّه عليه السلام يمتلك القناعة التامّة بعدم جواز استمرار حكم بني أُمّية للأُمّة الإسلامية، وبحتمية المواجهة، ولكن وفق مراحلها الشرعية، وذلك من خلال الكثير من الأحاديث التي وردت عنه عليه السلام، فقد ردّد كثيراً عليه السلام حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ ذكر عن جدّه قوله: «إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا دين الله دغلاً، ومال الله دولاً، وعباد الله خولاً»[14].
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فقد كان على الإمام مسؤولية دينية حتمية لم يستطع دون إبلاغها مهما كان ثمن سكوته، فقد شكّل المشروع الأُموي تهديداً حقيقياً للإسلام، وهنا كان من الواجب الشرعي على الإمام مواجهة هذا المشروع وإيقافه، وإن استمر بلا مواجهة، فعلى الإسلام السلام كما قال عليه السلام في كلمته المشهورة لمروان بن الحكم: «وعلى الإسلام السلام إذ قد بُليت الأُمّة براعٍ مثل يزيد»[15]، ممّا يمكن ملاحظة المبدئية المتفردة التي يُظهرها الإمام في التمسّك بالدين وقواعده ودقائقه، وهو القائل في معركة الطفّ: «لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد»[16].فقد نشأ الإمام الحسين عليه السلام على هذه المدرسة، وجعلت منه رائداً لها وقائداً لم يشهد له التاريخ زلّة يقف عندها مبغضوه، فقد جسّد للتاريخ أروع ما كانت الإنسانية تتفاخر به، ولا سيّما أنّه عليه السلام كان يعلم بموته في معركة الطفّ، كما يعلم بقضية السبي التي ذكرها، فقال: «شاء الله أن يراهُن سبايا»[17]، فقد جسّد المبدأية القصوى في ثورته خير تجسيد؛ من أجل إصلاح الفهم الذي لحق بالإسلام، جرّاء تمسّك بني أُمّية ومَن لفَّ لفهم بالحكم؛ تشويهاً لتعاليم الإسلام، ولحقيقية منبر الرسول صلى الله عليه وآله بالجور والظلم.
وكان لمبدأ الحسين عليه السلام الأثر الواضح في تعرية السلطة الأُموية، ومنع تنامي تجربتها ونمذجتها على مستوى السلطة الدينية والسياسية في العالم الإسلامي، إذ رأى الإمام عليه السلام «الخطورة كانت تتمثّل في أن تُقدّم التجربة الأُموية على أساس أنّها نموذج للتجربة الإسلامية على مستوى السياسة والاجتماع والاقتصاد... بحيث تصبح تلك التجربة أحد أبواب فهم الإسلام، وتُدرج على أساسه أنّها صفحة من صفحات كتابه»[18].
ومن هنا؛ نكتشف أنّ ثقافة الإصلاح التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام أصبحت ثقافة عامّة لكلّ شعب ولكل عصر؛ لأنّها كانت ضمن ما جاء به القرآن الكريم، وبالتالي فهو ـ الإصلاح ـ من الملاءمة والمناسبة ما يصلح للمجتمعات الإنسانية، وهذا ردّاً على مَن ينتقد التجربة الإسلامية، وانتصاراً لإصحاب المقاربة النقدية الإسلامية التي وجّهت جهدها لإظهار نجاعة التعاليم الإسلامية للعالم الإنساني، بغض النظر عن الدين أو التوجه الطائفي، رغم وجود عقليات سُخّرت للحيلولة دون هذه المقاربة، وسيلفتنا في هذا الصدد الصراع المدمّر بين المذاهب الإسلامية نفسها، الذي أصبح شفرة حادّة تشوّه وجه الإسلام الحقيقي.
يتبع ج2
مجلة الإصلاح الحسيني – العدد الرابع عشر
مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية للنهضة الحسينية
________________________________________
1] د. نابلس صلال التميمي /جامعة كربلاء/كلية العلوم الإسلامية/قسم اللغة العربية.
[2] آل عمران: آية104
[2] مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي: ص58.
[3] المصدر السابق.
[4] عبد النور، جبور، المعجم الأدبي: ص80.
[5] مجمع اللغة العربية، المعجم الفلسفي: ص58.
[6] السادة، ماجد، استراتيجيات النهضة الحسينية في الإصلاح والتغيير السياسي: ص11.
[7] اُنظر: القبانجي، صدر الدين، الإمام الحسين رائد الحركة الإصلاحية: ص153.
[8] اُنظر: الصغير، محمد حسين، الإمام الحسين عملاق الفكر الثوري: ص14.
[9] الصفار، حسن موسى، الحسين منهج الإصلاح والتغيير: ص6.
[10] اُنظر: اعداد مركز تُراث كربلاء، أسباب نهضة الإمام الحسين عليه السلام: ص41.
[11] الأحزاب: آية39.
[12] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج44، ص330.
[13] اُنظر: الراضي، حسن، الإمام الحسين رسالة إصلاح: ص79.
[14] الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء: ج3، ص478.
[15] ابن نما، جعفر بن محمد، مثير الأحزان: ص15.
[16] المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص98.
[17] القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص16.
[18] العاملي، محمد شُقير، الإصلاح الديني: ص42.
تعليق