بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نُقنع أنفسنا بالتديّن؟
قد يكون دافع الإنسان للتدين أفضل بكثير من التدين نفسه؛ أي إن نية المرء وحافزه لممارسة السلوك الديني أهم من السلوك ذاته، وإن كان هذا السلوك نفيس في حد ذاته.
والسؤال هو: كيف نُقنع أنفسنا بالتدين؟ ثم إذا أقنعناها، كيف نجعل في أنفسنا المقدرة على التديّن؟ فالتدين بحاجة إلى مقدرة ومهارة، لا لأنّه صعب إلى أبعد الحدود، بل لأن أعمالاً كالسياقة والسباحة مثلاً هي الأخرى بحاجة إلى مقدرة ومهارة، لكن ما إن يكتسب المرء مهارة هذا العمل فإنه لا يصبح سهلاً عليه فحسب، بل وممتعاً له أيضاً.
فالتدين بحاجة إلى بعض المهارة؛ فأذهاننا مثلاً لا بد أن تعتاد مجموعةً من الأعمال، وأرواحنا ينبغي أن تتعوّد طائفة من النشاطات (كاكتساب الدافع)، هذه هي مهارات التدين. فإن كان العمل بحاجة إلى مهارة خاصة لإنجازه وكان الشخص يفتقد هذه المهارة فسيصعب عليه هذا العمل رغم سهولته. ودين الله تعالى سهل يسير. لكنه صعبٌ على مَن؟ إنه صعب على من لا يتقنه ولم يكتسب المهارة اللازمة له.
عندما نتحدث عن اكتساب المقدرة للتدين أو الاقتناع به فلنعلم أن صعوبة التدين هي في اكتساب المهارة من أجله وما إن تُكتسب هذه المهارة حتى تزول الصعوبة، وعندها سيكون التديّن مدعاةً لتسلية المرء؛ شأن السباحة التي إذا تعلمها المرء فسوف لا تزول صعوبتها فحسب، بل ستتحول إلى سبب لتسليته ومتعته.
اعلَم أن ما ينطوي عليه التديّن من تسلية يفوق قطعاً سائر التسالي.. كن على يقين بأنه مُسَلٍّ إلى أبعد الحدود! فإن تعلّمتَ مهارة التدين صِرتَ بطل مسلسل عبوديتك وحياتك، وهو مسلسل جذاب جداً وسيشغل فكرك دوماً حتى لتودّ أن لا يتشتت ذهنك هنا وهناك، كما لو كنت تشاهد مسلسلاً تلفزيونياً جذاباً ولا ترغب أن ينصرف فكرك إلى شيء آخر ولذا تراك تُبعد عنك المؤثرات المشتتة للذهن.
تعليق