اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[19]
خبر ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام
وهو مشهور عند جميع الرواة قالوا: انّه لمّا رجع أمير المؤمنين عليه السلام من قتال أهل النهروان أخذ على النهروان وأعمال العراق ، ولم يكن يومئذٍ بني بيت ببغداد ، فلمّا وافى ناحية براثا صلّى بالناس الظهر ، فرحلوا ودخل أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر ، فصاح الناس : ياأمير المؤمنين ، هذا وقت العصر.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هذه أرض مخسوف بها ، وقد خسف بها
ثلاث مرّات ، ويخشى عليها تمام الرابعة ، فلا يحل ّ لنبيّ ولا لوصي أن يصلّي بها ، فمن أراد منكم أن يصلّي فليصل .
فقال المنافقون منهم : نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي _ يعنون بذلك أهل النهروان _ .
قال جويرية بن مهران العبدي : فتبعته في مائة فارس وقلت : والله لا اُصلّي أو يصلّي هو ، وإلّا قلدته صلاتي اليوم .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اعلموا ما شئتم انّه بما تعملون بصير .
فسار إلى أن قطع أرض بابل وقد تدلّت الشمس للغروب ، ثمّ غابت وأحمرّ الاُفق .
قال : فالتفت إلي وقال : يا جويرية هات الماء .
قال : فقدّمت إليه الإناء ، فتوضّأ ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، ماوجب وقت العشاء بعد .
فقال عليه السلام : قم وأذّن للعصر ، فقلت في نفسي : كيف يقول أذّن للعصر وقت غربت الشمس ، ولكن علي الطاعة ، فأذّنت ، فقال لي : أقم ، ففعلت ، فبينما أنا في الإقامة إذ تحرّكت شفتاه بكلام كأنّه منطق خطا طيف لم يفقه ، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر ، فقام عليه السلام وكبّر وصلّى وثلينا وراءه ، فلمّا فرغ صلاته وقعت الشمس كأنّها سراجة في وسط ماء وغابت ، واشتبكت النجم وأزهرت ، فالتفت إليّ وقال : أذّن للعشاء يا ضعيف اليقين .
كتاب: الفضائل
للكاتب : أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي
من اعلام القرن السادس الهجري
الصفحة : 147_145
تعليق