لم ينم تلك الليلة بعد أن أخذ موافقتها باللقاء ..
فبعد طول إنتظار سيتحقق ما كان يتمناه ..
أن ينظرها ويتأمل سمارها ويسمع صوتها ..
كانت من أطول الليالي عليه ..
وكأنَّ عقارب الساعة - التي يرمقها بين الحين والآخر - لا تتحرك ..
وأصبح الصباح وأرتدى ملابسه التي كانت تراه فيها فارس أحلامها ..
كأن قلبه يخفق فرحاً ..
ورهبةَ اللقاء جعلته يتمتم ببعض الاناشيد التي تُحبها بصوته ..
تهلل وجهه نوراً مستبشراً بأول نظراتها الخجلى إليه ..
نظراتها التي مزجتها بكبرياء وشموخ ..
أراد أن يصافحها لكنَّها رفضت وقالت له :
لك حقُ مصافحتي ولكن بشرط ..
فسألها وما هو هذا الشرط ؟
قالت : أن تعاهدني أن لا تخون وتحفظ الامانة وتصون الوديعة ..
فقال لها : عاهدتُ أمي قبل أن أحضر إليك ..
وها أنا أجدد عهدي معك وأكون كعهد أبي الفضل لزينب ، ولن تتركك كفي حتى أموت أو تقطع ..
جذبها إليه وقبّلَ جبينها وشمّ عطرها وضمها الى صدره ..
عن لقاء مقاتل ببندقيته كنتُ أتحدث ..
فسلامٌ على المجاهدين المرابطين المحامين عن العرض والارض والمقدسات ..
تعليق