هل للنبي بنات غير الزهراء
نص الشبهة:
تبنيتم في كتابكم « بنات النبي [ صلى الله عليه و آله ] أم ربائبه » بأنه لا يوجد بنات للنبي غير فاطمة الزهراء [عليها السلام] ، وقد اعترض عليكم البعض بما حاصله : « إن المعلوم تاريخيا بل هو المشهور و المتسالم عليه بين محققي الفريقين و مؤرخيهم : أنه كان للنبي [ صلى الله عليه و آله ] من البنات زينب و أم كلثوم و رقية . و أنهن عشن و تزوجن ، و إن ذهب شاذ من المعاصرين تبعا لشاذ من المتقدمين إلى نفي كون هؤلاء من بنات النبي ، مدعياً أنهن ربائب له!! و هذا من أغرب الآراء و أعجبها ، كونه مخالفا لصريح القرآن الكريم في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ ... } . و قال أيضاً : « فهو [ أي القرآن ] لم يتحدث عن ابنة واحدة ، وإنما تحدث عن بنات ، ما يدل على أن هناك أكثر من بنت لرسول الله [ صلى الله عليه و آله ] » [ الزهراء القدوة ص 60 و 350 ] . فما رأيكم فيما قيل ؟
الجواب:
قد أجبنا عن هذا السؤال في كتابنا « خلفيات كتاب مأساة الزهراء [ عليها السلام ] » الجزء السادس من صفحة 44 إلى 55 الطبعة الأولى ، بيروت . . فيرجى المراجعة . .
و نحن نذكر هنا المقطع المشار إليه ، مع بعض التقليم و التطعيم ، فنقول :
1 ـ قد وجدنا : أن القرآن حين أثبت الولاية لأمير المؤمنين [عليه السلام] ، قال : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 1 .
وهذه الآية قد نزلت في خصوص أمير المؤمنين [عليه السلام] حينما تصدق بخاتمه على الفقير ، وكان ذلك منه [عليه السلام] في حال ركوعه في صلاته ، وقد ثبت ذلك بالروايات المعتبرة والصحيحة التي رواها المسلمون في كتب تفاسيرهم ، وفي مجاميعهم الحديثية وغيرها . .
وقد لاحظنا أنه سبحانه قد جاء بصيغة الجمع ، فقال : ﴿ ... وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 2 ولم يقل الذي آمن ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع ، مع أنه لا يقصد سوى فرد واحد بعينه ، وخصوص واقعة معروفة ومحددة .
ولو صح ما ذكره هذا البعض ، وأردنا أن نأخذ بالقاعدة التي زعم أنها تجري في مثل هذه الموارد ، لكان لا بد من القول : إن المقصود هو أشخاص كثيرون ، ولا ينحصر الأمر بعلي [عليه السلام] إلا أن يدعي أيضاً : أن هذه الآية لم تنزل في إمامة أمير المؤمنين علي [عليه السلام] ، كما ادعى أن آية : ﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ﴾ 3لم تنزل في الأئمة الإثني عشر . .
2 ـ إن الله سبحانه في آية المباهلة يقول : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 4 .
فقد قال : ﴿ ... وَنِسَاءنَا ... ﴾ 5 بصيغة الجمع ، مع أن المقصود هو خصوص الزهراء [عليها السلام] ، وهي فرد واحد . وقد دلت النصوص الكثيرة التي رواها السنة والشيعة على أنها [عليها السلام] هي المقصودة بالآية . .
ومن يدري فلربما يأتي الوقت الذي ينكر فيه هذا البعض حتى هذا الأمر أيضاً . . وإن غداً لناظره قريب . .
كما أنه سبحانه قال : ﴿ ... أَبْنَاءنَا ... ﴾ 5 ويقصد بذلك الحسن والحسين [عليهما السلام] وهما اثنان فقط .
3 ـ كما أنه تعالى يقول : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ 6 والمقصود هم المعصومون منهم ، دون سواهم ، من ذوي قرباه [صلى الله عليه وآله] .
4 ـ وقال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ 7 .
ويقصد الخمسة أصحاب الكساء ، دون كل من عداهم من أهل بيته [صلى الله عليه وآله] إذ لا شك في عدم دخول العباس وأبنائه وعقيل وجعفر وو . . فهؤلاء جميعاً غير داخلين في المراد من الآية فضلاً عن نسائه [صلى الله عليه وآله] .
وأما بالنسبة لبقية الأئمة الإثني عشر [صلوات الله وسلامه عليهم] فقد جاء في الروايات عن أهل بيت العصمة أنهم داخلون في المراد من الآية أيضاً .
وبعد ما تقدم نقول : إن قوله تعالى : ﴿ ... وَبَنَاتِكَ ... ﴾ 8 يقصد به أيضاً خصوص الزهراء [عليها السلام] ، إذ قد دل الدليل على عدم وجود بنات للنبي [صلى الله عليه وآله] سواها . وقد ذكرنا طائفة من هذه الأدلة في كتابنا « بنات النبي أم ربائبه » . نلخصها هنا على النحو التالي : إن مما يدل على عدم وجود بنات للنبي [صلى الله عليه وآله] سوى الزهراء [عليها السلام] :
1ـ النصوص التي ذكرت : أن ابناء رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ومنهم فاطمة [عليها السلام] قد ولدوا جميعاً بعدالبعثة9 .
2 ـ إن سورة الكوثر قد نزلت بعد موت ابناء رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وبعد قول العاص بن وائل وغيره : قد انقطع نسله ، فهو أبتر ، اذ أن القاسم مات أولا ، ثم مات عبد الله 10 وحين مات القاسم كان عمره سنتين ، وهو أكبر ولده ، وقيل عاش حتى مشى 11 .
وقد مات القاسم بعد النبوة كما تدل عليه الأحاديث والنصوص 12 . فجاءت هذه السورة ، لتكون بشارة لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ببقاء نسله وذكره ورسالته من خلال ذرية فاطمة [عليها السلام] ، حيث كانت [عليها السلام] هي آخر من ولد لرسول الله [صلى الله عليه وآله] 13 .
وذلك كله يدل على أنه لم يكن له [صلى الله عليه وآله] بنات تزوجن في الجاهلية بابناء أبي لهب ، ثم طلقوهن ، ثم لما بعث رسول الله [صلى الله عليه وآله] تزوجت إحداهن من عثمان ، وهاجرت معه في السنة الخامسة إلى الحبشة .
3 ـ إنه وان كان قد اشتهر بين الناس ما ذكره ابن اسحاق من أن النبي [صلى الله عليه وآله] قد تزوج خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة . . لكن هناك أقوال أخرى في تاريخ هذا الزواج . . لا يمكن معها القول بأنها قد ولدت له بنات وكبرن ، وتزوجت اثنتان منهن بابني أبي لهب ، ثم لما بعث [صلى الله عليه وآله] ، طلقتا منهما ، وتزوجتا بعثمان . . وذلك لأن هناك من يقول : إن خديجة [عليها السلام] قد تزوجت برسول الله [صلى الله عليه وآله] قبل البعثة بخمس سنين 14 . وقيل : قبلها بثلاث سنين 15 .
4 ـ إن إحدى هاتين البنتين هي أم كلثوم التي يدعون أنها بعد أن طلقت من ابن أبي لهب قبل الدخول !! بقيت عزباء إلى أن تزوجها عثمان أيضاً ، بعد موت أختها بعد الهجرة بمدة .
واللافت : أننا لا نجد لها ذكراً في جملة النساء اللواتي هاجرن مع علي [عليه السلام] ، بوصية من رسول الله [صلى الله عليه وآله] . . بل ذكرت الفواطم ، وأم أيمن ، وجماعة من ضعفاء المؤمنين 16 .
5 ـ هناك رواية ذكرها أبو القاسم الكوفي مفادها : أن زينب ورقية كانتا بنتين لزوج أخت خديجة ، من امرأة أخرى ، فمات التميمي وزوجته ، وبقيت الطفلتان ، فضمتهما خديجة إليها ، فهما ربيبتا خديجة ورسول الله [صلى الله عليه وآله] 17 .
6 ـ ذكر ابن شهر آشوب : أن زينب ورقية كانتا [ابنتي هالة أخت خديجة] كما في كتابي الأنوار والبدع 18 .
وقال ابن شهر آشوب أيضاً : « . . وفي الأنوار ، والكشف واللمع ، وكتاب البلاذري : أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش » 19 .
7 ـ إن من يدعي : أن للنبي بنات غير فاطمة يقول : إنهن بناته [صلى الله عليه وآله] من خديجة . . مع أن خديجة حسبما تؤيده الشواهد والأدلة قد تزوجها رسول الله [صلى الله عليه وآله] بكراً ، ولم تكن قد تزوجت من أحد قبله [صلى الله عليه وآله] . ومن شواهد ذلك :
ألف ـ تناقض الروايات حول هذا الزواج المزعوم ، وتاريخ هذا الزواج ، وكم ولدت ؟ ومن ولدت له 20 .
ب ـ إن التي تمتنع من الزواج بأشراف قريش ، لا تتزوج أعرابياً من بني تميم ، ولو فعلت ذلك لعيرت به 21 . وهذا البعض قد استدل بتعيير العرب على نفي ضرب الزهراء [عليها السلام] ، المتواتر روائياً وتاريخياً ، فلماذا لا يستدل به على نفي تزوج خديجة من أعرابي .
ج ـ قال ابن شهر آشوب : روى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي [صلى الله عليه وآله] تزوج بها ، وكانت عذراء .
يؤكد ذلك ، ما ذكره في كتابي الأنوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة ، أخت خديجة 22 .
8 ـ قد روي عن أبي الحمراء ، عن النبي [صلى الله عليه وآله] قوله : « يا علي أوتيت ثلاثا ، لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أوتيت صهرا مثلي ، ولم أؤت أنا مثلي . وأوتيت صديقة مثل ابنتي ، ولم أوت مثلها [زوجة] . وأوتيت الحسن والحسينمن صلبك ، ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني ، وأنا منكم » 23 .
وقريب منه ما روي عن أبي ذر ، مرفوعاً 24 .
فلو كان ثمة صهر لرسول الله [صلى الله عليه وآله] غير علي [عليه السلام] ، لم يصح قوله [صلى الله عليه وآله] : « أوتيت صهرا مثلي ، ولم أوت أنا مثلي . . » لا سيما وأن هذا الكلام قد جاء بعد ولادة الحسنين [عليهما السلام] . إذ أن الإشكال يصبح ظاهراً ، فإن هذه الفضيلة لا تختص بعلي [عليه السلام] ، بل يشاركه فيها عثمان .
9 ـ وفي صحيح البخاري : أن رجلاً حاول أن يسجل إدانة لعثمان ولعلي على حد سواء ، فتصدى لابن عمر ، فكان بينهما كلام ، وكان مما قاله له : فما قولك في علي وعثمان . . ؟
قال : أما عثمان ، فكان الله قد عفا عنه ، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه . أما علي ، فابن عم رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وختنه ، وأشار بيده ، فقال : وهذا بيته حيث ترون 25 .
فنلاحظ : أن دفاع ابن عمر عن عثمان ، قد اقتصر على أنه حين فر يوم أحد قد عفا الله عنه ، لكن الخارجين عليه لم يعفوا عنه ، بل قتلوه . . ولم يذكر أنه صهر رسول الله ، أو نحو ذلك . .
أما بالنسبة لأمير المؤمنين [عليه السلام] فقد وصفه بأنه ابن عم رسول الله ، وصهره وكون بيته ضمن بيوت رسول الله [صلى الله عليه وآله] . .
فلو كان عثمان صهراً لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، لكان على ابن عمر أن يستدل به أيضاً ، كما استدل به بالنسبة لأمير المؤمنين [عليه السلام] ، لأنه بصدد الاستدلال بكل ما يساعد على دفع التهمة عن عثمان . . فلا معنى لترك هذا البرهان القوي ، الدال على ثقة رسول الله [صلى الله عليه وآله] به ، والتمسك بدليل ضعيف وسخيف . لأن العفو عن الفارين يوم أحد كان مشروطا بالتوبة . . وهذا إنما يشمل الذين عادوا مباشرة بمجرد معرفتهم بسلامة رسول الله ، لا بالنسبة لمن لم يعد من فراره إلا بعد ثلاثة أيام .
ولو سلمنا أن الله قد عفا عنه . . فلا يلزم من ذلك لزوم عفو الناس عنه أيضاً ، بعد أحداثه التي ارتكبها بحقهم .
بل إن عفو الله سبحانه في أحد بهدف التأليف والتقوية في مقابل العدو ، لا يلزم منه عفوه عنه بعد ذلك ، إذا كان قد ارتكب في حق المسلمين ما يوجب العقاب ، فضلاً عن أن يوجب ذلك عفو الناس .
10 ـ وأخيراً . . فإننا نلفت النظر إلى أن هذا البعض قد اعترف بأن خطبة الزهراء [عليها السلام] في المهاجرين والأنصار موثوقة ، وهو بنفسه أيضاً قد شرح هذه الخطبة ، وقد جاء فيها إشارة إلى حقيقة أن الزهراء [عليها السلام] كانت هي البنت الوحيدة لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، حيث قالت[عليها السلام] : « فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه » .
ولو كانت زوجتا عثمان ابنتين لرسول الله [صلى الله عليه وآله] لكان عثمان اعترض ، وقال : إن رسول الله كان ابا لزوجتيّ رقية وأم كلثوم ، وكذلك كان زوج زينب . . والغريب أن هذا البعض يعلق على هذه الفقرة بقوله :
« تجدوه أبي دون نسائكم ، فأنا ابنته الوحيدة ، ولم تقتصر على الحديث عن نفسها إلخ . . » 26 .
وقال : « قد قلنا : إن لرسول الله عدة بنات ، كما هو وارد في كتب التاريخ ، وكما يظهر من القرآن ، لكنه ميز ابنته فاطمة [عليها السلام] عن أخواتها » 27 .
ونقول : إن ذلك لا يصحح قولها : « كان أبي دون نسائكم . .» لأنها في مقام إثبات الفضل والتميز عليهم جميعاً ، فلو كان عثمان قد تزوج اختيها لاعترض وقال : إنه أيضاً كان أباً لزوجتي . . فلا يصح نفي هذا الأمر عني . .
وفي الختام نقول : إنه قد يكون ثمة بنات قد ولدن لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وسماهن زينب ورقية وأم كلثوم ، لكنهن متن وهن صغار .
ثم وصفه العاص بالأبتر ، ونزلت سورة الكوثر . . وصدق الله سبحانه له وعده وولدت الزهراء ، وأعطاه الكوثر .
هذا بالإضافة إلى وجود ربيبات له [صلى الله عليه وآله] اسمهن أيضاً زينب ورقية وأم كلثوم . ثم تزوج عثمان باثنتين من تلك الربائب ، وتزوج أبو العاص بن الربيع بالثالثة ، غير أن ما يلفت نظرنا هو أن هذا البعض يصر على وجود بنات أخريات لرسول الله [صلى الله عليه وآله] سوى الزهراء [عليها السلام] ؟!
فهل إن ذلك يدخل في نطاق الغيرة على الحقيقة التاريخية ؟! . خصوصاً تلك التي تؤدي إلى إسداء خدمة لعثمان بن عفان ، حيث ينال بذلك فضيلة جليلة ، تفيده في تأكيد صلاحيته لمقام خلافة النبوة ، ودفع غائلة الحديث عن اغتصابه هذا الموقع من صاحبه الحقيقي ، وفقا للنص الثابت بالأدلة القطعية ، والبراهين الساطعة والجلية ؟!
ويزيد تعجبنا حين نعرف أن هذا البعض يشترط اليقين في الأمور التاريخية ، وبديهي أن مجرد وجود ظاهر لفظي لا يفيد هذا اليقين . كما أن الشهرة بين المؤرخين لا تفيده . . ولا ندري كيف يشترط ذلك الشرط ، ويستدل بهذه الأدلة ؟!! 28 .
المصادر
1.القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
2.القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
3.القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 87 .
4.القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
5.a.b.القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
6.القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
7.القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
8.القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 426 .
9. راجع البدء والتاريخ : ج 5 ص16 و ج4 ص139 ، ونسب قريش : ص21 ، والمواهب اللدنية : ج1 ص196 ، وتاريخ الخميس : ج1 ص272 ، ومجمع الزوائد : ج 9 ص 217 ، وذخائر العقبى ص152 ، والبداية والنهاية ج12 ص 294 ، والإستيعاب [مطبوع بهامش الإصابة] : ج 4 ص281 ، والروض الأنف : ج1 ص214 و215 ، والسيرة الحلبية : ج 3 ص308 .
10. راجع مصادر ذلك في كتابنا بنات النبي أم ربائبه ص44 46 .
11. راجع المصدر السابق ص47 50 .
12. راجع تاريخ اليعقوبي : ج2 ص 32 والروض الأنف : ج1 ص214 و215 .
13. راجع مختصر تاريخ دمشق : ج2 ص263 و264 ، وراجع : الدر المنثور : ج6 ص404 والسيرة الحلبية ج3 ص308 ، وراجع : الوفاء ص655 ومصادر أخرى في كتابنا : بنات النبي أم ربائبه ص 44 و59 حتى 62 .
14. الأوائل : ج1 ص 161 .
15. راجع : سيرة مغلطاي : ص 12 عن ابن جريج ، وراجع : مجمع الزوائد : ج9 ص 219 والأوائل ج 1 ص161 .
16. السيرة الحلبية : ج2 ص53 .
17. راجع : الاستغاثة : ج1ص68 و69 ورسالة مطبوعة طبعة حجرية مع كتاب مكارم الأخلاق ص6 .
18. راجع : مناقب آل أبي طالب : ج1 ص159 ، والبحار ، وقاموس الرجال ، وتنقيح المقال ، كلهم عن المناقب .
19. مناقب آل أبي طالب : ج 1 ص 162 .
20. راجع بنات النبي [صلى الله عليه وآله] أم ربائبه : ص 89 و 90 .
21. راجع : الاستغاثة : ج1 ص 70 .
22. مناقب آل أبي طالب : ج1 ص 159 وعنه في البحار ، وتنقيح المقال ، وقاموس الرجال .
23. إحقاق الحق [قسم الملحقات] للمرعشي النجفي ج5 ص 74 وج4 ص 444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 [مخطوط] وعن مناقب الكاشي ص72 [مخطوط أيضا] والحديث موجود أيضاً في كتاب : نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص114 ولا بأس بمراجعة ص113 ، ومراجعة مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109 .
24. ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق [قسم الملحقات]ج7 ص18 .
25. صحيح البخاري : ج 3 ص 68 ط سنة 1309 .
26. الزهراء القدوة .
27. الزهراء القدوة : ص285 .
28. مختصر مفيد . . ( أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الأولى » المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، ص 140 ـ 152 ، السؤال (42) .
نص الشبهة:
تبنيتم في كتابكم « بنات النبي [ صلى الله عليه و آله ] أم ربائبه » بأنه لا يوجد بنات للنبي غير فاطمة الزهراء [عليها السلام] ، وقد اعترض عليكم البعض بما حاصله : « إن المعلوم تاريخيا بل هو المشهور و المتسالم عليه بين محققي الفريقين و مؤرخيهم : أنه كان للنبي [ صلى الله عليه و آله ] من البنات زينب و أم كلثوم و رقية . و أنهن عشن و تزوجن ، و إن ذهب شاذ من المعاصرين تبعا لشاذ من المتقدمين إلى نفي كون هؤلاء من بنات النبي ، مدعياً أنهن ربائب له!! و هذا من أغرب الآراء و أعجبها ، كونه مخالفا لصريح القرآن الكريم في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ ... } . و قال أيضاً : « فهو [ أي القرآن ] لم يتحدث عن ابنة واحدة ، وإنما تحدث عن بنات ، ما يدل على أن هناك أكثر من بنت لرسول الله [ صلى الله عليه و آله ] » [ الزهراء القدوة ص 60 و 350 ] . فما رأيكم فيما قيل ؟
الجواب:
قد أجبنا عن هذا السؤال في كتابنا « خلفيات كتاب مأساة الزهراء [ عليها السلام ] » الجزء السادس من صفحة 44 إلى 55 الطبعة الأولى ، بيروت . . فيرجى المراجعة . .
و نحن نذكر هنا المقطع المشار إليه ، مع بعض التقليم و التطعيم ، فنقول :
1 ـ قد وجدنا : أن القرآن حين أثبت الولاية لأمير المؤمنين [عليه السلام] ، قال : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 1 .
وهذه الآية قد نزلت في خصوص أمير المؤمنين [عليه السلام] حينما تصدق بخاتمه على الفقير ، وكان ذلك منه [عليه السلام] في حال ركوعه في صلاته ، وقد ثبت ذلك بالروايات المعتبرة والصحيحة التي رواها المسلمون في كتب تفاسيرهم ، وفي مجاميعهم الحديثية وغيرها . .
وقد لاحظنا أنه سبحانه قد جاء بصيغة الجمع ، فقال : ﴿ ... وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 2 ولم يقل الذي آمن ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع ، مع أنه لا يقصد سوى فرد واحد بعينه ، وخصوص واقعة معروفة ومحددة .
ولو صح ما ذكره هذا البعض ، وأردنا أن نأخذ بالقاعدة التي زعم أنها تجري في مثل هذه الموارد ، لكان لا بد من القول : إن المقصود هو أشخاص كثيرون ، ولا ينحصر الأمر بعلي [عليه السلام] إلا أن يدعي أيضاً : أن هذه الآية لم تنزل في إمامة أمير المؤمنين علي [عليه السلام] ، كما ادعى أن آية : ﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ﴾ 3لم تنزل في الأئمة الإثني عشر . .
2 ـ إن الله سبحانه في آية المباهلة يقول : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 4 .
فقد قال : ﴿ ... وَنِسَاءنَا ... ﴾ 5 بصيغة الجمع ، مع أن المقصود هو خصوص الزهراء [عليها السلام] ، وهي فرد واحد . وقد دلت النصوص الكثيرة التي رواها السنة والشيعة على أنها [عليها السلام] هي المقصودة بالآية . .
ومن يدري فلربما يأتي الوقت الذي ينكر فيه هذا البعض حتى هذا الأمر أيضاً . . وإن غداً لناظره قريب . .
كما أنه سبحانه قال : ﴿ ... أَبْنَاءنَا ... ﴾ 5 ويقصد بذلك الحسن والحسين [عليهما السلام] وهما اثنان فقط .
3 ـ كما أنه تعالى يقول : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ 6 والمقصود هم المعصومون منهم ، دون سواهم ، من ذوي قرباه [صلى الله عليه وآله] .
4 ـ وقال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ 7 .
ويقصد الخمسة أصحاب الكساء ، دون كل من عداهم من أهل بيته [صلى الله عليه وآله] إذ لا شك في عدم دخول العباس وأبنائه وعقيل وجعفر وو . . فهؤلاء جميعاً غير داخلين في المراد من الآية فضلاً عن نسائه [صلى الله عليه وآله] .
وأما بالنسبة لبقية الأئمة الإثني عشر [صلوات الله وسلامه عليهم] فقد جاء في الروايات عن أهل بيت العصمة أنهم داخلون في المراد من الآية أيضاً .
وبعد ما تقدم نقول : إن قوله تعالى : ﴿ ... وَبَنَاتِكَ ... ﴾ 8 يقصد به أيضاً خصوص الزهراء [عليها السلام] ، إذ قد دل الدليل على عدم وجود بنات للنبي [صلى الله عليه وآله] سواها . وقد ذكرنا طائفة من هذه الأدلة في كتابنا « بنات النبي أم ربائبه » . نلخصها هنا على النحو التالي : إن مما يدل على عدم وجود بنات للنبي [صلى الله عليه وآله] سوى الزهراء [عليها السلام] :
1ـ النصوص التي ذكرت : أن ابناء رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ومنهم فاطمة [عليها السلام] قد ولدوا جميعاً بعدالبعثة9 .
2 ـ إن سورة الكوثر قد نزلت بعد موت ابناء رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وبعد قول العاص بن وائل وغيره : قد انقطع نسله ، فهو أبتر ، اذ أن القاسم مات أولا ، ثم مات عبد الله 10 وحين مات القاسم كان عمره سنتين ، وهو أكبر ولده ، وقيل عاش حتى مشى 11 .
وقد مات القاسم بعد النبوة كما تدل عليه الأحاديث والنصوص 12 . فجاءت هذه السورة ، لتكون بشارة لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ببقاء نسله وذكره ورسالته من خلال ذرية فاطمة [عليها السلام] ، حيث كانت [عليها السلام] هي آخر من ولد لرسول الله [صلى الله عليه وآله] 13 .
وذلك كله يدل على أنه لم يكن له [صلى الله عليه وآله] بنات تزوجن في الجاهلية بابناء أبي لهب ، ثم طلقوهن ، ثم لما بعث رسول الله [صلى الله عليه وآله] تزوجت إحداهن من عثمان ، وهاجرت معه في السنة الخامسة إلى الحبشة .
3 ـ إنه وان كان قد اشتهر بين الناس ما ذكره ابن اسحاق من أن النبي [صلى الله عليه وآله] قد تزوج خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة . . لكن هناك أقوال أخرى في تاريخ هذا الزواج . . لا يمكن معها القول بأنها قد ولدت له بنات وكبرن ، وتزوجت اثنتان منهن بابني أبي لهب ، ثم لما بعث [صلى الله عليه وآله] ، طلقتا منهما ، وتزوجتا بعثمان . . وذلك لأن هناك من يقول : إن خديجة [عليها السلام] قد تزوجت برسول الله [صلى الله عليه وآله] قبل البعثة بخمس سنين 14 . وقيل : قبلها بثلاث سنين 15 .
4 ـ إن إحدى هاتين البنتين هي أم كلثوم التي يدعون أنها بعد أن طلقت من ابن أبي لهب قبل الدخول !! بقيت عزباء إلى أن تزوجها عثمان أيضاً ، بعد موت أختها بعد الهجرة بمدة .
واللافت : أننا لا نجد لها ذكراً في جملة النساء اللواتي هاجرن مع علي [عليه السلام] ، بوصية من رسول الله [صلى الله عليه وآله] . . بل ذكرت الفواطم ، وأم أيمن ، وجماعة من ضعفاء المؤمنين 16 .
5 ـ هناك رواية ذكرها أبو القاسم الكوفي مفادها : أن زينب ورقية كانتا بنتين لزوج أخت خديجة ، من امرأة أخرى ، فمات التميمي وزوجته ، وبقيت الطفلتان ، فضمتهما خديجة إليها ، فهما ربيبتا خديجة ورسول الله [صلى الله عليه وآله] 17 .
6 ـ ذكر ابن شهر آشوب : أن زينب ورقية كانتا [ابنتي هالة أخت خديجة] كما في كتابي الأنوار والبدع 18 .
وقال ابن شهر آشوب أيضاً : « . . وفي الأنوار ، والكشف واللمع ، وكتاب البلاذري : أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش » 19 .
7 ـ إن من يدعي : أن للنبي بنات غير فاطمة يقول : إنهن بناته [صلى الله عليه وآله] من خديجة . . مع أن خديجة حسبما تؤيده الشواهد والأدلة قد تزوجها رسول الله [صلى الله عليه وآله] بكراً ، ولم تكن قد تزوجت من أحد قبله [صلى الله عليه وآله] . ومن شواهد ذلك :
ألف ـ تناقض الروايات حول هذا الزواج المزعوم ، وتاريخ هذا الزواج ، وكم ولدت ؟ ومن ولدت له 20 .
ب ـ إن التي تمتنع من الزواج بأشراف قريش ، لا تتزوج أعرابياً من بني تميم ، ولو فعلت ذلك لعيرت به 21 . وهذا البعض قد استدل بتعيير العرب على نفي ضرب الزهراء [عليها السلام] ، المتواتر روائياً وتاريخياً ، فلماذا لا يستدل به على نفي تزوج خديجة من أعرابي .
ج ـ قال ابن شهر آشوب : روى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي [صلى الله عليه وآله] تزوج بها ، وكانت عذراء .
يؤكد ذلك ، ما ذكره في كتابي الأنوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة ، أخت خديجة 22 .
8 ـ قد روي عن أبي الحمراء ، عن النبي [صلى الله عليه وآله] قوله : « يا علي أوتيت ثلاثا ، لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أوتيت صهرا مثلي ، ولم أؤت أنا مثلي . وأوتيت صديقة مثل ابنتي ، ولم أوت مثلها [زوجة] . وأوتيت الحسن والحسينمن صلبك ، ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني ، وأنا منكم » 23 .
وقريب منه ما روي عن أبي ذر ، مرفوعاً 24 .
فلو كان ثمة صهر لرسول الله [صلى الله عليه وآله] غير علي [عليه السلام] ، لم يصح قوله [صلى الله عليه وآله] : « أوتيت صهرا مثلي ، ولم أوت أنا مثلي . . » لا سيما وأن هذا الكلام قد جاء بعد ولادة الحسنين [عليهما السلام] . إذ أن الإشكال يصبح ظاهراً ، فإن هذه الفضيلة لا تختص بعلي [عليه السلام] ، بل يشاركه فيها عثمان .
9 ـ وفي صحيح البخاري : أن رجلاً حاول أن يسجل إدانة لعثمان ولعلي على حد سواء ، فتصدى لابن عمر ، فكان بينهما كلام ، وكان مما قاله له : فما قولك في علي وعثمان . . ؟
قال : أما عثمان ، فكان الله قد عفا عنه ، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه . أما علي ، فابن عم رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وختنه ، وأشار بيده ، فقال : وهذا بيته حيث ترون 25 .
فنلاحظ : أن دفاع ابن عمر عن عثمان ، قد اقتصر على أنه حين فر يوم أحد قد عفا الله عنه ، لكن الخارجين عليه لم يعفوا عنه ، بل قتلوه . . ولم يذكر أنه صهر رسول الله ، أو نحو ذلك . .
أما بالنسبة لأمير المؤمنين [عليه السلام] فقد وصفه بأنه ابن عم رسول الله ، وصهره وكون بيته ضمن بيوت رسول الله [صلى الله عليه وآله] . .
فلو كان عثمان صهراً لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، لكان على ابن عمر أن يستدل به أيضاً ، كما استدل به بالنسبة لأمير المؤمنين [عليه السلام] ، لأنه بصدد الاستدلال بكل ما يساعد على دفع التهمة عن عثمان . . فلا معنى لترك هذا البرهان القوي ، الدال على ثقة رسول الله [صلى الله عليه وآله] به ، والتمسك بدليل ضعيف وسخيف . لأن العفو عن الفارين يوم أحد كان مشروطا بالتوبة . . وهذا إنما يشمل الذين عادوا مباشرة بمجرد معرفتهم بسلامة رسول الله ، لا بالنسبة لمن لم يعد من فراره إلا بعد ثلاثة أيام .
ولو سلمنا أن الله قد عفا عنه . . فلا يلزم من ذلك لزوم عفو الناس عنه أيضاً ، بعد أحداثه التي ارتكبها بحقهم .
بل إن عفو الله سبحانه في أحد بهدف التأليف والتقوية في مقابل العدو ، لا يلزم منه عفوه عنه بعد ذلك ، إذا كان قد ارتكب في حق المسلمين ما يوجب العقاب ، فضلاً عن أن يوجب ذلك عفو الناس .
10 ـ وأخيراً . . فإننا نلفت النظر إلى أن هذا البعض قد اعترف بأن خطبة الزهراء [عليها السلام] في المهاجرين والأنصار موثوقة ، وهو بنفسه أيضاً قد شرح هذه الخطبة ، وقد جاء فيها إشارة إلى حقيقة أن الزهراء [عليها السلام] كانت هي البنت الوحيدة لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، حيث قالت[عليها السلام] : « فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه » .
ولو كانت زوجتا عثمان ابنتين لرسول الله [صلى الله عليه وآله] لكان عثمان اعترض ، وقال : إن رسول الله كان ابا لزوجتيّ رقية وأم كلثوم ، وكذلك كان زوج زينب . . والغريب أن هذا البعض يعلق على هذه الفقرة بقوله :
« تجدوه أبي دون نسائكم ، فأنا ابنته الوحيدة ، ولم تقتصر على الحديث عن نفسها إلخ . . » 26 .
وقال : « قد قلنا : إن لرسول الله عدة بنات ، كما هو وارد في كتب التاريخ ، وكما يظهر من القرآن ، لكنه ميز ابنته فاطمة [عليها السلام] عن أخواتها » 27 .
ونقول : إن ذلك لا يصحح قولها : « كان أبي دون نسائكم . .» لأنها في مقام إثبات الفضل والتميز عليهم جميعاً ، فلو كان عثمان قد تزوج اختيها لاعترض وقال : إنه أيضاً كان أباً لزوجتي . . فلا يصح نفي هذا الأمر عني . .
وفي الختام نقول : إنه قد يكون ثمة بنات قد ولدن لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، وسماهن زينب ورقية وأم كلثوم ، لكنهن متن وهن صغار .
ثم وصفه العاص بالأبتر ، ونزلت سورة الكوثر . . وصدق الله سبحانه له وعده وولدت الزهراء ، وأعطاه الكوثر .
هذا بالإضافة إلى وجود ربيبات له [صلى الله عليه وآله] اسمهن أيضاً زينب ورقية وأم كلثوم . ثم تزوج عثمان باثنتين من تلك الربائب ، وتزوج أبو العاص بن الربيع بالثالثة ، غير أن ما يلفت نظرنا هو أن هذا البعض يصر على وجود بنات أخريات لرسول الله [صلى الله عليه وآله] سوى الزهراء [عليها السلام] ؟!
فهل إن ذلك يدخل في نطاق الغيرة على الحقيقة التاريخية ؟! . خصوصاً تلك التي تؤدي إلى إسداء خدمة لعثمان بن عفان ، حيث ينال بذلك فضيلة جليلة ، تفيده في تأكيد صلاحيته لمقام خلافة النبوة ، ودفع غائلة الحديث عن اغتصابه هذا الموقع من صاحبه الحقيقي ، وفقا للنص الثابت بالأدلة القطعية ، والبراهين الساطعة والجلية ؟!
ويزيد تعجبنا حين نعرف أن هذا البعض يشترط اليقين في الأمور التاريخية ، وبديهي أن مجرد وجود ظاهر لفظي لا يفيد هذا اليقين . كما أن الشهرة بين المؤرخين لا تفيده . . ولا ندري كيف يشترط ذلك الشرط ، ويستدل بهذه الأدلة ؟!! 28 .
المصادر
1.القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
2.القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 117 .
3.القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 87 .
4.القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
5.a.b.القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 57 .
6.القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
7.القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
8.القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 426 .
9. راجع البدء والتاريخ : ج 5 ص16 و ج4 ص139 ، ونسب قريش : ص21 ، والمواهب اللدنية : ج1 ص196 ، وتاريخ الخميس : ج1 ص272 ، ومجمع الزوائد : ج 9 ص 217 ، وذخائر العقبى ص152 ، والبداية والنهاية ج12 ص 294 ، والإستيعاب [مطبوع بهامش الإصابة] : ج 4 ص281 ، والروض الأنف : ج1 ص214 و215 ، والسيرة الحلبية : ج 3 ص308 .
10. راجع مصادر ذلك في كتابنا بنات النبي أم ربائبه ص44 46 .
11. راجع المصدر السابق ص47 50 .
12. راجع تاريخ اليعقوبي : ج2 ص 32 والروض الأنف : ج1 ص214 و215 .
13. راجع مختصر تاريخ دمشق : ج2 ص263 و264 ، وراجع : الدر المنثور : ج6 ص404 والسيرة الحلبية ج3 ص308 ، وراجع : الوفاء ص655 ومصادر أخرى في كتابنا : بنات النبي أم ربائبه ص 44 و59 حتى 62 .
14. الأوائل : ج1 ص 161 .
15. راجع : سيرة مغلطاي : ص 12 عن ابن جريج ، وراجع : مجمع الزوائد : ج9 ص 219 والأوائل ج 1 ص161 .
16. السيرة الحلبية : ج2 ص53 .
17. راجع : الاستغاثة : ج1ص68 و69 ورسالة مطبوعة طبعة حجرية مع كتاب مكارم الأخلاق ص6 .
18. راجع : مناقب آل أبي طالب : ج1 ص159 ، والبحار ، وقاموس الرجال ، وتنقيح المقال ، كلهم عن المناقب .
19. مناقب آل أبي طالب : ج 1 ص 162 .
20. راجع بنات النبي [صلى الله عليه وآله] أم ربائبه : ص 89 و 90 .
21. راجع : الاستغاثة : ج1 ص 70 .
22. مناقب آل أبي طالب : ج1 ص 159 وعنه في البحار ، وتنقيح المقال ، وقاموس الرجال .
23. إحقاق الحق [قسم الملحقات] للمرعشي النجفي ج5 ص 74 وج4 ص 444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 [مخطوط] وعن مناقب الكاشي ص72 [مخطوط أيضا] والحديث موجود أيضاً في كتاب : نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص114 ولا بأس بمراجعة ص113 ، ومراجعة مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109 .
24. ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق [قسم الملحقات]ج7 ص18 .
25. صحيح البخاري : ج 3 ص 68 ط سنة 1309 .
26. الزهراء القدوة .
27. الزهراء القدوة : ص285 .
28. مختصر مفيد . . ( أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الأولى » المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، ص 140 ـ 152 ، السؤال (42) .
تعليق