بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين :
الإنسانية تسوّي بين الرجل والمرأة تماماً، وقد برز القرآن الكريم ذلك بوضوح، في الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13)، التسوية في جلائها تبدو في خاتمة الآية عندما يصنف البشر أفراداً عند الله بدرجة التقوى رجالاً ونساءً، هذا يبين بجلاء أن المرأة المتمتّعة بالقيم الأخلاقية في معاملتها وعبادتها أفضل من الرجل حكماً، فقد وضع الله سبحانه مقياساً محدداً للتفاضل هو التقوى..
إذاً، وبحسب بيان القرآن الكريم، تتم التسوية عند الله تبعاً لذاك المقياس لا لشيء آخر، أو كما يعبر السيد الطباطبائي: (كلاً مخلوقاً من كل، فعاد الكل أمثالاً، ولا بيان أتم ولا أبلغ من هذا البيان، ثم جعل الفضل التقوى) .
يقول تعالى: (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (آل عمران: 195) فصرّح بأن السعي غير صائب والعمل غير مضيّع، وعلّل ذلك بقوله: (بعضكم من بعض) فعبّر صريحاً عما هو نتيجة قوله، وهو أن الرجل والمرأة جميعاً من نوع واحد من غير فرق في الأصل والجوهر، فكل نفس بما كسبت رهينة.
ثم تأتي الآيات لمزيد من التوضيح: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97) ثم قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 124).
لقد اتسم مجمل الخطاب الموجّه في القرآن بالذكوريّة، فالغالبية العظمى من الآيات تبدو ظاهرياً كأنها موجهة للرجل، ويلفت السيد الطباطبائي في تفسيره المعروف بالميزان في نظريته إلى أن هذا الخطاب يشمل المرأة بالتأكيد فلا مجال للتكرار في توضيح الازدواج ما دامت الآيات التي يعرضها تؤكد على شمولية الطرفين بالمسؤولية وتسوّي بينهما في القيمة عند الله سبحانه، وهذا هو الأهم.
في هذا المجال ينتقل إلى مستوى التطبيق مباشرة لكي ينفي علاقة الممارسات الاجتماعية للمسلمين بالنظرية الإسلامية، حين يضرب مثالاً عن مسؤولية الزنا ليقول: (وقد بقي من انحرافات بقايا عند المسلمين ورثوها من أسلافهم ولم يغسل منها من قلوبهم المربون، فتراهم يعدّون الزنا عاراً لازماً على المرأة وبيتها، وإن تابت، دون الزاني، وإن أصرّ مع أن الإسلام قد جمع العار والقبح كله في المعصية والزاني والزانية سواءٌ فيها) .
هوية المرأة، إذاً، هي حالة المساواة الكاملة مع الرجل أمام الله، وهذا جوهر الدين في المجال النظري.. السعي إلى رضا الله سبحانه. الفرق، إذاً، بينهما يتموضع في وظيفة كل منهما في الحياة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل جنس.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين :
الإنسانية تسوّي بين الرجل والمرأة تماماً، وقد برز القرآن الكريم ذلك بوضوح، في الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13)، التسوية في جلائها تبدو في خاتمة الآية عندما يصنف البشر أفراداً عند الله بدرجة التقوى رجالاً ونساءً، هذا يبين بجلاء أن المرأة المتمتّعة بالقيم الأخلاقية في معاملتها وعبادتها أفضل من الرجل حكماً، فقد وضع الله سبحانه مقياساً محدداً للتفاضل هو التقوى..
إذاً، وبحسب بيان القرآن الكريم، تتم التسوية عند الله تبعاً لذاك المقياس لا لشيء آخر، أو كما يعبر السيد الطباطبائي: (كلاً مخلوقاً من كل، فعاد الكل أمثالاً، ولا بيان أتم ولا أبلغ من هذا البيان، ثم جعل الفضل التقوى) .
يقول تعالى: (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (آل عمران: 195) فصرّح بأن السعي غير صائب والعمل غير مضيّع، وعلّل ذلك بقوله: (بعضكم من بعض) فعبّر صريحاً عما هو نتيجة قوله، وهو أن الرجل والمرأة جميعاً من نوع واحد من غير فرق في الأصل والجوهر، فكل نفس بما كسبت رهينة.
ثم تأتي الآيات لمزيد من التوضيح: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97) ثم قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 124).
لقد اتسم مجمل الخطاب الموجّه في القرآن بالذكوريّة، فالغالبية العظمى من الآيات تبدو ظاهرياً كأنها موجهة للرجل، ويلفت السيد الطباطبائي في تفسيره المعروف بالميزان في نظريته إلى أن هذا الخطاب يشمل المرأة بالتأكيد فلا مجال للتكرار في توضيح الازدواج ما دامت الآيات التي يعرضها تؤكد على شمولية الطرفين بالمسؤولية وتسوّي بينهما في القيمة عند الله سبحانه، وهذا هو الأهم.
في هذا المجال ينتقل إلى مستوى التطبيق مباشرة لكي ينفي علاقة الممارسات الاجتماعية للمسلمين بالنظرية الإسلامية، حين يضرب مثالاً عن مسؤولية الزنا ليقول: (وقد بقي من انحرافات بقايا عند المسلمين ورثوها من أسلافهم ولم يغسل منها من قلوبهم المربون، فتراهم يعدّون الزنا عاراً لازماً على المرأة وبيتها، وإن تابت، دون الزاني، وإن أصرّ مع أن الإسلام قد جمع العار والقبح كله في المعصية والزاني والزانية سواءٌ فيها) .
هوية المرأة، إذاً، هي حالة المساواة الكاملة مع الرجل أمام الله، وهذا جوهر الدين في المجال النظري.. السعي إلى رضا الله سبحانه. الفرق، إذاً، بينهما يتموضع في وظيفة كل منهما في الحياة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل جنس.